تبعاً للدراسات التي قامت بها مؤسسة الحب و المنطق فقد بلغ عدد الذين يعتقدون أن تأثير الأصدقاء يغلب على تأثير الأجيال السابقة إلى ٨٧٪، فهل يمكننا التغلب على خوفنا و قلقنا حين يخرج أولادنا المراهقون من باب المنزل؟ و متى نعرف استعدادهم لمواجهة ضغط الصديق للمشاركة في سلوك خطير؟ من المؤكد أننا لن نستخدم أسلوب الوعظ و المحاضرات لأنها أثبتت فشلها الذريع.
طلبت فاطمة من والدتها الذهاب إلى حفلة صديقتها، في حين لم تكن الوالدة متأكدة من استعداد ابنتها لمواجهة أي تأثير سيء، اتهمت فاطمة والدتها بالحماية المفرطة! و قالت:” أنت تعاملينني كطفلة..ليس ذنبي إذا قررت إحدى البنات التدخين؟! على أي حال لا داعي للقلق ، بإمكاني التصرف لأنني ناضجة”.
من الأفضل أن نهيئ المراهق لمسايرة الأصدقاء بالتدريب على المواجهة، ففي المثال السابق يمكن أن تسأل الوالدة “ماذا ستقولين إذا عرضَتْ عليك إحدى صديقاتك سيجارة؟ سأطمئن عليك أكثر إذا كانت لديك خطة جيدة”.
أقوال تشير إلى عدم استعداد المراهق لمواجهة التأثير السلبي:
1- “أمي ، أنتِ تعلمين أنني لا أقوم بفعل هذه الأمور ، فأنا إنسان مهذب!”
احذري! ما زال المراهق غير مستعد لمواجهة ضغط الأصدقاء، إنما يحاول أن يقول ما هو متوقع منه.
2- ” ألا يوجد بيننا ثقة؟ لما لا تثقي بي؟”
يمكن للمراهق التلاعب على والديه، و يضع الوالدين في موضع الاتهام، فالخيار الوحيد هو الدفاع.
3- ” بالطبع سوف أفعل ما طلبتِ مني ، ببساطة سأرفض”.
أيضاً احذري ! لأن معظم المراهقين والبالغين يصعب عليهم رفض الأشخاص الطيبين، فهذا المراهق ليس مستعداً.
4- ” ببساطة، سأقول لهم: إن التعاطي هو أمر خطير و غبي”.
نادراً ما يستطيع المراهق أن يقول ذلك، لأنه قد يعرِّض موقفه أو يدمّر صورته أمام أصدقائه بهذه الجملة، و إنما تقال هذه الجملة لنيل إعجاب الوالدين.
مؤشرات استعداد المراهق/ المراهقة لمواجهة التأثير السلبي: عادة ما يكون المراهق مستعداً للتعامل مع ضغط الأصدقاء عندما يبين خطته المُحكمة. مما يمكن قوله:
” أمي، هل تعلمين لو أن إحدى صديقاتي عرضت عليَ أي نوع من الحبوب ماذا سوف أفعل ؟! ، سأخبرها أنني أحبها جداً و أرغب في استمرار صداقتنا ثم سأقول لها إنا لست من الفتيات اللاتي يمرحون مع تلك الأجواء ، ثم أقترح أن نقوم بعمل شيء ما”.
يعرض أحد المراهقين خطته على أحد المختصين ويقول :” إني أتحرق شوقاً لأن يُعرض عليّ مخدرات أو شيء من هذا القبيل، لأن لدي عادة جيدة”، ضحك و قال:” أقول لهم عندي مشكلة كبيرة مع والديّ… فهم من أشد المعارضين لهذه الأشياء و مثيلاتها. و إذا علموا أنني أتناول شيئاً منها فلن يقوموا بدفع مصروف التعليم لي، بل سيقومون بإدخالي مؤسسة التأهيل حتى و إن كنت لا احتاج لـذلك، إنهم يبالغون في حمايتي، و لا أستطيع أن أجازف! ولكن شكراً على أي حال”.
يستطيع الوالدان تدريب أبناءهم المراهقون على مثل هذه المواقف، فيقول الوالد:” يا بني ،لدي شيء جديد، ما رأيك أن نجربه ؟!” أو تقول الأم: ” هيا يا ابنتي ، لما لا نخرج سوياً لتناول الغداء!” إذا تردد المراهق في الإجابة فما زال غير مستعد للمواجهة، لذا فمن الضروري أن يستمر التدريب عدة مرات.
المصدر: دليل الأم والطفل