مفهوم الخدمة الاجتماعية المدرسية
اصبح من المعروف ان المدرسة مؤسسة اجتماعية على جانب كبير من الأهمية لأنها منتشرة في معظم المجتمعات و توجد في كل المناطق ، و يستفيد من خدماتها كل أبناء الأسر التي تعيش في تلك المجتمعات إذ يندر ان لا يجد الانسان أسرة لها أولاد بدون ان يكون احد أولادها في مرحلة تعليمية ما في فترة زمنية معينة .
فلا غرابة اذا كان المجتمع الذي تخدمه المدرسة يهتم بتدعيمها فضلا عن ان عملاءها من المراهقين و الشباب المحتاجين إلى العناية و الرعاية و حسن الإعداد للمستقبل . و تعتبر رعاية الشباب المدرسة العربية على درجة بالغة من الأهمية لارتباطها بكل مواطن ، فقانون الإلزام يحتم اجتياز المواطن لسنوات عديدة من عمره في مراحل التعليم بمعنى ان المدرسة أصبحت قناة ضرورية يمر فيها المواطنين منها جميعاً فيتأثرون بما لديها من قيم و اتجاهات و بالتالي يتحدد نمط المواطنة التي ترغبها فيهم .
و قد تطورت وظيفة المدرسة تبعا لتطور المجتمع ، فأصبحت مؤسسة تربوية ذات أهداف اجتماعية ، بعد ان كانت مجرد مؤسسة تعليمية تركز اهتمامها على تلقين الطلاب لبعض المواد الدراسية . و لما كان طلاب اليوم هم قوة المجتمع التي يتعدها و يرعاها . فإن المدرسة بذلك تكون مؤسسة ذات دور على جانب كبير من الأهمية في المجتمع و تقدمه ، و بالتالي فان أي جهد يبذل بغرض مساندتها و مساعدتها على تحقيق أهدافها يكون في الواقع مساهمة لتحقيق النمو الذي يصبو إليه المجتمع .
يرى البعض ان الخدمة الاجتماعية المدرسية تسعى لتحقيق بعض أهداف التربية الحديثة ، فهي " مجموعة المجهودات و الخدمات و البرامج التي يهيئها أخصائيون اجتماعيون لطلبة المدارس بقصد تحقيق أهداف التربية الحديثة ، أي تنمية شخصيات الطلاب إلى اقصى حد مستطاع ، و ذلك بمساعدتهم على الاستفادة من الفرص و الخبرات المدرسية إلى اقصى حد تسمح به قدراتهم و استعداداتهم المختلفة " .
كما تعرف الخدمة الاجتماعية المدرسية بأنها " جهود مهنية منظمة تعمل على رعاية النمو الاجتماعي للطلاب بقصد تهيئة انسب الظروف الملائمة لنموهم وفق ميولهم و قدراتهم و بما يتفق مع ظروف و حاجيات المجتمع الذي ينتمون إليه او يعيشون فيه " .
و على ضوء التعاريف السابقة يمكن القول بأن الخدمة الاجتماعية المدرسية هي : " فرع من فروع الخدمة الاجتماعية الأم ، تشتق منها مبادئها و قيمها و أساليبها و طرقها و أهدافها ، و تعمل على إزالة العقبات التي تحول دون التحصيل الدراسي الجيد للطالب ، و بالتالي تساعده على الاستفادة بقدر الإمكان من الخبرات التي تتيحها له المدرسة ، و ذلك وفقا لاستعداداته و قدراته ، و بما يتناسب و حاجات و ظروف المجتمع " .
و بهذا تصبح الخدمة الاجتماعية المدرسية أداة فاعلة لتغيير سلوك الطالب إلى الأفضل ، حيث لا تقف جهودها على الناحية العلاجية للمشكلات التي يعاني منها الطالب فحسب ، بل تمتد جهودها لتشمل الناحيتين الإنمائية و الوقائية و بالتالي فالخدمة الاجتماعية المدرسية محور أساسي و ركيزة هامة لا غنى عنها في تحقيق الوظيفة التعليمية التربوية للمدرسة .
من كتاب :
الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي .
للمؤلف :
الدكتورة سحر فتحي مبروك