(الحوار معه عقيم) ، (مللت من كثرة التكرار) ، (أبني لا فائدة من الكلام معه) ، (أبنتي عنيدة ولا تسمع النصيحة) ، (فعلا سن المراهقة متعب) ، هذه العبارات نسمعها كثيرا من الآباء والأمهات والمربين بعدما يكرروا عدة محاولات لنصيحة ابنهم المراهق ، وقد جمعت بهذا المقال (12) فكرة ذكية لحوار ناجح مع المراهقين ، وأول هذه الأفكار قبل أن ننصحه ينبغي أن نعطيه فرصة للتعبير عن رأيه لبيان سبب فعله للخطأ ثم نتحدث معه بطريقة حوارية لا بأسلوب القاء المحاضرات ، والفكرة الثانية أن نفرق بين ردة فعلنا لو كان الخطأ وقع منه لأول مرة أو سبق أن نصحناه عليه وتكرر أكثر من مرة لأن العلاج في الحالتين مختلف ، والثالث أن أسأله ما هي مقترحاته لعلاج المشكلة التي نتناقش فيها فربما يكون لديه مقترحات تختلف عن مقترحاتنا أو ربما هو لا يرى أن ما نناقشه خطأ أو مشكلة وفي هذه الحالة سيكون النقاش مختلفا ،
والرابع أحرص أن نبتعد عن ثلاثية قطع العلاقة والتأثير القصير وهي (الصراخ والضرب والمقاطعة الطويلة) فلا نلجأ إلي هذه الثلاثية لأن أثرها سريع في تغيير السلوك ولكنها لا تعالج المشكلة علي المدى البعيد ، والخامس في حالة لو تكرر نفس الخطأ فلا نكرر استخدام نفس الإسلوب الذي استخدمناه بالماضي في التوجيه ، بل حاول أن تفكر بطرق وأساليب أخرى لعلاج المشكلة ، والسادس أن نستخدم الرفق أثناء التوجيه أو الحوار (فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه) كما قال عليه الصلاة والسلام حتي ولو كان الرفق مع المراهقين فإنه يكون مؤثرا علي المدى البعيد ويحفظ الود في العلاقة، والسابع نحرص أن نقضي وقتا ممتعا مع ابننا أو ابنتنا فقد يكون سبب السلوك الخاطئ تعبيرا منهم علي عدم قبول غيابنا وعدم اهتمامنا بهم ، وفي بعض الحالات عندما ننصحهم ونحن نلعب معهم يكون أثرها أكبر وأقوى ، والثامن نحرص أن نستغل بعض المشاهد للتوجيه مثل برنامج تلفزيوني أو حضور خطبة الجمعة أو قراءة معلومة بشبكات التواصل الاجتماعي فنأخذ رأيهم بها ، وهكذا نفتح معهم حوارا غير مباشر كأنه عفويا ويكون تأثير أقوي من التوجيه المباشر
والتاسع أن نقوي علاقتنا معهم ببعض المواقف لتكون لنا رصيدا في حالة توجيهه في المستقبل حتى يقبل التوجيه ، ومن أمثلتها أننا نطلب رأيه في التكنولوجيا مثلا فنعتبره مستشارنا التكنولوجي ، أو أن نمدح ميزة فيه أمام الأصدقاء والأهل ، أو نطلب منه مساعدة في أمر ثم نثني عليه ونقول له لقد فرجت عنا كربة حتى يشعر بأهمية وجوده معنا ، والعاشر أن نغير في طرق توصيل التوجيه له من خلال رسالة بالوتس أب أو تغريدة بحسابه بالتويتر أو فيديوا صغير نرسله علي قروب العائلة أو رسالة بالفيس أو الإنستجرام أو بالسناب شات وهكذا فليس بالضرورة أن تكون كل التوجيهات كلام مباشر له ، وأذكر مرة كنا في جلسة فيها شباب مراهق وقد طرح أحدهم سؤالا وهو : كيف نرد علي من يسأل (من خلق الله ؟) ، فقلت لهم تعالوا أفتح لكم اليوتيوب ونبحث معا عن جواب مميز للدكتور (ذاكر نايك) ، ففتحت لهم الرابط وحضرنا الحوار وقد أعجبوا بجوابه للسائل أن السائل أقتنع تماما بالجواب ، وعلى الرغم من أني كنت أعرف الجواب علي السؤال ولكني أحببت أن أوصل لهم الجواب بوسيلة هم يتعاملون معها كل يوم ، وقد لاحظت علي وجوههم التأثير والإعجاب والحماس بقوة الحجة للرد علي من سأل مثل هذا السؤال ،
والحادي عشر وهو أن نتحاور معه بقاعدة أن نعالج السلوك وليس الشخص ، فلا نقل له أنت فوضوي وغير منظم ، ولكن نقل له إن غرفتك فوضى وليست منظمة فإضافة كلمة (غرفتك) مهمة بالحوار حتي لا يتحول النقد إلي تجريح للذات ويكون نقد لشخصيته ، والثاني عشر والأخير عبر له عن حبك له حتي لو كان مخطئا فكم من سلوك خاطئ تغير بسلاح الحب ولم يتغير بغيره
مقال : فكرة لحوار ناجح مع المراهق \ الدكتور جاسم المطوع