دور الاخصائي الاجتماعي في مرحلة الثانوية

دور الاخصائي الاجتماعي في المرحلة الثانوية:
يتلخص دور الاخصائي الاجتماعي في المرحلة الثانوية في تقديم خدمات وقائية وخدمات علاجية وخدمات انمائية كما يلي :
• الخدمات العلاجية :
الاخصائي الاجتماعي يقدم خدماته العلاجية لطلاب هذه المرحلة عن طريق اتاحة الفرصة لهم ليعبروا عن مشكلاتهم وذلك عندما ينصت اليهم بوعي لانه المراهقون يحتاجون إلى من ينصت اليهم بوعي ويتفهم مشكلاتهم وعندئذ يعبرون عنها ويفكرون معه فيها بصورة واقعية بدلا من الهروب منها والالتجاء إلى الخيال وأحلام اليقظة وبدلا من أن يشعر المراهق بأن الكبار لا يفهمونه ويفقد الثقة فيهم ويبتعد عنهم ولكن الاخصائي الاجتماعي يقدم له صورة اخرى من الكبار الذين ينصتون اليه بعطف واهتمام ويبتعدون عن ادانته أو لومه وبذلك يستعيد ثقته في الكبار ويفتح لهم قلبه ويعبر لهم عن مشكلاته وعندئذ يواجه واقعه وتحل مشكلاته ثم يتيح له الاخصائي الاجتماعي فرصا اخرى للاشتراك في المناقشات الجماعية مع مجموعة من المراهقين مثله وتدور المناقشة حول مشكلاتهم المتشابهة التي يشتركون في المعاناة منها وهو بجانبهم يشجعهم تارة ويستشيرهم تارة اخرى حتى يعبروا عن مزيد من مشاعرهم وخاصة المشاعر السلبية وعندئذ يشعرون أن مشكلات فقدان الثقة بالنفس واحلام اليقظة والشعور بالذنب وشعورهم بعدم فهم الكبار لهم هي مشكلات شائعة بين المراهقين وليست مشكلة مراهق معين وبذلك يتمكن الاخصائي الاجتماعي من اكتشاف مشكلاتهم ويساعدهم على مواجهتها وعلاجها
• الخدمات الانمائية :
عندما يقدم الاخصائي الاجتماعي المدرسي خدماته الانمائية لطلاب المرحلة الثانوية فانه يسعى إلى انماء الشخصية التي تساعدهم على التوافق مع المجتمع وذلك بمساعدتهم على فهم انفسهم ومعرفة قدراتهم وامكانياتهم وميولهم الحقيقة لانهم في مسيس الحاجة الى معرفة ما اذ كان لديهم الذكاء والمهارات الخاصة والميول الضرورية لتعلم مهنة من المهن والتقدم فيها وبعد ذلك يساعدهم على انمائها واستثمارها وبعد ذلك يتجه كل منهم الاتجاه الذي يناسب ميوله واتجاهات وقدراته ويساعدهم على ادراك قيمة جميع انواع المهن واهميتها حتى يتم تصحيح الافكار التي تركز الاهتمام على بعض المهن العليا أو المهن الجذابة دون الاخرى وبذلك يوضع الانسان المناسب في العمل المناسب بعد أن يترك الاخصائي الاجتماعي للطالب حرية اختيار الاتجاه الذي يناسبه والعمل الذي يميل اليه فهو الذي يحدد وهو الذي يختار الاتجاه الذي سوف يسير فيه طوال حياته وبذلك يخطو خطوات نحو النضج ويضع اقدامه على طريق البناء والانماء واذا طلب النصيحة يقدمها له على اساس من الحقائق لا على اساس الخبرات الشخصية لآنه لكل فرد صفاته الشخصية التي تميزه عن الاخرين ثم ينمي لديهم الاتجاه نحو الاستقلال والحرية عن طريق اشتراكهم في انشطة يتحملون فيها مسئوليات تناسب قدراتهم وامكانياتهم حتى ينمى ثقتهم بأنفسهم وتنمى قدرتهم على التوافق مع متطلبات الحياة فيكيفون ذواتهم مع الاخرين وبذلك نعدهم للاستقلال عن الاسرة لإعدادهم للزواج وتكوين اسرة جديدة وبذلك نحيي الامل ونساعدهم على النجاح والعمل حيث أن أعظم شيء يعيد للمراهق شعوره بقيمته وينمي ثقته بنفسه هو الشعور بالنجاح وان ما يضعف هذ الشعور هو الفشل المتكرر واذا ما ساعدناهم على النجاح في مواجهة مشكلاتهم في الاسرة والمدرسة وفيما بينهم فإننا نساعدهم على بناء ثقتهم في انفسهم وانماء الثقة من ضروريات انماء الشخصية.
