دور الأخصائي الاجتماعي في المرحلة الثانوية

دور الأخصائي الاجتماعي في المرحلة الثانوية:
توضيح المرحلة الثانوية؟ خصائصها؟دور الأخصائي الاجتماعي في المرحلة الثانوية؟
المرحلة الثانوية:
المرحلة الثانوية تقابل مرحلة المراهقة المتوسطة التي تعتبر امتداد للمرحلة السابقة التي مر الطلاب بها أثناء مراهقتهم المبكرة عندما كانوا في المدرسة الإعدادية ومرحلة المراهقة مرحلة مستمرة منذ البلوغ حتى نهاية المرحلة ويصعب فصلها او تقسيمها.
**خصائص المرحلة الثانوية:
والمرحلة الثانوية تمتد من الخامسة عشر حتى الثامنة عشر ولها بعض المميزات والخصائص التي تظهر على الطلاب قي هذه المرحلة وهذه الخصائص والمميزات الجديدة تتصل بالقدرات الجسمية والقدرات الذهنية والعاطفية التي نوجزها فيما يلي:
فمن ناحية القدرات الجسمية فان سرعة نمو المراهق تقل عن ذي قيل وتزداد القدرة على التحكم في العضلات والاعصاب حتى يكتمل النمو في السابعة عشر ويصبح كل من الجنسين على استعداد للزواج من الناحية ويصبح كل من الجنسين على استعداد للزواج من الناحية الجسمية ولكن هذا يقابله استحالة من الناحية المادية، ويصبح المراهقق قادرا على تكوين العادات الصحية السليمة مع استمرار احتياجاته إلى كثير من الطعام والنوم، وكثيرا ما يلجأ لاحلام اليقظة وتظهر عليه علامات القلق والتوتر النفسي ويصبح غير قادر على فهم وجهات نظر الكبار ويضيق صدره بنصائحهم ولذلك نجده في هذه المرحله يتجه الى شلة الاصدقاء وتقوى علاقاته بهم لانه يحس انهم يتكلمون بلغته ويفهمون مشاعره واحتياجاته ويجد بينهم المكانه التي يريدها وعندئذ يشعر بينهم بالاستقلاليه والحرية.
اما من ناحية القدرات العقلية فان الطالب فان الطالب في هذه المرحلة تزداد قدرته على الاستفاده من العملية التعليمية حيث تصل الى القمة مع زيادة المقدرة على العمليات العقلية مثل التخيل والتفكير، كما يتصف بالفضول وحب الاستطلاع والشك وكلها تؤدي الى مناقشة العقائد القديمة ويبدا في تكوين فلسفته الخاصة في الحياة العامة ويزداد احساسه وادراك لذاته.
ولكن طلاب هذه المرحله يتصفون بالطموح الكبير الذي يكون في اغلب الاحيان فوق طاقتهم ويظهر لديهم الولاء للمبادئ والمثل العليا مع الرغبة في الاختلاط بالاخرين.
ولو نظرنا الى القدرات العاطفية في هذه المرحلة لراينا ان الحرية العاطفية يتم تكوينها في هذه الفترة حيث يميل المراهق الى تكوين العلاقات مع الجنس الاخر وتاخذ الشخصية طريقها الى النمو والتكامل ويصبح الطالب قادرا على تكوين العلاقات وقادرا على اتخاذ القرارات وتتكون الاراء المهنية والمعتقدات الدينية ويصبح لديه الاحساس بالترابط الوثيق بعد ان تكون لديه القدرة على الرقابة الذاتية القوية..
اما القدرات الاجتماعية التي تميز هذه المرحلة فاهمها هو رغبة الطالب واهتمامه باثبات رجولته بشكل قد يفسر بانه يميل للتحرر من سلطة الكبار الذين يصفهم المراهق دائما بانهم لا يفهمونه ولذلك لا يميل الى توجيهاتهم ولا ياخذ بها الا ما يقع به بعد عدة مناقشات كبيرة فقد بدا يشعر بذاته ويبحث حريته واستقلاله.
