تأثير الوظائف العقلية على السلوك:
أكدت معظم الأبحاث أنه ليس هناك علاقة ارتباطيه بين زيادة سنوات العمر و بين انحسار الوظائف العقلية والإدراكية .وهناك فروق كبيرة بين كبار السن ومعدلات تعرضهم لانحسار أو تطور القدرات العقلية حيث ترجع هذه الفروق لتأثير الظروف الحياتية التي يعيشها الفرد وطبيعة الأنشطة التي يمارسها ومدى تأثيرها في استمالة وتحفيز النشاط
الإدراكي /المعرفي وهناك بعض التطورات التي تحدث لأعضاء هذه المرحلة في القدرات الإدراكية /المعرفية منها:
1- زيادة مستوى النضج العقلي والمعرفي الذي يؤدي للوصول إلى الحكمة التي تعرف بالخبرات المعرفية والحكم السليم في هذه المرحلة نتيجة تراكم الخبرات والمعارف والوصول إلى الثقة والإيمان بالذات.
2- عمليات التذكر وقد تتعرض لبعض المشكلات في استدعاء المعلومات أو تذكرها في أثناء المراحل المتأخرة من العمر إلا أن هناك أنشطة وتدريبات معرفية تساعد على تنشيط عمليات التذكر والاحتفاظ بها بشكل جيد.
3- تأثير أمراض الأوعية الدموية على ظهور حالات العته بين 10
-20% من حالات الإصابات بأمراض المخ العضوية وتظهر في بعض حالات الشيخوخة نوع من العته يسمى العته الخرفي والذي يصيب حوالي 11% من كبار السن فوق 65 من العمر وينتج عن هذا المرض انحسار حواس وظائف المخ مثل التعلم والتذكر والحكم نتيجة انخفاض إعداد خلايا المخ.
وبشكل عام نجد أن الاعتقاد باضمحلال القدرات الإدراكية المعرفية عند العجائز يعتبر اعتقادا خاطئا حيث أن معظم هذه القدرات تستمر في العمل بشكل ملائم حتى سنوات متأخرة من العمر ولكن الملاحظة تؤكد أن العجائز ربما يحصلون على معدلات أقل في اختبارات الذكاء عن الأفراد صغار السن .
(سليمان,حسين حسين,السلوك الإنساني والبيئة الاجتماعية:2005, 258-259)