تُطالعنا وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة و المقروءة باستمرار بأخبار حوادث الانتحار التي تحدث بين الحين والآخر في مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة، والحقيقة أنّ المؤشّرات والإحصاءات تدلّ على أنّ حوادث الانتحار تزداد بصورةٍ كبيرة في مجتمعاتنا ولكن من دون أن تشكّل تلك الحوادث ظاهرةً فعليّة كما يحصل في الغرب، فما هو مفهوم الانتحار؟ وما هي الأسباب التي تؤدّي إليه ؟
تعريف الانتحار
يعرّف علماء الاجتماع الانتحار بأنّه قتل الإنسان لنفسه وإزهاق روحه باستخدام وسائل عدّة، فمن النّاس من ينتحر ملقيًا نفسه من ارتفاعٍ شاهق، أو متناولًا لمادّة سامّة تؤدّي إلى الموت، أو مستخدمًا لأداة حادّة قاتلة مثل السكّين أو الخنجر أو غير ذلك من الأدوات.
أسباب ظاهرة الانتحار
إنّ لظاهرة الانتحار أسبابًا يتذرّع بها المنتحرون ومنها نذكر: الحالة الاقتصاديّة السيّئة التي تمرّ بالنّاس في مرحلةٍ معيّنة من مراحل الحياة؛ فالوضع الاقتصادي الصّعب قد يُشكّل ضغطًا على النّاس وخاصّة حينما يجدون أنفسهم غير قادرين على تلبية متطّلبات الحياة وتأمين قوت عيالهم، فيجدون أنفسهم في محكّ صعبٍ وفتنةٍ كبيرة، فإمّا أن يصبروا على ذلك ويتحلّوا بالإيمان الذي يجعلهم يتجاوزون تلك المراحل الصّعبة في حياتهم، وإمّا أن يجدوا أنفسهم فريسةً للضّعف والأمراض النّفسيّة التي تؤدّي بهم إلى التّفكير بالانتحار والتّخلص من الحياة . ضعف الوازع الدّيني؛ فالوازع الدّيني بلا شك يقي الإنسان من التّفكير في الانتحار ومهما كانت أسبابه لعلمه بحرمته وجرمه عند الله .