مشكلات التأخر الدراسي :
يعتبر التأخر الدراسي من المشكلات الشائعة خاصة في المراحل التعليمية الأولى حيث تسبب للآباء قلقا بالغا وخوفا وتشير الدراسات إلى تداخل وتشابك العوامل المسببة للتأخر الدراسي , فانخفاض نسبة الذكاء العام عن المتوسط قد يعتبر السبب الأساسي لدى الكثيرين , كما أن الحرمان الثقافي والاجتماعي والاضطراب الانفعالي تعتبر أسبابا رئيسة للتأخر . وينبغي ان يلاحظ أن المتأخرين دراسيا لأسباب اجتماعية أو ثقافية أو انفعالية يختلفون في خصائصهم العقلية وغيرها عن المتأخرين بسبب انخفاض نسبة ذكائهم عن المتوسط ز وقد يكون التأخر الدراسي نتيجة للأمرين معا ؛ أي قد تجتمع العوامل الاجتماعية والثقافية والانفعالية مع انخفاض نسبة الذكاء العام عن المتوسط وبناء عليه فالتأخر يمكن أن يكون خلقيا ويمكن ان يكون وظيفيا , كما يمكن ان يكون خلقيا و وظيفيا في نفس الوقت ويتضح مما سبق أن هناك أنواعا متعددة من التأخر الدراسي . وسوف نعرض بإيجاز لها فيما يلي :
1ـ التأخر الدراسي الخلقي : أسبابه تعود إلى قصور في النمو أو خطأ في التكوين البيولوجي للمخ أدى إلى انخفاض مستوى الذكاء فيما دون المتوسط , وتفيد الدراسات أنه لا أمل في إصلاح الخطأ او القصور الذي أدى إلى التأخر الدراسي الخلقي , وبالتالي فإنه لا يوجد أمل كبير في زيادة نسبة ذكاء هذا النوع من المتأخرين , ولكن هناك إجماع من الباحثين على أنه من الممكن رفع كفايتهم التحصيلية , وزيادة فاعلية استعدادهم المحدود عن طريق خلق الدوافع وتغيير الاتجاهات السلبية وتخليص المتأخرين خلقيا من الإعاقات الوظيفية الأخرى . وقد سجلت الملاحظات التي قام بها الباحثون لهذه المجموعة ألوانا من السلوك السلبي الذي يعتبر في أساسه تنفسا عما يشعرون به أو تعويضا لما يعانونه . ومن مظاهر هذا السلوك :
ـ إصدار حركات أو أصوات أو عبارات تثير الضحك وتجذب الانتباه .
ـ التناوم وعدم الالتفات للدرس .
ـ الإهمال العام وسوء المظهر الخارجي .
ـ العدوان بالسرقة أو بضرب التلاميذ الآخرين .
ـ العدوان على المدرسة وأثاثها بالتخريب أو التشويه .
ـ الهروب من المدرسة ثم الانقطاع عن الدراسة .
ـ الانطواء والانعزال .
2ـ التأخر الدراسي الوظيفي :
هناك حالات كثيرة من التأخر الدراسي لا ترجع في أسبابها غلى انخفاض نسبة الذكاء العام عن المتوسط , ولكنها ترجع إلى أسباب اجتماعية أو انفعالية أو تربوية تعوق التلميذ وتهبط بتحصيله عن المستوى الذي يتفق مع قدراته العقلية أو مع ذكائه العام وهذه الحالات يطلق عليها حالات التأخر الوظيفي . والمتأخرون وظيفيا على تعدد أسباب تأخرهم يعتبرون أحسن حالا من المتأخرين خلقيا , حيث أنه يمكن علاج التأخر الوظيفي وذلك بإزالة الأسباب التي أدت إليه ومحاولة الارتفاع بمستوى الأداء والتحصيل إلى ما يتفق مع المستوى الفعلي للذكاء .
ويمكن تصنيف المتأخرين وظيفيا على النحو التالي :
أـ المعوقون اجتماعيا
ب ـ المضطربون انفعاليا
ج ـ المعوقون أكاديميا
وتعليقا على ما سبق , يمكننا اجمال أسباب التأخر الدراسي فيما يلي :
أ ـ عوامل ذاتية وتشمل :
1ـ عوامل عقلية : قد يرجع التأخر الدراسي إلى ضعف في القدرة العامة "الذكاء" وقد يرجع هذا الضعف في الذكاء العام إلى ما ورثه التلميذ من قدرة عقلية ضعيفة , ونقص القدرات العقلية ونقص الانتباه وضعف الذاكرة والنسيان .
2ـ عوامل نفسية : وقد يرجع التأخر الدراسي أيضا إلى بعض العوامل أو المؤثرات الانفعالية كالشعور بالنقص وضعف الثقة بالذات والاستغراق في أحلام اليقظة , واضطراب الحياة النفسية للتلميذ وصحته النفسية , والمشكلات الانفعالية والإحباط ونقص الاتزان الانفعالي والقلق والاضطراب العصبي وكراهية مادة دراسية معينة أو أكثر .
3ـ عوامل جسمية صحية : وقد يرجع التأخر الدراسي غلى تأخر النمو وضعف البنية والتلف المخي , وضغف الحواس مثل السمع والبصر والضعف الصحي العام وسوء التغذية ولأنيميا واضطراب الكلام .... الخ
ب ـ عوامل بيئية وتشمل :
1ـ عوامل أسرية : وتتمثل في الانخفاض الشديد للمستوى الاجتماعي ـ الاقتصادي وانخفاض المستوى التعليمي للوالدين وكبر حجم الأسرة والظروف السكنية السيئة وسوء التوافق الأسري والعلاقات الأسرية المضطربة المتفككة , وأسلوب التربية الخاطئ , واضطراب الظروف الاقتصادية والقلق على التحصيل , وارتفاع مستوى الطموح بما لا يتناسب مع قدرات التلميذ أو اللامبالاة ونقص الاهتمام بالتحصيل .
2ـ عوامل مدرسية : تتمثل في بعد المواد الدراسية عن الواقع , ونقص مناسبة المناهج وطرق التدريس وسوء الجو المدرسي العام , وسوء نظم الامتحانات ونقص أو قصور الارشاد التربوي . \
المرجع : كتاب منهاج الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي ورعاية الشباب , دكتورة سلوى عثمان الصديقي , دكتور جلال الدين عبد الخالق , دكتور السيد رمضان ,ص (131ـ140) , 2002 , المكتب الجامعي الحديث , الازاريطة ـ اسكندرية .