دور الاخصائي في العمل مع الافراد في المشكلات الفردية في المجال المدرسي
1. الدور الوقائي:
إن دور الأخصائي العمل مع الأفراد في المجالين الوقائي و الانشائي يفوق في أهميته دوره العلاجي و يتلخص دور الأخصائي الوقائي فيما يلي:
أ) اكتشاف المشكلات قبل أن تصل إليه:
فلا يجوز للأخصائي العمل مع الأفراد أن ينتظر في مكتبه حتى تأتيه الحالات فيتناولها بالعلاج و بذلك لا يصل الأخصائي إلا إلى القليل من الحالات الظاهرة فقط.
فمن الجائز أن تكون هناك حالات غير قليلة لطلاب يعانون متاعب اجتماعية أو اقتصادية أو صحية أو نفسية و يظلون على حالهم دون أن ينتبه إليهم أحد فيظهر في جو المدرسة مشكلات سرقة أو هروب أو غياب أو غير ذلك من مظاهر الانحراف.
و هنا يتناول الأخصائي داخل المدرسة هذه الحالات و هي في مرحلة تحتاج إلى جهد و وقت و قد لا يصل الأخصائي إلى النتيجة التي يرجوها من العلاج أما إذا عنى الأخصائي الاجتماعي بالجانب الوقائي لطريقة العمل مع الأفراد في المدرسة فتصبح الخدمة أيسر و أسهل و أكثر فائدة للمدرسة و للأسرة و للمجتمع.
ب) الاهتمام بالمعوقات و الصعوبات المدرسية العامة:
فإذا اهتم الأخصائي في المدرسة بمعوقات أو صعوبات مدرسية عامه كعدم انتظام الطلاب في مواعيدهم عند الحضور إلى المدرسة أو عند دخولهم إلى الفصول أو تثاقلهم في الانتظام في الحصص فإن هذا الموضوع يعتبر ظاهرة عامة تستحق عناية الأخصائي فإذا رسم خطة وقائية عامة كأن تتعاون أسرة المدرسة من ناحية و مع الأباء من ناحية ثانية في تناول هذا الموضوع بالدراسة و البحث و الوصول إلى نتائج تحول دون ظهور هذه المشكلة رغم ما يبدو من بساطتها فإن الخدمة هنا تفيد في اعتبار الطلاب أحد الاتجاهات الصالحة في حياتهم فإذا أخذ الطلاب بهذا الاتجاه و غيره من الاتجاهات الصالحة في حياتهم أمكن أن تقوم المدرسة فعلا بواجبها في اعداد مواطنين صالحين.
جـ) الاهتمام بتوزيع الطلاب على الجماعات المدرسية:
و فيما يتعلق بتوزيع الطلاب المدرسة على الفصول و الجماعات المدرسية و مختلف الهوايات أو الدراسات العلمية في المدرسة إذا اهتم الأخصائي بهذه المسألة فإنه يفيد في وقاية الطلاب التعرض لعديد من المشكلات فهو يعاون في توجيههم وفق ميولهم و قدراتهم ووفق احتياجاتهم و بذلك يشبع رغباتهم فيشعر الطلاب بالراحة كما يشعر كل منهم بأنه أنسان معترف به كما يهتم الأخصائي بخصر كل أنواع الجماعات الموجودة في مدرسته و يتأكد من انه لا يوجد طالب مشترك في خمس أو ست جماعات للنشاط في حين هناك عددا غير قليل من الطلاب ممن لم يشترك في أي جماعة من الجماعات و قد يرجع عدم اشتراك بعض هؤلاء الطلاب إلى اسباب ترجع إليهم هم و قد يقود سبب عدم مشاركتهم في الجماعات إلى معارضة مشرفين على الجماعات في ادماجهم فيها أو عدم الاستجابة إلى لرغباتهم للاشتراك في جماعة أو جماعات معينة يميلون إلى الاشتراك فيها بحجة نقص مهارتهم في نوع النشاط الذي تمارسه الجماعة أو الجماعات التي يرغبونها .
