كشفت دراسة رين اسبتز عام 1945 أن الاطفال يحتاجون إلى الاتصالات الجسدية المباشرة مثل العناق والاحتضان والتهدئة . فإذا لم تلبى هذه الحاجات فإن نموهم العاطفي والاجتماعي والعقلي والجسدي سيتوقف أو ينمو ببطء مع ظهور الكثير من المشاكل المصاحبة . وأوضح أن أطفال كثيرون توفو في دور الايتام ومؤسسات الرعاية الاجتماعية في القرن التاسع عشر . ووجد أن أسباب الوفاة الحقيقية لم تكن ترجع إلى سو التغذية أو نقص في الرعاية الصحية بل بسبب قلة العلاقات الانسانية الجسدية سواء كانت من قبل الوالدين او الممرضات او المشرفات .
وساعدت هذه الدراسة على استحداث نمط جديد للتنشئة الاجتماعية في مؤسسات الرعاية الاجتماعية , وتقوم على خلق علاقات حميمة مع الأطفال , واحتضانهم ,واللعب معهم , إلى جانب مراقبتهم طوال اليوم ز وأدت هذه الدراسة إلى تقليل نسبة الوفيات بصورة ملحوظة بين الأطفال .
وأكدت دراسة آشلي في عام 1971م أن أمراض الأكزيما والحساسية لدى الأطفال تكون نتيجة إلى قلة الاتصالات الجسدية مع الوالدين في مرحلة الرضاعة . وليس الامر وقفا على الأطفال فإن الشباب يحتاجون لمثل هذه الاتصالات والتي تتمثل في الحاجة إلى الحب والتقدير من قبل الآخرين , كما ان اللمس أحد الوسائل الإيجابية لنقل الرسائل من المرسل إلى المرسل إليه مثل السلام بالأبدي والاحتضان .
محمد البدوي : السلوك الانساني والبيئة الاجتماعية , الجزء1,الطبعة 1, دار القلم, دبي