الميثاق الأخلاقي للأخصائيين الاجتماعيين
الجمعية القومية للأخصائيين الاجتماعيين nasw
وهى رابطة مهنية تمثل مهنة الخدمة الاجتماعية
وهذا الميثاق يلخص الأخلاقيات المهنية الأساسية في الممارسة المهنية للأخصائيين الاجتماعيين وقد صدر هذا الميثاق الأخلاقي في عام 1979 عن هذه الجمعية
تمهيد
أعلن هذا الميثاق الأخلاقي ليكون دليلا للسلوك المهني لممارسي مهنة الخدمة الاجتماعية وعهدا يقطعونه على أنفسهم للالتزام به نصا وروحا
ويمثل هذا الميثاق معايير السلوك الأخلاقي للأخصائيين الاجتماعيين فيما يتصل بعلاقاتهم المهنية مع عملائهم وزملائهم وممارسي المهن الأخرى بل والمجتمع ككل
والميثاق يمثل القيم الأساسية لمهنة الخدمة الاجتماعية ومعاييرها التي تميز المنتمين إليها وتحدد حقوقهم ووجباتهم خلال ممارستهم المهنية
والميثاق لا يمثل فقط مجموعة القواعد التي تحدد وتحكم سلوكيات الأخصائيين الاجتماعيين المهنية ولكنة يقدم أيضا مبادئ عامة لتوجيه السلوك وترشيدة في المواقف الإنسانية و الأخلاقية والشخصية
ونحن إذ نقدم هذا الميثاق الذي أرتاه المجتمع الأمريكي للقارئ العربي ليكون محورا لمناقشات نقدية تمهيد السبيل لاستحداث ميثاق عربي يعبر بموضوعية عن الواقع العربي للخدمة الاجتماعية والثقافة السائدة
نصوص الميثاق
أولا: السلوك الشخصي للأخصائي الاجتماعي:
1-على الأخصائي الاجتماعي أن يحافظ على المثل العليا لسلوكه الشخصي كأخصائي اجتماعي في النواحي التالية :
أ-الأيمان بذاتية الأخصائي الاجتماعي وتفرده إلا عندما يتعلق هذا السلوك بإنجاز مسؤوليات مهنية
ب-على الأخصائي الاجتماعي ألا يشارك في مواقف لا أخلاقية أو تمس الأمانة والغش والتدليس أو الإهمال
ت-يجب على الأخصائي الاجتماعي إن بميز بين نزاعاته الشخصية وسلوكه المهني كممثل لمهنة الخدمة الاجتماعية أو للمؤسسة الاجتماعية التي يتبعها
2-يجب على الأخصائى الاجتماعي أن يبذل قصارى جهده ليحافظ على مستوى عالي من الكفاءة في الممارسة
3-يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يتحمل مسؤولية العمل الذي يؤديه أيا كانت المعاناة أو الجهد المبذول
4-الأخصائي الاجتماعي هو كل من يتحلى بالخبرة والكفاءة والتخصص العلمي
5- على الأخصائي الاجتماعي أن يتجنب الممارسات غير الإنسانية أو المتحيزة ضد شخص أو جماعة أو شخص
6-ضرورة توافر النزاهة ونظافة اليد: اتفاقا ومعايير المهنة وقيمها
7-يجب آلا يستغل الأخصائي الاجتماعي العلاقات المهنية لتحقيق مكاسب شخصية
8-على الأخصائي الاجتماعي المشترك في بحث أن يكون مخلصا لروح البحث العلمي والأمانة المطلقة في عرض النتائج
ثانيا: المسؤولية الأخلاقية للأخصائى الاجتماعي تجاه العملاء:
1-أولوية مصالح العملاء هي مسؤولية الأخصائي الاجتماعي وتتحقق بمراعاة ما يلي:-
أ-على الأخصائي الاجتماعي أن يقدم خدماته للعملاء بكل أخلاص مع تطبيق المهارة والكفاءة المهنية إلى أقصى حد ممكن
ب-يجب على الأخصائي الاجتماعي ألا يستغل علاقاته مع العملاء لتحقيق مكاسب شخصية وألا يغرى عملاء المؤسسة التي يعمل لديها على التعامل الخاص معه
ت-يجب على الأخصائي الاجتماعي ألا يمارس أو يتسامح أو يسهل أو يتعاون في ممار ستة لأية صورة من صور التمييز على أساس الجنس أو اللون أو السن أو العمر أو الدين أو القومية أو الحالة الزوجية أو العقيدة السياسية أو الإعاقة البد نية أو العقلية أو السمات الشخصية الأخرى
