الإنترنت واعتباره السمة المميزة لهذا العصر فالإنترنت يـستخدمه الأطفال والراشـدون والمتقدمون في السن، فأصبح الإنترنت يغزو كافة مجالات الحياة الاجتماعية كوسيلة للاتصال وتبـادل الأفكار والمعلومات، وأيضاً المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها، ورغم الفائدة العظيمة التي قد تحققها شبكة الانترنت في كافة مجالات الحياة، إلا أنهـا فـي الوقت ذاته قد تشكل خطرا على مستخدميها، إذ أن هناك جدل متواصل حـول مـدى مـساهمة الانترنت في انخفاض العلاقات الاجتماعية، فقد وجد بعض الباحثين أن قضاء الفرد جل وقته أمام شاشة الحاسوب سيغير من العلاقات الإنسانية التي تربط البشر فيما بينهم، فكثيـرون يرتبطـون بالشاشة لمدة طويلة؛ لأنها توفر لهم: التعليم والتسلية والتشويق وتبادل الرسائل والحوار ومشاهدة الأفلام وقراءة الكتب، وما يتبقى من يوم الفرد يكاد يقتصر على النوم والأكل الذي يتحـول إلـى النوع السريع فيأكل المشغل وعيناه على الشاشة.
ولقد فتح الانترنت الباب أمام تدفق المعلومات وتحويل العالم إلى حجرة مدرسية يـتعلم فـي صفها كل أبناء الكرة الأرضية، وهكذا راح عشاق الانترنت ينعزلون شيئا فشيئا عـن محـيطهم الاجتماعي، وتحولوا إلى موسوعة معلومات تجهل أبسط سبل الاتصال والإنساني الطبيعي، فقـد أصبحت كل علاقاتهم وصداقاتهم تنحصر خلف شاشة الحاسوب، وأصبحوا يفتقرون إلى الاحتكاك المباشر مع عامة الناس؛ نتيجة لعلاقاتهم المنتقاة من عالم يسمح لهم بدمج الخيال مـع الحقيقـة، فبات من الواضح أن شبكة الانترنت العالمية بدأت تكشف عن أمور خطيرة حيث تؤدي إلى آثار سلبية قد تكون مدمرة. إن أعظم وأهم ما يميز الانترنت أنها تقرب بين الناس، فمع أن المستخدم للشبكة بنقرات قليلة على لوحة المفاتيح قد يتصل بجمهور غفير من الناس وفي بلدان ومناطق مختلفة ولكن برغم ذلك سيبقى وحيدا؛ لأنه بعيد عن الناس الحقيقيين. فكلما استخدم الناس شبكة الانترنت أكثر؛ مالوا بشكل أكبر للشعور بالاكتئاب والعزلة وادمان الانترنت من الممكن أن يجعل الفرد يضحى بالعمل وبالمدرسة وبالعلاقات الأسرية وبالمال ، بل ومن الممكن أن تسوء سمعة الشخص وتدمر حياته بسبب الإنترنت والوقوع في دائرة إدمان الإنترنت يتطلب أشهر من التعلق الكامل بالإنترنت ويعتبر طلاب الجامعة هم الأكثر تعرضاً لإدمان الإنترنت.
وهنالك بعض الأعراض المرضية التي تنتج عن الاستخدام المرضي للإنترنت وهي تشمل: ضعف السيطرة على الدوافع الشخصية، وعدم القدرة على التوقف عن استخدامه، والشعور بأن الانترنت هو الصديق الوحيد، وتبرز المشكلة الأكبر عندما ينعزل الفرد عن أسرته وأصدقائه؛ مما يجعله يجد صعوبة في التكيف الاجتماعي مع الآخرين المحيطين به.
والتكيف الاجتماعي من أهم مقومات ودلائل تمتع الفرد بالصحة النفسية، وتكمن أهمية التكيف الاجتماعي فيما يبديه الفرد المتكيف اجتماعيا من نظرة موضوعية سليمة للحياة، ومطالبها ومشكلاتها اليومية، والعيش في الحاضر والواقع بإيجابية، والقدرة على مواجهة احباطات الحياة اليومية، وبذل الجهد للتغلب عليها وتحمل المسؤوليات الاجتماعية وتحمل مسؤولية السلوك الشخصي والترحيب بالخبرات والأفكار الجديدة للعلاقات بين الطلبة، والتي تعتبر مؤشر على التكيف الاجتماعي، داخل الحرم الجامعي وتؤثر بشكل كبير على أدائهم الأكاديمي، فأغلب تلك العلاقات تكون علاقات دراسية يتبادل فيها الطلبة الأفكار والخبرات المتنوعة، ومن جانب آخر فان نجاح الطالب في علاقاته وفي تواصله مع الآخرين باستخدام الانترنت وعلاقته بالتحصيل الأكاديمي والتكيف الاجتماعي سيكون له أثره الإيجابي على نفسية الطالب وبالتالي على أدائه الأكاديمي. من هناك، فان الاتصال الايجابي بين الطلبة يسهم في عملية التعليم الجامعي، وحتى يكون ذلك الإسهام فعالاً لا بد أن يتمتع الطالب بالتكيف الاجتماعي الذي ينطوي على علاقات طيبة وقوية ، كما أنها تشكل مصدرا ممتازا للتغلب على مشكلة احتكار المعرفة، وللتقدم العلمي والاقتصادي والاجتماعي.
أما أن استخدم الطالب الجامعي الانترنت بصورة سلبية فان هذا سوف يؤثر سلبا على مستواها التحصيلي.
المرجع:
https://www.bactv.ma/blog