أسباب مشكلات المتعلم داخل الفصل الدراسي

إن مشكلات المتعلم داخل الفصل الدراسي ناتجة عن السلوك غير المرغوب الذي يصدر عن المتعلم بفعل عوامل أسباب قد تكون محددة ومرهونة بالجو داخل الفصل الدراسي أو بعوامل و أسباب غير محددة لدى المتعلم .
ويمكن أن يكون أسباب السلوك غير المرغوب للمتعلم داخل الفصل الدراسي والذي يؤثر في شيوع اضطراب النظام وكما أكدها دريكرز وكاسل تعود إلى :
1) أنماط سلوكية برغبة جذب الانتباه .
2) أنماط سلوكية تبحث عن القوة .
3) أنماط سلوكية بدافع الانتقام .
4) أنماط سلوكية تعبر عن العجز والاحباط .
5) أنماط سلوكية تعبر عن الملل والضجر .
ويطلق دريكرزوكاسل عليها تسمية أهداف السلوك غير المرغوب ،إذ أن السلوك الانساني سلوك غرضي وهادف ، وأن لدى كل متعلم حاجات أساسية للإنشاد والشعور بالقبول الاجتماعي فإذا شعر المتعلم بعدم قدرته على إشباع الحاجة إلى الانتماء بالوسائل المرغوبة فأنه يلجأ إلى واحد من هذه الانماط السلوكية الخاطئة وغير المرغوبة كوسيلة لإشعار الآخرين بوجوده وفرض الانتماء إليهم غصبا عنهم .
إن مثل هذه السلوكيات غير مرغوبة تؤدي إلى وجود شخصيات محطمة نفسيا تحس بالفش والهزيمة ويحدث الاستمرار في أداء السلوك الغير مرغوب وذلك بسبب الاعتماد بعدم وجود بدائل أو اختيارات أخرى لإشباع الحاجات الأساسية الأهداف .
إن لكل نمط من الأنماط السابقة سلوكيات يمكن ملاحظتها أما الآن فإنه من المناسب أن تفهم المعاني التي يريد أن يقولها لنا المتعلم في كل سلوك .
1) انماط سلوكية برغبة جذب الانتباه :
يسعى المتعلمون إلى جذب الانتباه ويبذلون كل جهد ممكن سواء كان بالطريقة المرغوبة أو الغير مرغوبة ليكونوا في بؤرة الانتباه ويسعى بعض المتعلمين الذين يعجزون عن تحقيق النجاح والانجاز نحو جذب الانتباه عن طريق السلوك غير المرغوب والمزعج وقد يكون :
• إظهار التطرف في ثوب من السلبية الشديدة بالانطواء المبالغ فيه كوسيلة جذب الانتباه لاستدراج واستجداء عطف المعلم والزملاء الذي الذين يقعون في شباك هذه الحيلة .
• تعويض الشعور بالعجز وعدم الكفاءة بالإكثار من التفتح والمشاركة في الأنشطة الصفية بشكل مضطرب وغير هادف ومنتج .
• البحث عن استخدام الآخرين ليقوموا بمهامهم وأعمالهم إن هذه المغالطة تؤثر سلبا على نفسية المتعلم في حاضره ومستقبله ولا تساعد على النمو السليم وتحقيق التعليم والتعلم المناسب .
• اتباع أسلوب المبادرة العدوانية لجذب الانتباه وذلك من خلال إصدار الأصوات والحركات العشوائية والعنيفة أو التشويش على الفصل أو توجيه أسئلة لا تنتهي سواء للمعلم أو لزملائه أو استخدام الغمز واللمز والسب والشتائم والتنابز بالألقاب والاعراض .
• اتباع أسلوب العداء الذاتي في محاولة جذب انتباه المعلم يعانوا هؤلاء المتعلمون من درجة عالية من الإحباط والخيبة والإحساس والقيمة الواطئة ويقوم هؤلاء بمضايقة الآخرين عن طريق حملهم على تقديم الخدمة لهم ويسعى هؤلاء لإظهار الكسل والخوف وقد يتمادى البعض في إيذاء نفسه وإظهار العجز عن خدمة نفسه لا لشيء إلا الحصول على الانتباه من الآخرين .
إن هذه الأنماط السلوكية تتطلب من المعلم القيام بالإجراءات التالية :
1. تحديد السلوكيات المرغوبة لتشجيعها ولجعلها القدوة للآخرين .
2. أثارة التنافس بين المتعلم ونفسه .
3. توزيع الانتباه العادل بين المتعلمين لإرضاء الجميع.
4. متابعة مستوى تحسن المتعلمين عموما في التحصيل والأداء والانجاز .
5. المعاملة العادلة للمتعلمين لتحقيق الأمان والشعور بالطمأنينة والمساواة .
6. اليقضة والحذر من الوقوع في الفخ الذي ينصبه هؤلاء المتعلمون فيحصلون بهذه السلوكيات غير المرغوبة على الانتباه والاهتمام الذي يزيد من حولها واستمرارها .
أنماط سلوكية تبحث عن القوة :
يسعى إليه بعض المتعلمين الذين يبحثون عن الشعور بالقوة في علاقاتهم بالآخرين لتعويض شعور الخيبة والاحباط وعدم القدرة للانتماء إلى الآخرين والفشل في التحصيل الدراسي والشعور بعد الكفاءة للتنافس .
ويظهر ممارسة هذا السلوك بالمظاهر الآتية :
1. ممارسة القوة عن طريق الاعتداء على الآخرين وعلى ممتلكات الفصل الدراسي والمدرسة .
