أهمية الخدمة الاجتماعية المدرسية
ترجع أهمية الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي إلى عدة اعتبارات
1. كانت المدرسة إلى عهد قريب بكل طاقاتها المادية و البشرية موجهة نحو إتمام العملية التعليمية وحتى هذا الهدف كان يؤدي بطريقة قاصرة قوامها حشو أذهان التلاميذ بحقائق و معلومات مفردة بصرف النظر عن مواءمته أو عدم مواءمته هذه الحقائق و المعلومات المقدمة للتلاميذ مع احتياجاتهم المختلفة بحيث يكون الهدف النهائي من العملية التعليمية هو نجاح التلميذ آخر العام
2. و على هذا الأساس لم يكن يهم المدرسة من أمر طلابها سوى نجاحهم آخر العام ولا يقلل من إحساسها أنها أدت الواجب إن النجاح الذي حققه الطالب يكاد يكون محصورا على الناحية التحصيلية فقط وحتى هذه الناحية كانت تضيع هيه الأخرى في زحمة مجهودات تتكرر كل عام لحشو أذهان التلاميذ بمعلومات جديدة
3. المدرس و هو اكثر الفريق المدرسي التصاقا بالطلاب حيث يمكنه إن يكون قيادته ناجحة في الفصل أو خارجه حتى هذا المدرس ما كان يجد في زحمة تلهفه لإنهاء المقرر فرصة لفهم طلابه و معاونتهن على مواجهة مشكلاتهم حتى ما يتعلق منها بالتحصيل
4. تطورت وظيفة المدرسة حيث أصبحت :
• مؤسسة تربوية و تعليمية معا
• تتيح لطلابها مختلف الخدمات التعليمية و الصحية و الاجتماعية التي تتناسب و قدراتهم و احتياجاتهم الحقيقية
• تمكن المجتمع المدرسي بطلابه و مدرسيه و إداريه و عماله و فنييه من إن يكون مجتمع يتيح لأفراده و جماعاته تنشئة قومية و اجتماعية سليمة
• تؤمن المدرسة بأنها ما عادت مشدودة وهي تؤدي خدماتها إلى داخلها بل يجب عليها أيضا إن تمتد بهذه الخدمات نحو البيئة المحيطة و بالدرجة التي تمكنها من إن تكون مركز إشعاع و قيادة فعلية و بالنسبة للمجتمع المحلي و القومي
5. وليس هذا فقط بل راحت المدرسة أيضا تؤمن بالتأثير المتبادل بينها وبين المجتمع الخارجي بكل ما لديه من اسر للطلاب و مؤسسات اجتماعية و اقتصاديه و ترويحية و ثقافيه وصحية بحيث يؤدي التعاون بين المدرسة وبين كل هؤلاء إلى تحسين المستويات الدراسية المختلفة بحيث يصبحون فعلا قادرين على إعادته
6. أدى التقدم في علوم السلوك و الاجتماع والخدمة الاجتماعية إلى الاهتمام بالإنسان كوحدة اجتماعية لها من الخصائص و المميزات ما يجعلها شخصية متميزة عن غيرها تماما تحتاج إلى دراسة وفهم كل احتياجاتها الإنسانية حتى يمكن إشباع هذه الاحتياجات بطرق سليمة مع عدم إغفال التأثير المتبادل بين هذا الإنسان و جماعاته و مجتمعه
7. أدى التقدم التكنولوجي و المهني إلى الاهتمام بضرورة توجيه التلميذ في دراسته حتى يمكنه الالتحاق بالتعليم الذي يتفق و ميوله و اتجاهاته كما انه يعمل على المساهمة في إن يتحقق للمجتمع تنميته الاجتماعية و الاقتصادية
المصدر :سرحان،نظيمة،الخدمة الاجتماعية المعاصرة،ط1،مجموعة النيل العربية ،القاهرة،2006،ص375-377