ث-على الأخصائي الاجتماعي أن يتجنب العلاقات أو الالتزامات التي تتعارض مع مصالح العملاء
ج-على الأخصائي الاجتماعي أن يزود العملاء بالمعلومات الدقيقة والكاملة المتعلقة بمدى وطبيعة الخدمات المتاحة لهم
ح-يجب أن يطلع الأخصائي الاجتماعي العملاء على المخاطر والحقوق والفرص والالتزامات المرتبطة بالخدمات الاجتماعية المقدمة إليهم
خ-يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يطلب النصح والمشورة من الزملاء والمشرفين عندما يكون ذلك لصالح العملاء
د-يجب أن ينهى الأخصائي الاجتماعي خدمة العملاء والعلاقات المهنية معهم عندما تصبح هذه الخدمات والعلاقات غير مطلوبة أولا تخدم حاجات أو اهتمامات أو مصالح العملاء
ذ-يجب على الأخصائي الاجتماعي ألا يوقف خدماته فجأة إلا في الظروف غير عادة ويجب علية أن يأخذ في اعتباره العوامل المؤثرة في الموقف وان يهتم بتقليل الآثار الضارة المحتملة على العملاء
ر-يجب على الأخصائي الاجتماعي الذي يتوقع انتهاء الخدمة المقدمة إلى العملاء أن يخبرهم فورا وان يدرس نقل أو تحويل أو استمرار الخدمة وفقا لحاجة العملاء وتفضيلا تهم
2-حقوق وامتيازات العملاء يجب على الأخصائي الاجتماعي بذل قصارى جهده لتحقيق أقصى قدر من حق تقرير المصير للعملاء إلا في الظروف الخاصة
3-يجب أن يحترم الأخصائي الاجتماعي خصوصية العملاء وان يعتبر كل المعلومات التي توفرت لدية أثناء تقديم الخدمة المهنية سرية
4-يجب على الأخصائي الاجتماعي الذي يمارس عملة في المؤسسات التي تتقاضى رسوم خاصة أن يراعى أن تكون الرسوم عادلة ومناسبة للخدمات المقدمة مع مراعاة قدرة العملاء على الدفع
ثالثا: المسؤولية الأخلاقية للأخصائي الاجتماعي تجاه زملائه:
1-أهمية الاحترام والإخلاص والمجاملة والبشاشة عند التعامل مع الزملاء بمراعاة ما يلي:
أ-أن يتعاون الأخصائي الاجتماعي مع زملائه لتحقيق المصالح والاهتمامات المهنية
ب-أن يحافظ الأخصائي الاجتماعي على أسرار التي يطلع عليها مع الزملاء أثناء علاقاتهم ومعاملاتهم المهنية
ت-على الأخصائي الاجتماعي أن يبتكر أوضاع للممارسة التي تسهل الأداء المهني في النطاق الأخلاقي والمهني بين الزملاء
ث-على الأخصائي الاجتماعي أن يتعامل باحترام وأمانة مع الآراء المختلفة وان يستخدم القنوات المناسبة للتعبير عن احكامه على هذه الأمور
ج-يجب على الأخصائي الذي يحل محل زميلة أو يحل محلة زميل أن يراعى مصالح وسمعة ذلك الزميل
ح-يجب ألا يستغل الأخصائي الاجتماعي النزاع بين زميل له ورؤسائة لتحقيق مكاسب أو مزايا خاصة لنفسه
خ-يجب أن يطالب الأخصائي الاجتماعي التحكيم أو الوساطة عند اختلاف وجهات النظر مع الزملاء للوصول إلى حلول وسطية لمواقف مهنية قاهرة
د-يجب أن يظهر الأخصائي الاجتماعي لزملاء المهن الأخرى نفس الاحترام والتعاون الذي يظهره لزملائة في الخدمة الاجتماعية
ذ-يجب على الأخصائي الاجتماعي الذي يعمل كمشرف أو موجة لزملائة أن يتسم سلوكية الأشرافى بالوضوح والموضوعية دون تحيز بهدف استمرار علاقاتهم الوظيفية المهنية
ر-على الأخصائي الاجتماعي الذي يتحمل مسئولية توظيف وتقييم أداء موظفين من أعضاء المهنة القيام بأسلوب عادل ومنصف على أساس معايير موضوعية معلنة بوضوح