و يترتب على ذلك ظهور مشكلات عديدة لهؤلاء الطلاب تأخذ مظاهر و أعراض يختلف فيها كل طالب عن غيره و لعل أفل نتيجة قد تترتب على عدم العناية بهؤلاء الطلاب و الاعتراف بهم هو كراهيتهم للمدرسة و هي نتيجة خطيرة لأنها أساس هام لغالبية المشكلات المدرسية فإذا عاون الأخصائي في مثل هذا الجانب الوقائي لمشكلة تخلقها المدرسة لطلابها أصبحت عملية توزيع الطلاب على الجماعات المدرسية ليست عملية تصنيف و إنما عملية هامة من عمليات العمل مع الأفراد في المجال الوقائي لأنها تقلل من ظهور عدد غير قليل من المشكلات الفردية التي تحتاج إلى تناول فردي بقصد المساعدة على العلاج.
د) الاهتمام بالبطاقات المدرسية:
و هناك أعمال كثيرة في المجال الوقائي ففي موضوع التحصيل التعليمي للأخصائي دور هام في وقاية الطلاب من التأخر الدراسي فإذا روجعت البطاقات المدرسية و تبين أن الطلاب تغير مستواه التحصيلي فجأة فيتناول حالة الطالب و يوجه له الاهتمام و المساعدة حتى يقي هذا الطالب لأي مشكلة.
هـ) اتاحة الفرصة للاستفادة من امكانيات المدرسة.
و لا يقتصر مجال العمل مع الأفراد الوقائي على مثل هذه المشكلات بل انه يمتد لوقاية التلاميذ من التعرض لمشكلات صحية أو نقص الكفاية الغذائية و من هنا يمكن أن يتضح أهمية دور العمل مع الأفراد في الناحية الوقائية لإتاحة الفرص لغالبية أوكل الطلاب للانتفاع من الامكانيات المدرسية بما يهيئ للمدرسة الجو الصحي الاجتماعي النفسي الملائم جوا يمكن الطلاب من التوافق به في سهولة و يسر.
و) متابعة الطلاب خارج المدرسة:
و تحتاج الخدمة الفردية الوقائية ايضا إلى عناية الأخصائي الاجتماعي بالاتصال بالوالدين فينبغي أن يزيد من اهتمامه بمتابعة الطلاب خارج المدرسة فكثيرا ما كانت الخدمة التي تؤدي للطالب ليست موجهه إليه شخصيا بل لأبيه أو أمه مثلا فقد تنعكس مشكلات ولي الأمر على الطالب ذاته فعلاج المشكلة الاقتصادية لولي الأمر يمنع ايجاد مشكلات اجتماعية كثيرة بالنسبة للطالب في المدرسة فهي علية وقائية مترتبة على عملية اجتماعية.
و ترتبط هذه العملية الوقائية بما يقوم به الأخصائي بالتعاون مع أسرة المدرسة غلى عقد اجتماعات مع أولياء الأمور لدراسة الظواهر العامة غير المرغوب فيها و الاتفاق غلى اتخاذ قرارات معينة لتناولها بغية وقاية الطلاب التعرض لمشكلات جديدة و يتم ذلك اما بالتوجيه الجمعي أو عن طريق ندوات التي يشترك فيها الآباء أو الأمهات بالحديث و المناقشة او عن طريق حلقات البحث الصغيرة او الاجتماعات الدورية لمجالس الآباء و المعلمين في المدرسة .
2. الدور الانشائي:
و يعني الاخصائي الاجتماعي في المدرسة بالمجال الانشائي ووسيلته في ذلك البرامج الانشائية التي تتيح للطلاب اكتساب الخبرات و المهارات و الاتجاهات الصالحة التي تزود حياتهم بالمقومات اللازمة لصحتهم النفسية الاجتماعية كالبرامج المتعددة للنشاط الرياضي و النشاط الاجتماعي و النشاط الكشفي و الثقافي و الفني و العسكري و غيره مما يزوله الطلاب في مدارسهم لذلك يعني الاخصائي بإنشاء البرامج المناسبة التي تقابل احتياجات اساسية قد يترتب على عدم القيام بها ظهور مشكلات مختلفة في الجو المدرسي لذلك تهتم المدرسة بالبرامج الانشائية كمشروع تشغيل الطلاب في عطلاتهم أو مشروع استذكار و غيره من البرامج التي توضع وفق ما تسفر عنه الظواهر العامة في المدرسة من احتياجات.
هذا و أن خدمة الأخصائي في مجال العمل مع الجماعات يهيئ الفرص الكافية التي توفر للطلاب الاحتياجات الانشائية اللازمة لهم كأفراد.
المصدر: محمد صبرى فؤاد نمر, طريقة العمل مع الافراد العمليات و المجالات, المكتب العلمي للنشر و التوزيع , ص(261-265)