دور الاخصائي الاجتماعي مع فريق العمل المدرسي
لا يعمل الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي منفردا بل يسعى إلى المساهمة في تحقيق أهداف النسق التعليمي من خلال التعاون مع التخصصات الأخرى العاملة بالمؤسسة التعليمية باعتباره عضوا من أعضاء فريق العمل في هذا المجال و يتمثل التعاون في إطار عمل الفريق فيما يقدم من جهود تعاونيه بين الأخصائي الاجتماعي وكل من مدير المدرسة و المدرسين و التخصصات الأخرى داخل المدرسة
العمل مع المدرسين
يعتبر التعاون الوثيق و العلاقة القوية بين كل من الأخصائي الاجتماعي و المدرسين بمثابة جواز المرور لنجاح عمل مل منهما كما أن المسؤولية المباشرة في إعداد التلميذ كمواطن صالح تقع ضمن مسؤولياتها كما أن تعاونها مطلب جوهري لعلاج المشكلات والصعوبات الفردية التي تواجه التلاميذ حيث أن الأخصائي الاجتماعي يجب أن يستعين بمشورة المدرسين حول أساليب توفير مناخ يتاح فيه الحرية لهم و يكون حافزا لهم للتعليم
كما أن وجود الأخصائي الاجتماعي كعنصر مساعد للمدرس أصبح ضرورة يمليها الواقع حيث أن ازدحام الفصول بالتلاميذ لا يمكن المدرس من الوصول إلى الغاية الفردية اللازمة
كما أن كثيرا ما تكون جذور المشكلات التي تواجه التلاميذ أعمق من مظاهرها مع عدم إنكار أن الفصل هو الذي يعطي الفرصة لملاحظة التلميذ من حيث جوانب القوة و الضعف و الصفات المميزة لأنماطه السلوكية فالتلميذ المضطرب يتكشف بسرعة إمام مدرسي الفصل ومن ثم يمكن أن يحول للأخصائي الاجتماعي و الحالة في مراحلها الأولى
ومن ناحية أخرى يحتاج الأخصائي لاجتماعي لمعاونة المدرس في معظم خطوات عمله سواء ما يتعلق منها بالدراسة أو العلاج فقد يلاحظ المدرس سلوك التلميذ في الفصل الدراسي و قد يشتركا معا في تنفيذ خطة العلاج التي قد تتضمن استثارة قدرات التلميذ ليصبح اكثر استقلالا أو أن يتفق على معاملة خاصة في الفصل الدراسي أو تكليفه ببعض الأعمال المدرسية و الإشراف عليها أو توضيح احتياجات التلميذ من رعاية خاصة أو حنان أو شعور بالأمن ليكون تعامل المدرس معه مشبعا لهذه الاحتياجات وقد تتضمن مساعدة الأخصائي الاجتماعي للمدرس معاونته على تفهم جانب آخر من شخصية التلميذ أو تقبله بحالته الراهنة و تفهم دوافع سلوكه و هنا يصبح المدرس اكثر تحملا لبعض أنواع السلوك التي كانت تبدو له أمرا لا يمكن احتماله كما أن الفصل الدراسي يمكن أن يستخدم لتقديم العلاج المحيطي الذي يحقق قيمة للخطة العلاجية
و إذا ما كان الموقف متعلقا بسوء العلاقة بين المدرس و التلميذ فان الأمر يستدعي تدخل الأخصائي الاجتماعي لإحداث تغيير ما في الموقف و يجب أن يهتم الأخصائي في المقام الأول بوجهة نظر المدرس بالنسبة للموقف و لا يمكن تقديم المساعدة إلى بعد أن يبدي المدرس مدى تفهمه للموقف
العمل مع مدير المدرسة
لا يمكن الأخصائي الاجتماعي إن يحل مكانة خاصة بين التخصصات العاملة في المدرسة و لا يمكن إن تحظى إعماله باحترام الآخرين و اعترافهم بها دون إن يتفهم مدير المدرسة قيمه جهوده و يقدم له كل معاونة ممكنة و هذه المعاونة لن تتوفر إلا إذا كان المدير ملما بحقيقة الدور الذي يؤديه الأخصائي و حدود هذا الدور وقد يحتاج الأخصائي الاجتماعي في بعض الحالات لعقد اجتماع مع كل من المدرس و المدير للنظر في هذه الحالات الخاصة و للتشاور في رسم خطط علاجها
ويجب إن يستعين الأخصائي الاجتماعي بمشورة مدير المدرسة في عمل مشترك لبناء خطة الخدمات الاجتماعية داخل المدرسة و طلب مساعدته في تنميه علاقة عمل مع المؤسسات المجتمعية و للمساعدة في عمل إطار سياسة مدرسية لها تأثيرها المباشر في رعاية التلاميذ
كما إن اشتراك المدير في دراسة مشكلات التلاميذ يجعله اكثر حساسية لهذه المشكلات و يدفعه إلى تأييد الأخصائي الاجتماعي في عمله كما إن مساهمته في تنظيما لخدمة الاجتماعية يجعله يشعر إن مدرسته تقوم بنصيبها من تأدية المسؤولية الملقاة على عاتقها في تنميه شخصية التلميذ مما يدفعه اكثر للتعاون مع الأخصائي الاجتماعي لتحقيق مزيد من أهداف الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي
العمل مع بقية التخصصات بالمدرسة
قد يستدعي علاج بعض الحالات الفردية استثمار إمكانيات المؤسسة التعليمية مثل إلحاق التلميذ بالجماعات المدرسية كالجماعات العلمية و الهوايات والنادي المدرسي الخ للاستفادة من أوجه نشاطها المتاح داخل المؤسسة التعليمية وهذا يتطلب تعاونا تاما مع القائمين على أمر هذه الأنشطة
كما يزود الأخصائي موظفي الخدمات الأخرى بالمهارات في عمليات الانضباط الخاصة بالتلاميذ داخل المدرسة مثال ذلك المسئول عن حصر الغياب والمسئول عن الرعاية الصحية الخ
و قد يستدعي الأمر قيام الأخصائي بتحويل بعض حالات التلاميذ الأخصائي النفسي أو للطبيب لحاجتهم لخدمة مثل تلك التخصصات كما يقوم طبيب المدرسة أو المرشد أو مشرف النشاط بتحويل بعض التلاميذ الأخصائي الاجتماعي وفي هذه الحالة يسعى الأخصائي الاجتماعي لمساعدتهم في استجلاء بعض نواحي المشكلات التي من اجلها تم تحويل التلميذ إليه و كما يمكن الأخصائي الاجتماعي الاستعانة بكل التخصصات الموجودة في المؤسسة التعليمية للتعرف على مدى التقدم الذي يحرزه التلاميذ الذين يعانون من مشكلات نتيجة ما يبذل معهم من جهود علاجيه في سبيل مساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم
المصدر :السروجي،طلعت،ميادين ممارسة الخدمة الاجتماعية ،القاهرة ،الشركة العربية المتحدة للتسويق و التوريدات بالتعاون مع جامعه القدس المفتوحة، ،2009،ص117-119