**دور الاخصائي الاجتماعي في المرحلة الثانوية:
1-الادوار العلاجية:
الاخصائي الاجتماعي المدرسي يقدم خدماته العلاجية لطلاب هذه المرحلة عن طريق اتاحة الفرصة لهم ليعبروا عن مشكلاتهم وذلك عندما ينصت اليهم بوعي ويتفهم مشكلاتهم وعندئذ يعبرون عنها ويفكرون معه فيها بصورة واقعية بدلا من الهروب منها والالتجاء الى الخيال واحلام اليقظة وبدلا من ان يشعر المراهق بان الكبار لا يفهمونه ويفقد الثقة فيهم ويبتعد عنهم، ولكن الاخصائي الاجتماعي يقدم له بصورة اخرى من الكبار الذين ينصتون اليه بعطف واهتمام ويبتعدون عن ادانته او لومه وبذلك يستعيد ثقته في الكبار ويفتح لهم قلبه ويعبر عن مشكلاته وعندئذ يواجه واقعه وتحل مشكلاته ثم يتيح له الاخصائي الاجتماعي فرصا اخرى للاهي مشكلات شائعة بين المراهقين وليست مشكلاة مراهق معين شتراك في المناقشات الجماعية مع مجموعة من المراهقين مثله وتدور المناقشة حول مشكلاتهم المتشابهة التي يشتركون في المعاناة منها وهو بجانبهم يشجعهم تارة ويستثيرهم تارة اخرى حتى يعبروا عن مزيد من مشاعرهم وخاصة المشاعر السلبية وعندئذ يشعرون ان مشكلات فقدان الثقة بالنفس واحلام اليقظة والشعور بالذنب وشعورهم بعدم فهم الكبار لهم هي مشكلات شائعة بين المراهقين وليست مشكلة مراهق معين وبذلك يتمكن الاخصائي الاجتماعي من اكتشاف مشكلاتهم ويساعدهم على مواجهتها وعلاجها.
**الأدوار الإنمائية:
عندما يقدم الأخصائي الاجتماعي المدرسي خدماته الانمائية لطلاب المرحلة الثانوية فانه يسعى الى انماء الشخصية التي تساعدهم على التوافق مع المجتمع وذلك بمساعدتهم على فهم انفسهم ومعرفة قدراتهم وامكانياتهم وميولهم الحقيقية لانهم في امس الحاجة الي معرفة ما اذا كان لديهم الذكاء والمهارات الخاصة والميول الضرورية لتعلم مهنة من المهن والتقدم فيها ثم يساعدهم على انمائها واستثمارها وبعد ذلك يتجه كل منهم للاتجاه الذي يناسب ميوله واتجاهاته وقدراته ويساعدهم على إدراك قيمة جميع انواع المهن وأهميتها حتى يتم تصحيح بعض الافكار التي تركز الاهتمام على بعض المهن العليا او المهن الجذابة دون الأخرى وبذلك يوضع الإنسان المناسب في العمل المناسب بعد ان يترك الاخصائي الاجتماعي للطالب حرية اختيار الاتجاه الذي يناسبه والعمل الذي يميل اليه فهو الذي يحدد وهو الذي يختار الذي سوف يسير فيه طوال حياته وبذلك يخطو خطوات نحو النضج ويضع أقدامه على طريق البناء والإنماء.
**الأدوار الوقائية:
إن الأخصائي الاجتماعي المدرسي يعرف جيدا ان الوقاية خير من العلاج لذلك يهتم بتقديم خدماته الوقائية لطلاب هذه المرحلة حتى يجنبهم التعرض والوقوع في كثير من المشكلات عن طريق الأنشطة والبرامج التي تصمم وتخطط لتحقيق هذه الاهداف فمثلا عندما يعمل على وقايتهم من مشكلات العمل واختيار المهنة فهو يساعدهم على إدراك قيمة جميع انواع المهن واهميتها ويجعلهم يدركون ذلك بالفعل في ميدان العمل حيث يعرفون المعلومات المهنية الدقيقة عن طريق زيارة هذه المهن في مكانها الطبيعي حتى يرى المراهقون تلك المهن كما تمارس في الواقع وهكذا يساعدهم على اختيار المهن التي تناسب كلا منهم وتجنبهم الكثير من المشكلات التي تحدث في المستقبل.

المراجع:
**عبدالخالق محمد عفيفي،الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي من الالفية الثانية الى الالفية الثالثة،ببورسعيد،المكتبة العصرية،2007.
محمد سلامة غباري،مداخل الخدمة الاجتماعية المدرسية واهدافها التنموية، الاسكندرية،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع،2008.