ظاهرة التسرب الدراسي لقد اثار تفشي هذه الظاهرة قلق الكثير من المربين والمثقفين والسياسين ولقد اولت الكثير من الحكومات هذه المشكلة اهتمام خاصا من اجل دراسة هذه الظاهرة التي تؤثر سلبيا ليس على المتسريبين فقط بل على المجتمع ككل ويعد من الظواهر الأكثر خطورة بأي منظومة تربوية، لكونها تعبر عن إفلاس المؤسسة التعليمية التي تحدث فيها هذه الظاهرة؛ وهذا الإفلاس لا يقتصر عن المدرسة بل يمتد إلى الأسرة والطفل والمجتمع قاطبة.
واذا كانت جل المجتمعات تعمل جادة علي محاربة الأمية لدي الكبار، فالأحرى بها أن تولي أولا وقبل كل شيء مجهوداتها لمحاربة اهدار أو الانقطاع أو التسرب الدراسي، بيقظة كبيرة
ولقد عرفت اليونسيف التسرب عام 1992 : بعدم التحاق الاطفال الذين هم بعمر التعليم بالمدرسة أو تركها دون اكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح، سواء كان ذلك برغبتهم أو نتيجة لعوامل اخرى، وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام أو اكثر.
الآثار المترتبة هناك العديد من الاثار السلبية التي تترتب على التسرب الدراسي, سواء بالنسبة للطالب المتسرب نفسه, أو بالنسبة إلى المجتمع ككل ومن هذه الآثار:
• إن الطالب المتسرب أصبح على المجتمع ويكون فاقداً للجهد والمال.
• إن الطالب المتسرب في هذه المرحلة هو شبه أمي وغالباً يكون نجاحه في الدور الثاني أو متكرر الرسوب, إذ انه انصب تفكيره على العمل, وبالذات العمل العسكري مثل الشرطة والجيش اللذين سرعان ما يهرب منهما.
• إن أغلبية الطلبة المتسربين, يبقون بدون علم مدة طويلة, فيصبحون عبئا كبيراً على أسرهم وأقربائهم وأصدقائهم والمجتمع.
• يفقد الطالب المتسرب كثيراً من الأمور مثل المستوى الصحي والعقلي والبدني.
• يتكون لدى الطالب المتسرب شعور عدم الانتماء وخاصة لوطنه, نتيجة الفشل المتكرر.
• يظل الطالب المتسرب على بعد تام من القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية.
• شعور الطالب المتسرب دائما بالقلق والانطواء والنقص والعجز والعزلة نتيجة الحرمان من أمور كثيرة.
• الشعور دائما بالتشاؤم من الحياة والارتياب في معظم أوقاتها.
• شعور الطالب المتسرب دائما بتزاحم الأفكار المزعجة والتردد الشاذ والتشكك.
• يتعرض الطالب المتسرب لكثير من الأمراض وخاصة فقر الدم. برامج علاجية للحد من هذه المشكلة التي تهدد المجتمع في اعز ثرواته, الثروة البشرية, لابد من اتخاذ إجراءات عملية, ووضع خطط منهجية لتلافي هذه المشكلة والوصول إلى حلول شافية لها.
• التسرب يؤدي الى زيادة تكلفة التعليم
• ويزيد من معدل البطالة وانتشار الجهل والفقر والى غير ذلك من مشاكل الاجتماعية واقتصادية
مشكلة التسرب الدراسي تعتبر ( آفة ) في نظامنا التعليمي وأسبابها اعتقد إنها لا تختلف من مجتمع لأخر وتدور حول ثلاث أسباب رئيسية وهي :
السبب الأول :
الواقع الاقتصادي الصعب فحاجة الأسر إلى المال قد تكون من أهم الأسباب التي تدفع بالطالب إلى ترك المدرسة والتوجه إلى سوق العمل من أجل تأمين لقمة العيش الكريمة له ولأفراد عائلته .
السبب الثاني :
هو الجهل وعدم إدراك أهمية التعليم، وبذلك يتخلى الطالب عن المدرسة بسبب أهواء شخصية أو نتيجة لعدم قدرته على الاستيعاب،مما يؤدي إلى عدم وجود رغبة في التعلم ويلعب الأهل هنا دوراً رئيسياً في الحد من أو زيادة تلك الظاهرة من خلال واقعهم التعليمي الذي يؤثر تأثيراً كبيراً على رغبات أبنائهم.
السبب الثالث :
يخص المدرسة فإنها تشكل عامل جذب للطالب أو عامل خوف وطرد ، فبالرجوع إلى طريقة أداء المعلمين والإدارة يحدد الطالب ما إذا كان سيتفاعل معهم أم لا، ففي حال وجود عدم تآلف بين المعلمين والطلاب فان عملية التعليم تؤثر تأثيراً سلبياً على الطالب .