توجد فئه من الموهوبين لا يستهان بها تمتلك مقومات العطاء والإنجاز، وما تحتاجه كمنطلقات رئيسية هو الفهم والوعي بقدراتها وطاقاتها، وهي فئة الموهوبون من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعرفها فتحي الزياث بأنهم الأطفال الذي يمتلكون مواهب أو إمكانات عقلية غير عادية تمكنهم من تحقيق مستويات أداء أكاديمية عالية، مع ذلك يعانون من صعوبات نوعية في التعليم تجعل مظاهر التحصيل أو الإنجاز الأكاديمي صعبة، وأداؤهم فيها منخفضًا انخفاضًا ملموسًا.
وتبدو صعوبات التعلم في واحدة أو أكثر من المجالات التالية: التهجئة والتعبير الشفهي، الفهم السمعي، التعبير الكتابي، العمليات الحسابية أو الرياضية، المهارات الأساسية للقراءة، والاستدلال الحسابي أو الرياضي. ويصنف الموهوبين ذوي الصعوبات التعلم إلى ثلاث فئات على النحو التالي:
1- الموهوبون مع بعض صعوبات التعلم الدقيقة: ويتم التعرف عليهم وفقًا لمحكات الموهبة، بسبب ارتفاع مستوى ذكائهم أو إبداعاتهم أو تحصيلهم الأكاديمي، إلا أنه مع تزايد أعمارهم الزمنية يزيد التباعد بين أدائهم الفعلي والأداء المتوقع منهم.
2- ثنائيو غير العادية المقنعة: وهو الذين يجمعون في ذات الوقت بين مظاهر الموهبة وصعوبات التعلم، ومثال ذلك: مظاهر الموهبة (الاستدلال، إداراك العلاقات، والتفكير والبراعة في الحديث مثلًا) تطمس مظاهر الصعوبات التي يُعانونها (صعوبات القراءة، أو ضعف التمييز، والفهم السمعي) والعكس صحيح قد تطمس الصعوبات مظاهر الموهبة، وغالبًا ما ينتظم هؤلاء الأطفال على إثر ذلك في فصول عادية.
3- ذوو صعوبات التعلم الموهوبون: يتم التعرف عليهم كذوي صعوبات التعلم أكثر من كونهم موهوبين، نظرًا لتدني أدائهم في مختلف المواد وفشلهم الدراسي.
وللتعرف على هذه الفئة يوجد هناك أربعة محكات يتم في ضوئها التعرف عليهم وتحديدهم وهي:
1- محك التمييز النوعي: ينبه إلى وجود صعوبة من صعوبات التعلم ترتبط بواحد أو بعدد محدد من المجالات الأكاديمية أو الأدائية.
2- محك التفاوت: ينبه إلى وجود قدر من التباين بين معدلات الذكاء أو مستوى القدرة الكامنة وبين الأداء الفعلي الملاحظ أو مستوى التحصيل الدراسي.
3- محك الاستبعاد: ينبه إلى إمكانية تمييز الموهوبين ذوي صعوبات التعلم عن ذوي الإعاقات أو ذوي صعوبات التعلم الأخرى.
4- محك التباين: توجد بعض الدلالات التي تميز أداء الموهوبين ذوي صعوبات التعلم مقارنة بأقرانهم الموهوبين ممن ليس لديهم صعوبات التعلم، ومن هذه الدلالات: انخفاض الأداء اللفظي بوجه عام، وانخفاض القدرة المكانية، وضعف التمييز السمعي أو تمييز أصوات الكلمات والحروف، وغيرها.
المصدر: ( دراسة أساليب الكشف عن الموهوبين، من المؤتمر العلمي إكتشاف ورعاية الموهوبين بين الواقع والمأمول، المؤلف : سمية علي عبدالوارث، 2010م )