ز-على الأخصائي الاجتماعي الذي يتولى مسئولية تقييم أداء الموظفين أو المشرفين أو الطلاب أن يشركهم معه في ذلك التقييم
رابعا: المسئولة الأخلاقية للأخصائى الاجتماعي تجاه رؤسائة والمؤسسة أو المنظمة التي يعمل بها: وذلك من خلال:
1-الالتزام تجاه المؤسسة التي يعمل بها: فيجب على الأخصائي الاجتماعي أن يتمسك بالتزامه تجاه المؤسسة التي يعمل بها ويتحقق ذلك من خلال:
أ- على الأخصائي الاجتماعي أن يعمل على تحسين وتطوير سياسات وإجراءات المؤسسة التي يعمل فيها وان يسعى لتقديم خدماتها بكفاءة وفاعلية
ب-يجب على الأخصائي الاجتماعي ألا يقبل العمل أو يشرف على العمل الميداني للطلاب في مؤسسة مرفوضة من الجمعية القومية للأخصائيين الاجتماعيين لعوامل مختلفة
ج-على الأخصائي الأجتماعى أن يتجنب التحيز المطلق للمؤسسة التي يعمل بها
د- على الأخصائي الأجتماعى أن يستخدم موارد المؤسسة التي يعمل بها بحرص شديد وفى الأغراض المخصصة لها فقط
خامسا: المسئولية الأخلاقية للأخصائي الاجتماعي تجاه مهنة الخدمة الاجتماعية:
1-الحفاظ على تكامل ونزاهة المهنة حيث يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يحافظ ويدعم قيم وأخلاقيات ومعرفة ورسالة المهنة من خلال:
أ-حماية وتدعيم كرامة المهنة ويجب أن يكون شجاعا في مناقشة ونقد المهنة
ب- اتخاذ الإجراءات من خلال القنوات الصحيحة ضد السلوك الا أخلاقى الذي يصدر من اى عضو آخر في المهنة
ج-منع ممارسة الخدمة الاجتماعية بواسطة الأشخاص الغير مؤهلين والغير مصرح لهم بالعمل
د- تجنب اى تحريف عند الإعلان عن خدمة أو نتيجة يتم التوصل إليها
2-خدمة المجتمع:
يجب أن يسعى الأخصائي الاجتماعي إلى دعم المهنة لتقديم الخدمات الاجتماعية لأكبر قطاع ممكن من الجمهور من خلال:
أ-المساهمة بالوقت والجهد والخبرة المهنية في الأنشطة التي تحقق الاحترام والمنفعة والنزاهة والكفاءة لمهنة الخدمة الاجتماعية
ب-مساندة وصياغة وتطوير وإصدار وتطبيق السياسات الاجتماعية المفيدة للمهنة
3-تطوير المعرفة:
يجب أن يضطلع الأخصائي الاجتماعي بمسئولية تجديد وتطوير المعرفة الخاصة بالممارسة المهنية وذلك من خلال:
أ-أن تعتمد ممار ستة على المعرفة المهنية لمهنة الخدمة الاجتماعية
ب- اختبار دقة المعرفة الحديثة الخاصة بمهنة الخدمة الاجتماعية وان يكون على علم بكل منجزاتها المستحدثة لإثراء معارف المهنة
ت-أن يساهم في بناء القاعدة المهنية العامة للخدمة الاجتماعية وان يشارك الزملاء في المعرفة البحثية الخاصة بالممارسة
سادسا: المسئولية الأخلاقية للأخصائى الاجتماعي تجاه المجتمع
1-دعم الرفاهية العامة : يجب أن يعمل الأخصائي الاجتماعي على تحقيق الرفاهية العامة للمجتمع وذلك من خلال:
أ-منع التحيز ضد اى شخص أو جماعة على أساس الجنس أو اللون أو العمر أو الديانة أو القومية أو العقيدة السياسية أو الحالة الزواجية أو الإعاقة العقلية أو البد نية أو أية مزايا على أساس سمة شخصية أو مكانة خاصة
ب-العمل على ضمان وصول كل الموارد والخدمات والفرص إلى كل الأفراد التي يحتاجونه
ت-زيادة الخيارات والفرص لجميع الأشخاص مع الاهتمام الخاص بالجماعات والأشخاص ذوى الحاجة الشديدة
ث-احترام الفروق الثقافية والعرقية والطبقية التي تشكل المجتمع
