1. الخدمات العلاجية : إن طفل المدرسة الابتدائية عند انتقاله من مجتمع الأسرة إلى مجتمع المدرسة قد يصادف العديد من المشكلات التي تعوق توافقه مع المدرسة ، فقد تقابله مشكلات اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية أو جسمية وتكون سببا في عدم استفادته من الخدمات التعليمية بالمدرسة وعندئذ يحول إلى الأخصائي الاجتماعي الذي يتعاون معه في مواجهة هذه المشكلات ويعمل على دراستها وتشخيصها ثم علاجها ، وبذلك يصبح في حالة تسمح له بالاستفادة من الخدمات التعليمية بعد علاج تلك المشكلات الفردية.وكلما تم اكتشاف هذه المشكلات مبكرا كلما كان هناك سهولة في علاجها .
2. الخدمات الوقائية : حيث أن الوقاية خير من العلاج فأن الأخصائي الاجتماعي بالمرحلة الابتدائية يبذل جهودا مضاعفة لحماية أطفال هذه المرحلة من التعرض للمشكلات، وهو يستعين في ذلك الجهود التي يبذلها مع المدرسين وأولياء الأمور وبعض أفراد المجتمع الخارجي الذين لهم دور مؤثر في شخصيات التلاميذ، والأخصائي الاجتماعي الماهر هو الذي يكشف الحالات المعرضة للمشكلات من خلال تفاعله مع التلاميذ وعن طريق الأنشطة والبرامج التي يعدها لهم فيتقربون منه ويثقون فيه ويكونون معه العلاقات القوية التي تشجعهم على التحدث بحرية وانطلاق دون خوف أو خجل وعندئذ يصل الأخصائي الاجتماعي لأسباب المشكلة الفردية ويقوم بحمايتهم منها ، واكتشاف مثل هذه الحالات ليس بالعملية السهلة ولكنها تتطلب جهدا وإعدادا فنيا للأخصائي الاجتماعي لأن مثل هذه الحالات لن تحول إليه ولن يدله أحد عليها بل سيقوم هو بنفسه باكتشافها وذلك من خلال الأنشطة الحرة التي يتفاعل فيها التلاميذ ويظهرون على طبيعتهم دون تكلف أو خداع .
3.الخدمات الإنشائية " الإنمائية " : أن الأخصائي الاجتماعي عندما يخطط لبعض الأنشطة والبرامج لتلاميذ المرحلة الابتدائية فإنه يراعي مناسبتها لأعمارهم وقدراتهم وعندئذ يستطيع من خلالها الإنماء والإنشاء ، فهو ينمي شخصياتهم حتى يتمكنوا من أداء وظائفهم الاجتماعية وينمي وينشئ الاتجاهات الصالحة التي تساعدهم على التوافق في مجتمعهم الداخلي والخارجي ، وينمي القيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية ويكسب الخبرات ويستثمر المهارات التي تؤدي لإنماء الشخصية وهدف الخدمة الاجتماعية سواء على مستوى الفرد أو الجماعة أو المجتمع .
وعن طريق الخدمات الإنمائية يستطيع الأخصائي الاجتماعي تدعيم صلة تلميذ هذه المرحلة بمجتمعه الصغير وهو المدرسة ويدربه على الاشتراك في مواجهة مشاكل هذا المجتمع ويحمله بعض المسئوليات المتدرجة التي يشعر من خلالها بانتمائه لهذا المجتمع وإخلاصه له تمهيدا لتكوين المواطن الصالح الذي يخلص لمجتمعه الكبير ويشعر بالانتماء إليه،وبذلك يشعر التلميذ بأن له أدوارا يؤديها وينجح فيها فيشعر بالثقة في النفس والاعتزاز بالذات ، وعندئذ يستثمر الأخصائي الاجتماعي تلك المشاعر في تنيمة الوعي القومي والإحساس بالمواطنه والإنتماء إلى جماعة فصله وجماعة نشاطه الحر وجماعة مدرسته تمهيدا لإعداده للمواطنة الصالحة .
الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي من الألفية الثانية إلى الألفية الثالثة
عبدالخالق محمد عفيفي .