اترك طفلك يختار أصدقاءه.. !

اترك طفلك يختار أصدقاءه
يبدأ الطفل في إنشاء العلاقات مع الآخرين في وقت مبكر, فإذا بحثنا عن الدافع وجدنا أن هذا السلوك يعني أنه يريد أن يصبح عضوا في أسرة المجتمع, ولوجدنا أن حاجته إلى روح الزمالة الانسانية لا تقل ضرورة لنموه عن حاجته إلى ضرورات البقاء المادية.
وعلاقة الطفل بأصدقائه لن تكون صافية دائما بل يجب أن نتوقع أن يكون فيها جذب الشعر أو الأنف أو أن يعض زميله أو يعضه زميله؛ ولذلك فلا يجب أن نشعر بالقلق لأن الشجار الذي يحدث بين الأطفال ما هو إلا نموذج من التجارب التي يخوضونها للوصول إلى التصرف الصحيح, وقد لوحظ في مدارس الحضانة وفي أماكن تجمعات الأطفال أن الأطفال الذين يحبون بعضهم حبا جما يتشاجرون أكثر من أولئك الذين لا يبالي أحدهم بالآخر ودور الآباء والأمهات في هذه الظروف هو المراقبة لا التدخل لأن أي تدخل في النزاع من شأنه تأخير تعلمهما كيف يفضان نزاعاتهما وإذا لوحظ أن طفلا ينتصر دائما على طفل آخر فيجب توجيه المهزوم بعناية شديدة خشية أن يشب جبانا يعتمد على عون الآخرين. واختيار الأطفال لأصدقائهم يجعلنا نعرف الكثير عن طباعهم فالأطفال الأذكياء الذين في سن واحدة غالبا ما يرتاحون إلى رفقة بعضهم بعضا , وأولئك الذين يتمتعون بذكاء دون المستوى المطلوب فدائما يصادقون من هم أصغر سنا منهم.
من هنا يتضح أن الآباء والأمهات لا يستطيعون تقريبا أن يفعلوا شيئا كثيرا في اختيار أصدقاء أطفالهم وكل ما يمكن أن يفعلوه هو أن يختاروا المكان الملائم للعب الأطفال وأن يختاروا لهم مجموعة من الرفاق الذين يشعرون بأنهم يمكن أن ينسجموا معهم مع مراعاة إبعاد الطفل غير المرغوب فيه.
(كيف تربين أولادك.محمد رفعت.دار المعرفة للطباعة والنشر.بيروت-لبنان.ط4. 1981م. ص127-128)

هل أنتم مع أو ضد تدخل الوالدين في اختيار الأصدقاء لأطفالهم ؟؟!