الاجراءات الإدارية والتربوية المناسبة لعلاج مشكلة الغياب والهروب

على الرغم من التأثر السلبي لغياب الطالب وهروبه من المدرسة على الطالب نفسه وعلى أسرته والمجتمع بشكل عام ، إلا أن تأثيره على المدرسة أكثر وضوحا ،ذلك أنه عامل كبير يساهم في تفشي الفوضى داخل المدرسة والإخلال بنظامها العام .

فتكرار حالات الغياب والهروب من المدرسة وأبرزها كظاهرة واضحة في مدرسة ما يسبب خللا في نظام المدرسة وتدهور مستوى طلابها التعليمي والتربوي ، خاصة في ظل عجز المدرسة عن مواجهة هذه المشكلات (وقاية وعلاجا ).

ومن هنا فعلى المدرسة أن تكون قادرة على اتخاذ الاجراءات الإدارية والتربوية المناسبة لعلاج مشكلة الغياب والهروب ، وجادة في تطبيقها والحد من خطورتها والتي قد تتجاوز أسوار المدرسة إلى المجتمع الخارجي فتظهر حالات السرقة والعنف وإيذاء الآخرين والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامة وكسر الأنظمة ، وما إلى ذلك من مشكلات تصبح المدرسة والمنزل عاجزين عن حلها ومواجهتها ، ومن أهم ما يمكن أن تقوم به المدرسة في هذا المجال :

الإجراءات الفنية :
1. دراسة المشكلات الطلابية الحقيقية والتعرف على أسبابها دون الوقوف على ما يبدو للوهلة الأولى منها ، واعتبار كل مشكلة حالة لها خصوصيتها .
2. تهيئة الظروف المناسبة لتوفير التوافق النفسي والتربوي للطلاب عن طريق تهيئة الفرص للاستفادة من التعليم بأكبر قدر ممكن، (الكشف عن قدرات واستعدادات الطلاب وتوجيهها بشكل جيد ، إثارة الدافعية لدى الطلاب نحو التعلم ، تعزيز الجوانب الايجابية في شخصية الطالب والتعامل بحكمة مع الجوانب السلبية ، الموازنة بين ما تكلف به المدرسة طلابها وما يقدرون على تحمله ، إثارة التنافس والتسابق بين الطلاب وتشجيع التعاون والعمل الجماعي بينهم ).
3. وضع نظام مدرسي مناسب يدفع الطلاب إلى مستوى معين من ضبط النفس يساعد على تلافي المشكلات المدرسية وعلاجها ، مع ملاحظة أن يكون ضبطا ذاتيا نابعا من الطلاب أنفسهم وليس ضبطا عشوائيا بفرض تعليمات شديدة بقوة النظام وسلطة القانون .
4. دعم برامج وخدمات التوجيه الاجتماعي المدرسي ليمكن الطلاب من تحقيق أقصى  ما يمكن من التوافق النفسي والتربوي و الاجتماعي وإيجاد شخصيات متزنة من الطلاب تتفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي وتستغل إمكاناتها وقدراتها على أفضل صورة .
5. توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة لخلق المزيد من التفاهم والتعاون المشترك بينها حول أفضل الوسائل للتعامل مع الطالب والتعرف على مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لكل ما يعوق مسيرة حياته الدراسية العامة .

الإجراءات الإدارية :
1. وضع نظام واضح للطلاب لتعريفهم بالآثار السلبية التي تعود عليهم بسبب الغياب والهروب من المدرسة ، وتوضيح الإجراءات التي سوف تتخذ بحق من يتكرر غيابه من الطلاب والتأكد من أن تطبيقتلك الإجراءات لا يمكن التساهل فيه أو التغاضي عنه .
2. التأكيد على ضرورة تسجيل الغياب من قبل المعلمين وبشكل دقيق وداخل  الحصص دون الاعتماد بشكل كامل على عرفاء الفصول الذين قد يستغلون علاقاتهم بزملائهم .
3. المتابعة المستمرة لغياب الطلاب وتسجيله في السجلات الخاصة به للتعرف على من يتكرر غيابه منهم ، بشكل يومي مع التأكد من صحة المبررات التي يحضرها الطالب من ولي الأمر أو الجهات الأخرى كالتقارير الطبية ومحاضر التوقيف .
4. تحويل حالات الغياب المتكررة إلى الأخصائي الاجتماعي لدراستها والتعرف على أسبابها ودوافعها ووضع البرامج والخدمات التوجيهية المناسبة لمواجهة تلك المشكلات وعلاجها .
5. ابلاغ ولي أمر الطالب بغياب ابنه بشكل فوري وفي نفس يوم الغياب لكي يكون على بينه بغياب ابنه وبالتالي إمكانية متابعته للتعرف على حالته والتأكيد على ولي الأمر بضرورة الحضور إلى المدرسة لمناقشة الحالة .
6. التأكيد على الطالب الغائب بالالتزام بعدم تكرار الغياب وكتابة التعهدات الخطية عليه وعلى ولي أمره مع التأكيد بتطبيق اللوائح في حالة تكرار الغياب .
7. اتباع إجراءات أشد قسوة لمن يتكرر غيابه وهروبه من المدرسة كالحرمان من حصص التربية الرياضية أو المشاركة في الحفلات المدرسية والزيارات الخارجية.

___________________________________________________________________________________________________

الخدمة الاجتماعية التعليمية ، د.فيصل محمود الغرابية ، الأردن ، الجنادرية للنشر والتوزيع ،2012، ص187-189.