2. التمرد على سلطة المعلم والإدارة كتعبير غير مباشر في الاعتداء على مصدر النظام والتعليمات في المدرسة كالامتناع عن القيام بالواجب المدرسي وإثارة الفوضى داخل الفصل ...الخ .
3. البحث عن أي عذر للدخول في مشكلات مع المعلم والزملاء بسبب ما يعانوه من قلق شديد لذلك تراهم في ثورة وغضب مستمر .
أنماط سلوكية بواقع الانتقام :
يشعر بعض المتعلمين بأنهم ضحية الاذى الذي يصيبهم من المعلم أو زملائهم الآخرين سواء كان ذلك الأذى الاذى ماديا أو عن طريق السخرية والاستهزاء بهم أو التعرض المكرر للفشل الدراسي وسوء المعاملة والعقاب لذلك يسعون إلى الانتقام بممارسة شتى الوسائل والسبل منها :
1. الانتقام عم طريق الاعتداء الخارجي :
يقوم المتعلمون الذين يمارسون الانتقام بهذا الأسلوب الاعتداء على المعلم أو الزملاء بأنواع مختلفة من السلوك غير المرغوب كالضرب والاستهزاء والسخرية والتلفظ بعبارات الايذاء والاحتقار وتكسير ممتلكات الفصل والمدرسة .
2. الانتقام عن طريق الاعتداء السلبي :
يرفض المتعلمون الذي يتبعون هذا الأسلوب القيام بعمل أي شيء يعتقدون في انجازه إرضاء لمن أمرهم بعمله لذا يعتمدون الوقوف الموقف السلبي المنسحب وهم يشعرون بأن هذه السلبية تؤذي الآخرين وتقلقهم والأمثلة على ذلك كثيرة منها :
 إصرار المتعلم على الإجابة الخاطئة وسلوك الفوضى داخل الفصل أمام الزائرين للفصل من المدير والموجه التربوي .
 استمرار التراخي والتثاؤب وعمل الطاولة المدرسية كمسند أو وسادة للنوم على الرغم من تنبيه المعلم المتكرر له بعدم فعل ذلك .
 الإصرار على تمزيق وتكسير أو إتلاف مستلزمات الفصل والأدوات المدرسية وهو يعلم أن المعلم يتضايق من ذلك .
إن على المعلم المعد إعدادا تربويا صحيحا تجنب فخ الدخول في لعبة الانتقام مع متعلميه لأنه سيكون خاسرا في كل الأحوال وعليه تقويم أساليبه وممارسته باستمرار لمصلحة عمليتي التعليم والتعلم والاتصال بشكل دوري مع أولياء الأمور والتحلي بالصبر والثقة والتفهم لطبيعة المشكلات التي يعاني منها المتعلمين .أن تحمل المعلم لمخالفات المتعلم يعد مؤثرا جيدا للمتعلم من أن المعلم غير راغب في الدخول بلعبة الانتقام .
أنماط سلوكية تعبر عن العجز والإحباط:
هم المتعلمون الذين يشعرون بالعجز والإحباط نتيجة :
 مشاكل جسمية ونفسية تسبب حساسيتهم المفرطة بسبب النواقص .
 الفشل المتكرر في التحصيل .
 رتابة النشاطات التعليمية والتعلمية وصعوبتها .
 صعوبة المشاكل بشكل عام .
 عدم معرفة السلوك المرغوب رغم المطالبة به.
 صعوبة معايير السلوك المرغوب في الابتغاء والمنال .
 كثافة الواجبات المنزلية وصعوبة انجازها .
 سرعة المعلم في تنفيذ المنهج .
وهذا يتطلب من المعلم :
 تذليل صعوبات المنهج الدراسي والعمل على ربطه ببيئة المتعلم .
 الاهتمام بالرحلات وبالنشاطات الصفية و اللاصفية .
 تكليف المتعلم بألوان النشاطات المناسبة لقدراتهم واهتماماتهم وميولهم .
 التعرف على أسباب المشكلات الجسمية والنفسية لتقديم العون المناسب .
 الاهتمام بأساليب التدريس والأنشطة التي تشجع العمل الجماعي .
 الابتعاد عن تعنيف المتعلم أو إرغامه أو إجباره على الممارسة والعمل .
أنماط سلوكية تعبر عن الملل والضجر :
في كثير من الأحيان تصاب بيئة الفصل بالملل والضجر نتيجة شعور المتعلمون برتابة وجمود النشاطات والمواد التعليمية وبعدها عن واقعهم ولا تلبي لهم احتياجاتهم وميولهم واهتماماتهم وفي جميع الحالات يكون ذلك مبررا قويا ودافعا في إحداث المشكلات داخل الفصل .
وهذا يتطلب من المعلم :
 استخدام تنوعا من الأساليب التدريسية و ألوان من النشاطات التعليمية .
 تبسيط المادة التعليمية وربطها بواقع الحياة .
 إثراء المادة التعليمية بخبرات المعلم والمتعلمين وبالأمثلة المناسبة .
 استخدام الوسائل أو التقنيات الحديثة في التدريس.
 تغير الظروف المحيطة بالمتعلم لتجديد نشاطه وحيويته .
 منح المتعلم فرصة النقاش والتحدث والحركة والتعبير عن النفس .
 إضفاء لمسات المرح الدعابة مع المتعلمين لكسر الملل والضجر .


الفتلاوي سهيلة ، تعديل السلوك في التدريس ط1، دار الشروق للنشر والتوزيع ،صـ 213ـ صـ 218 .