سلوكيات .. عزّزيها لدى طفلكِ..ولا تهابي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
(أمي، أنف هذا الرجل ضخم جداً!)... بدأ ولدك البالغ خمس سنوات بالتكّلم عن كل ما يلاحظه، حتى لو كان محرجاً؟ ما هو السبيل الأفضل للتعامل معه؟
حاولي أن تقولي له مثلاً: (كلنا نملك أعضاء مختلفة في الحجم والشكل. وأنفه كبير لأنه أنفه. وأنفك بهذا الحجم لأنه أنفك. من الجيد أننا نملك أنوفاً كي نشم الروائح ونعطس).
بهذه الطريقة تنجحين في تغيير الموضوع من دون توبيخه. — بولا غلن.
على الأم أن تطلب من ولدها الاحتفاظ بهذه التعليقات إلى أن يركبا السيارة. فتكون هذه تجربة جيدة تعلّمه انتظار الوقت الملائم لإبداء الملاحظات. كذلك تستطيع أن توضح له أن الرجل ما بيده حيلة. فهذا أنفه وهو يدرك على الأرجح أن أنفه كبير. عليها أيضاً أن تشدّد على ضرورة تجنّب جرح مشاعر الرجل، موضحةً لولدها أن من غير اللائق الإشارة إلى شيء ما إذا كان مَن يتحدّث عنه غريباً. — ماري غراس أمينتا.
نصيحة الخبراء
ما إن تتقبّلي هذا الواقع، مهما كان صعباً، حتى تتخطين هذه المرحلة بنجاح. فقد آن الأوان لتتحوّلي إلى معلّمة صبورة ودبلوماسية، فضلاً عن أداء دور الأم.
تقول بيتسي براون برون، مؤلفة: (هذا أمر مذهل. يتحلّى الأولاد غالباً بدقّة ملاحظة عالية. فقد بدأوا يتعلمون لتوّهم الفوارق ويفهمون مختلف الأشخاص الذين يسيرون من حولهم)
إذاً، إن كنت تسارعين إلى توبيخ طفلك، فتوقّفي عن ذلك. تتابع برون موضحة: (أعطيه الأولوية. لا تحاولي تثبيطه عن ملاحظة الأمور من حوله والتعليق عليها بطريقة لائقة. لذلك يمكنك اعتبار تلك المرحلة ملائمةً لتعليمه طريقة التصرّف الصحيحة)
تضيف برون: (أولاً، إنزلي إلى مستوى ولدك وقولي له بصوت منخفظ: (أنت محق. يملك الرجل أنفاً حجمه مختلف عما رأيتَه سابقاً. أود التحدّث إليك بشأنه عندما نخرج من المتجر).
وحين تصلان إلى مكان هادئ، قولي له: (هل لاحظت أنني تحدّثت بصوت منخفض في المتجر؟ لا أعرف ما هو شعور ذلك الرجل تجاه أنفه. كذلك لا أعلم إن كان يحب أن يتحدّث الناس عنه. لذلك لم أشأ أن أتفوّه بما قد يجرح مشاعره ويجعله يستاء).
بعد ذلك، أوضحي له مسألة الأنف. قد تقولين: (للأنوف أشكال وأحجام مختلفة. فبعضها مرتفع إلى الأعلى، وبعضها الآخر متدلٍّ نحو الأسفل. بعضها كبير والآخر صغير. لربما يحبّ هذا الرجل أنفه، وربما لا. من الجيد أنك لاحظته. ولكن قد ينزعج من تكلُّمنا عنه بصوت عال)
ماذا عن الرجل صاحب الأنف البشع؟ أيلزم أن تعتذري منه؟ توضح برون: ‹أنظري إليه وقولي له: (أعتذر. ستيفن في الخامسة من عمره. وقد بدأ لتوّه تعلّم آداب السلوك. آمل ألا يكون قد أساء إليك)
بهذه الطريقة تنجحين في تعزيز قدرته على الملاحظة وتعلّمينه درساً عن الفوارق بين الناس وآخر في آداب السلوك. أليس هذا أفضل من الشعور بالإحراج؟
هل الضرب تأديب ملائم؟
هل يجب أن يضرب الأهل أولادهم؟ تشير الأبحاث إلى أن الغالبية ستجيب بالنفي. فقد تراجع التأييد العام لفكرة تأديب الأولاد بالضرب كثيراً خلال السنوات الماضية. لكن الدراسات تُظهر أن 75% إلى 90% من الأهل يقرّون بأنهم ضربوا أولادهم مرة على الأقل.
ولدتُ في عائلة لا تتقبّل مطلقاً قلّة الاحترام. وكان والداي يلجآن أحياناً إلى العقاب الجسدي. لا أشعر بأن هذا العقاب شكّل لي صدمة. فقد نجوت على ما يبدو من لائحة عواقب وخيمة قد يعانيها أولاد مَن يلجأون إلى العقاب الجسدي.
لكنّ نشأتي هذه حدّت من قدرتي على تحمّل سوء سلوك الأولاد. فبدت لي مراقبة شخص بالغ يرجو ولداً في مثل سني أو يحاول إقناعه، أمراً مزعجاً. وكم أشعر بالاستياء عندما أرى ولداً يقلل من احترام والده، فيما يقف هذا الأخير محتاراً لا يدري ماذا يفعل.
مع استبعاد الضرب كوسيلة للتأديب، يجد عدد أكبر من الأهل صعوبة في رسم حدود للولد وحمله على الالتزام بها. لكن يُظهر بعض البيانات راهناً أن العودة إلى التأديب بالضرب، الذي كان سائداً قديماً، هي الحل.
وفي السنة الماضية، قدّم ستراوس أيضاً بيانات أظهرت أن الأولاد الذين يُعاقبون بالضرب يملكون معدلات ذكاء أدنى من نظرائهم. لا شك في أن احتمال تعرّض الأولاد للتأديب بالضرب يزداد مع انخفاض معدّل ذكائهم. لكن طريقة التأديب هذه تعيق نموّهم الفكري.
علاوة على ذلك، تُعتبر وتيرة التأديب بالضرب وحدّته عاملين بالغَي الأهمية. فثمة فارق كبير بين ضربة حفيفة على مؤخرة طفل ترك أمه وركض في موقف سيارة مكتظّ والضرب المبرح.
يذكر بعض الباحثين أن صفعة خفيفة على مؤخرة الولد من حين إلى آخر لا تؤذيه، لا بل تفيده.