ج-مسارعة الأخصائي الاجتماعي لتقديم الخدمات العاجلة في حالات الطوارئ والأزمات المفاجئة
ح-يجب أن يشجع الأخصائي الاجتماعي التغيرات في السياسات والتشريعات لتحسين الأوضاع الاجتماعية ولدعم العدالة الاجتماعية
خ-يجب أن يشجع الأخصائي الأجتماعى المشاركة غير الرسمية للجمهور في تشكيل السياسات وإنشاء المؤسسات الاجتماعية
توطين الميثاق الأخلاقى للممارسة في الخدمة الاجتماعية المعاصرة في العالم العربي
عرضت فيما تقدم ميثاق ممارسة المهنة كما تراه الهيئة القومية للأخصائيين الاجتماعين في الولايات المتحدة الأمريكية
وكان واضحا انعكاس القيم والمعايير الغربية عامة والأمريكية خاصة على بنود الميثاق نصا وروحا
ونوجز محددات موقف الشريعة الاسلامية من القيم المهنية وفلسفتها فيما يلي:
1-الشريعة الإسلامية وان أقرت (التفرد) إلا أنها تربطه بالفردية في إطار الجماعة وصالحها
2-الإنسان المجرد ( الميتافيزيقي) لا وجود له إلا بفعالة أو موقفة في الحياة الدنيا والآخرة
3-الحرية هي دائما حرية مسئولة وليست حرية مطلقة
4-الإنسان المسلم علية أن يتدخل عند رؤية المنكر وعلية اختيار البدائل المناسبة للتدخل
5-كرامة المسلم واجبة ولا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى فلا تحيز لجنس أو لون أو عرقية
6-التكافل الاجتماعي سمة للمجتمع الإسلامي دون تعالى أو تكبر أو منه للكفيل
المانح
7-رفاهية الإنسان ليست رفاهية دنيوية فقط بل هي رفاهية في الدنيا وفى الآخرة
كما انتهينا إلى أن ما يميز الشريعة الإسلامية عن غيرها من الشرائع السماوية الأخرى هو:
الشمولية – العلمية – العملية – الإيمانية – الاستمرارية – الايجابية
من ثم فان الميثاق الإسلامي لممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية يتعين أن ينطلق من المحددات التالية:-
أولا: التزام الممارس بالعقيدة الإسلامية قولا وعملا عند تعامله مع المواقف الاجتماعية
ثانيا: الإيمان واجب المسلم وعلية ترسيخة عند الآخرين
ثالثا: التدخل عند المعصية واجب يلتزم بة الممارس المسلم وعلية اختيار الوسائل المناسبة
رابعا: الالتزام بتحقيق أقصى ما يمكن لرفاهية الآخرين في المجتمع المسلم بشرط عدم تعارض هذه الرفاهية مع تعاليم الإسلام ووجباته
خامسا: التوبة بأشكالها المختلفة منحة للخالق إلى عبادة على الممارس إتاحتها للآخرين
سادسا: الالتزام بحفظ كرامة المسلم وحريته وإرادته وقدراته بشرط عدم تعارض كل ذلك مع العقيدة وصالح الجماعة
أما الواجبات التي نصت عليها المواثيق الغربي ولا تتعارض مع الشريعة الإسلامية فهي:
أولا: احترام سرية الإنسان وحقه في صيانة أسراره
ثانيا: الالتزام بإحداث التغييرات الاجتماعية المناسبة لمقابلة احتياجات الإنسان المتغيرة
ثالثا: الالتزام بالموضوعية وعدم ربط السلوك المهني برغبات وميول الممارس الخاصة
رابعا: الالتزام بتزويد الآخرين بالمعارف والخبرات الخاصة
خامسا: احترام الفروق الفردية
سادسا الالتزام بمساعدة الآخرين ليساعدوا أنفسهم بأنفسهم
سابعا: الالتزام بمساعدة الآخرين رغم المعاناة والتوتر
ثامنا: الاتزان بالعدالة الاجتماعية ( عدم التحيز)
تاسعا: الالتزام بالقدوة التي تتحلى بمستويات عالية من التمسك بالخلق المهني والشخص الامثل
وفي الاخير أتمنى من جميع زملائي أخصائيي المستقبل أن يكون على وعي بالميثاق والالتزام به والسير على نهجه