تلعب مجموعة الأصدقاء دورا كبيرا في حياة المراهق بما تقدمه من فرصة للمراهقين للانتماء إلى مجموعة من الأفراد يتشابهون في تصرفاتهم واتجاهاتهم وأحاسيسهم مع المراهق. ووفقا لنظرية التبادل الاجتماعي فإن جماعة الأصدقاء توفر للمراهق التدعيم والتأييد وتعطيه الفرصة لتكوين علاقات اجتماعية قوية وحميمة مع الزملاء من نفس المرحلة السنية، ولكن الجماعات في نفس الوقت تتوقع من المراهق المشاركة والتأييد والدعم حتى تتمكن من الاستمرار، فنجد المراهق يلتصق بها ويبذل جزء من طاقته ووقته للبقاء معها وممارسة الأنشطة والسلوكيات التي تشترك فيها الجماعة.
وهناك فائدة أخرى لجماعة الزملاء فهي توفر الإحساس بالتقبل والتوائم مع الشخصيات وأنماط مختلفة من الزملاء، ولذلك يحاول المراهق أن يتعرف على السلوكيات والقواعد المطلوبة للانضمام لمجموعة معينة من الزملاء وكيفية الانسجام معهم. وقد تسبب محاولة المراهق الانضمام لأحد المجموعات في تنازله عن بعض مبادئه أو تنبيه لسلوكيات ضارة قد تؤدي إلى مخالفة قواعد الذوق العام وأحيانا مخالفة القانون. فإذا ما كانت المجموعة تمارس التسكع أو الفوضى مثل الهروب من المدرسة والوقوف على نواصي الطرق العامة أو التعرض للآخرين بالإيذاء اللفظي أو البدني فإن المراهق يحاول أن يجاري الجماعة في هذه السلوكيات حتى يتم تقبله فيشعر أنه جزء لا يتجزأ من الشلة.
المرجع : كتاب السلوك الإنساني والبيئة الاجتماعية بين النظرية والتطبيق للأستاذ الدكتور حسين حسن سليمان