الأطفال والطلاق

الأطفال والطلاق :

قد يثور الأطفال ضد النظم المتبعة داخل المنزل حتى أنهم يظهروا امتعاضا شديدا تجاه سلطة الوالدين قبل بلوغهم مرحلة المراهقة إلا أنهم لا يزالون يقدرون قيمة الاستقرار في المنزل .
من المحزن أن هناك من الحالات التي يكون فيها الطلاق قليل الأثر على الأطفال لأنهم يشعرون بالفوضى تعم أنحاء البيت سواء قبل طلاق الوالدين أو بعده . حيث أنهم يسمعان والديهما الليلة تلو الأخرى في جدال عنيف حيث يلقيان الأشياء هنا وهناك ويتصرفان تماما مثل الأطفال . من السهل تصنيف مثل هذه البيوت على أنها عوامل تعمل على تدمير النمو الشعوري لدى الطفل ورغم ذلك . فقد تعود معظم الأطفال على ما يحدث في بيوتهم فالأب غالبا ما يثور إذا ما وقع تحت ضغط عصبي والأم عادة ما تكون في الخارج عند عودتهم من المدرسة – تلك هي طبيعة البيت عندهم وقد يتهدد أمنهم فقط إذا ما هدد الأب بالرحيل أو بدأت الأم استعدادها للإستغناء عنهم .
ولكن هل سيستفيد الطفل من استمرار العلاقة مع كل من أمه وأبيه . فالبعض يذهب إلى القول بأن الزيارات الإسبوعية أو رحلات الإجازة التي يقوم بها الطفل مع الأم او الأب غير الحاضن لا تساعد الطفل على الشعور بالإستقرار بل على النقيض تماما .ولكن ثمة رسالة مهمة من الأطفال تباغتنا داحضة جميع النظريات حيث تقول أن جميع الأطفال يرغبون في استمرار العلاقة بين كل من الأب والأم . يعلق أحد الأطفال قائلا : " عندما منعت من رؤية والدي وددت لو أنه كان ميتا حتى أتمكن من زيارة قبره فهو سيظل أبي للأبد " .
ونتيجة للأوضاع السائدة في الأسرة بعد الطلاق فإن هناك نظرات مختلفة للأطفال تجاهه حيث أن نتائج أحد الدراسات اوضحت أن 35% من الأطفال المبحوثين لا يعتقدون الوضع بعد الطلاق أفضل من السابق وذلك بسبب استمرا ر المشاكل أو لأنهم لا يعيشون مع بعض بنسبة 38% كما أن 10% هو بسبب عدم الإهتمام بهم وذكر آخرون أسباب أخرى كان أهمها رغبة الطفل أن يعيش جميع أفراد الأسرة معا والحاجة للأب وعدم قضاء وقت كاف مع الأب ولأن الأقرباء يتدخلون في حياة الطفل .
وفي المقابل ظهر أن 42% اعتقدوا بأن الوضع بعد الطلاق أفضل وكان السبب التخلص من الكثير من المشكلات بين الأم الأب بنسبة51 ولأنهم يخرجون مع أصدقائهم أكثر من 44% وأن الأم والأب يتنافسان على إرضاء الطفل بنسبة 13% . فالإستقرار الأسري مطلوب وعلى الأسرة أن تجتهد في إعادة توازنها الأسري حتى لا تصل إلى حالة لا تحمد عقباها ويكون الأبناء هم الضحية .

المصدر /
- روز ماري ويلز : تكيف الأطفال مع مشكلة طلاق الوالدين ، دار الفاروق ، القاهرة ، 2005 م .
- هند خالد : الأطفال والطلاق ( دراسة منظور الأطفال لمشكلات التكيف في الأسرة المطلقة في مدينة الرياض ) ، جامعة الملك سعود ، الرياض ، 2010م .

الاثار النفسية للطلاق على الابناء و كيف يتعامل معها الوالدين
يعرض الفيديو الأثار النفسية عند الآبناء بعد طلاق الوالدين و كيف يتجاوزها الأبناء؟ و ما الطريقة التي يتعامل بها الوالدان مع هذه الأزمة التي تمر بهم و بأبناءهم ؟
يعتقد الكثير من الناس أن الأطفال لا يدركون معنى الطلاق و أنه لا يترك عليهم أية آثار تذكر كما هو الحال عند الزوج و الزوجة ، و يظنون أن طلاق الوالدين يمثل للأبناء مجرد انتقال من بيت الأب إلى بيت الأم ، لكن في الحقيقة االأمر اكبر من ذلك فقد يصمت الطفل و صمته ليس رضى ، أأو قد يعبر بطريقة جسدية فتزداد آلالام المعدة عنده أو تشتد نوبات الربو إذا كان مصابا به، أو قد يعبر الطفل بطريقة سلوكية فيهرب من المدرسة أو يتدهور آداءه الدراسي.
و تكمن المشكلة هنا في أن الطفل لا يعبرعن حسه و إذا أراد التعبير فإنه لا يملك المفردة البالغة للتعبير مثل البالغين فنجد أن تعبيراته تتمثل في الصمت و البكاء و نوبات الغضب، إذا أن الطفل في هذه الحالة يرى نواة تنفصل امام عينيه لم يتخيل انفصالها يوما .
و السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف نجعل عملية الطلاق يسيرة في حس الطفل؟
هناك عدد من الطرق و الأساليب أكدتها الأبحاث و الدرسات العلمية منها :
 الحب : إذ يجب على الوالدان أن يشعرا أبناءهم بحبهم لهم ( أحب لأنك ابني و أنا أبوك، أحب لأنك ابني و انا أمك ) و لا يبديان مشاعر الكراهيه تجاههم.
 تقديم الطلاق بأنه قرار لا رجعة فيه بطرح متناسق متناغم فإذا قدم الطلاق بهذا الشكل استطعنا ان ننقل الطلاق بلغة آمنة للأبناء.
 الاتفاق بين الزوجين على موضوع الطلاق : فالطلاق مثل الخطبة يجب أن يكون هناك اتفاق مسبق الفرق الوحيد هنا أن الخطبة تصاحبها مشاعر فرح و سعادة في حين أن الطلاق عكس ذلك .
 تحويل العلاقة الزوجية بعد الطلاق إلى علاقة استثمار و شراكة: ففي حالة الزواج تجمع الزوجين علاقة محبة ،أما بعد الطلاق فيجب ان تتحول تلك العلاقة إلى علاقة استثمار و شراكة في تربية الأبناء فيقوم الأب بدور الأبوة على أكمل وجه و تقوم الأم بدورها كذلك و هذا ما يطلق عليه مصطلح (الطلاق الناجح)و يعتمد الطلاق الناجح على عواهل هي :
- مدى نضج الوالدين.
- مدى إدراكهم لمثل هذا الأمر.
- فترة الصراع السابق للطلاق.
- فترة الصراع اللاحق للطلاق.
 التدرج في انتقال الأبناء للعيش مع الأب بالتدرح : فيذهب الأبناء للنوم فترة الظهر أولا و بعدها بالتدريج في المساء و هكذا.
 احترام الطفل : إذ يجب إشعا الطفل بأنه محتلام لذاته و أنه ليس سبب لهذه العملية