تفسير نظرية التعلم الاجتماعي للعدوانية :
تنظر هذه النظرية إلى العدوانية أساسا كشكل نوعي من السلوك العدواني المتعلم الذي يكتسب و يستمر بنفس الطريقة التي يتم بها اكتساب باقي الأشكال الأخرى من السلوك , و طبقا لوجهة النظر هذه فإن الكائنات البشرية لا تتعدى نظرا لما هو موجود قائم بالداخل , و لكن الاندفاعات نحو هذا السلوك تستثار بواسطة تشريطات أخرى موجودة في البيئة , و يلخص باندورا أسباب قيام الإنسان بالسلوك العدواني إلى :
أنهم اكتسبوا السلوكيات العدوانية خلال خبراتهم الماضية .
أنهم تلقوا تعزيزا أو مكافآت لأدائهم لبعض الأفعال العدوانية .
أنهم أثيروا مباشرة للعدوان بواسطة التشريطات البيئية أو الاجتماعية النوعية و الخاصة .
و قد أشار كل من باندورا (1977, 1986, 1988 ) , لويس كامل مليكة (1990), و رينهارت و وينستن (1990), يسرية صادق , زكريا الشربيني (1987), أن التعلم الاجتماعي يحدث في رأي باندورا عندما يلاحظ طفل آخر أو نموذجا ثم يقلد أفعال الطفل أو النموذج , أن هناك أربع عمليات أساسية تدخل في التعلم الاجتماعي و هي :
الانتباه : فلكي يتعلم الطفل لا بد أن يراقب لنموذج مراقبة لاصقة , و نعتقد أنه هام لنا و نأمل الاستفادة منه و أن يكون النموذج جذابا لأن النماذج الجذابة جديرة بالملاحظة أكثر من غيرها , بالإضافة للحوافز مثل التدعيم المحتمل لانتباه الحدث .
الحفظ : إذ ينبغي على الطفل تحويل سلوك نموذج الملاحظ إلى صور ذهنية يختزنها في الذاكرة مع الإشارة بأن التعبير اللفظي يسرع في عملية التعلم .
التقليد : و هو قدرة الطفل على تقليد النموذج حركيا ( من الناحية الجسمية ) و قد أشار باندورا (1982- 1985 ) عن رينهارت و وينستن (1990) أن مراقبة الذات بواسطة كاميرا فيديو ييسر عملية تعلم المهارات الحركية .
الدافعية : أن يكون الطفل لديه الميل و الدافع لتقليد النموذج .
المصدر : (الاضطرابات السلوكية لدى الصم ( النظريات , المفاهيم , البرامج ) , أسامة فاروق , ط1 , دار الوفاء ,2009 , ص ص 87 88 )