• الخدمات الوقائية :
إن الاخصائي الاجتماعي المدرسي يعرف جيدا أن الوقاية خير من العلاج لذلك يهتم بتقديم خدماته الوقائية لطلاب هذه المرحلة حتى يجنبهم التعرض والوقوع في كثير من المشكلات عن طريق الانشطة والبرامج التي تصمم وتخطط لتحقيق هذه الاهداف فمثلا عندما يعمل على وقايتهم من مشكلات العمل واختيار المهنة فهو يساعدهم على ادراك قيمة جميع انواع المهن واهميتها ويجعلهم يدركون ذلك بالفعل في ميدان العمل حيث يعرفون المعلومات المهنية الدقيقة عن طريق زيارة هذه المهن في مكانها الطبيعي حتى يرى المراهقون تلك المهن كما تمارس في الواقع وهكذا يساعدهم على اختيار المهن التي تناسب كل منهم وتجنبه الكثير من المشكلات التي تحدث في المستقبل وعندما يخطط للوقاية من مشكلات وقت الفراغ فانه يساعدهم على تنظيم وقت فراغهم ويشترك معهم في وضع البرامج والانشطة المناسبة لاستغلال وقت الفراغ وبذلك يحميهم من الوقوع في مثل هذا النوع من المشكلات كما يعد لهم البرامج الثقافية المختلفة التي تساعدهم على مواجهة المشكلات السياسية والاقتصادية والدينية التي يواجهوها في مثل هذه المرحلة ويتيح لهم الفرصة للتعبير عنها ومواجهتها والتغلب عليها قبل وقوعها حيث أن المراهق عندما يمر بمرحلة اليقظة العقلية في هذه الفترة يصبح من السهل التأثير عليه واستهوائه لبعض الاتجاهات المنحرفة التي لا يدرك خطورتها الا بعد فوات الاوان وهناك الكثير من الانشطة والبرامج التي يستغلها الاخصائي الاجتماعي لتحقيق اهدافه الوقائية والعلاجية والانمائية منها اشتراك طلاب المرحلة الثانوية في الانشطة الاجتماعية ذات الطابع المجتمعي كمعسكرات العمل ومشروعات نظافة البيئة والخدمة العامة مما يؤدي الى ارتباط الطالب بمجتمعه من خلال هذه الانشطة يتقبلهم كأشخاص كبار ويشعرهم بذلك من خلال اساليب المعامل الطيبة مع البعد عن التقليل من شأنهم أو تأنيبهم أمام الاخرين بالإضافة إلى تشجيعهم على الاستقلال وتقبل رغبتهم في التحرر والسماح لهم بالانضمام لجماعات من الرفاق والاصدقاء مع اشراك الوالدين في اختيار الاصدقاء دون تسلط أو تدخل ضاغط على حريتهم ومن خلالها يتعودون على تحمل المسئولية الاجتماعية بدءا بمشاركة الاسرة في مناقشة ما يواجهها من مشكلات أو مطالب وبذلك يساعدهم على اتخاذ القرارات والقدرة على تقبل مناقشة الاخرين بهذه القرارات على أن يتم توجيههم دون قوة حتى لا يشعرون بالتدخل والسيطرة في امورهم حتى يتحررون من المشاعر السلبية تجاه الكبار وتجاه السلطة وعندئذ يتعاونون معهم بحرية وتلقائية ودون خوف أو رهبة
ومن هنا تبدو أهمية الخدمة الاجتماعية في المدرسة الثانوية لتحقيق أهداف من جهة وأهداف الاسرة والمجتمع من جهة اخرى عندما يقوم الاخصائي الاجتماعي المدرسي بأدواره المتكاملة في تقديم الخدمات الانشائية والوقائية والعلاجية على النحو الذي تم توضيحه في المراحل المختلفة مع تعديل وتطوير ما يلزم تطويره بما يتفق واحتياجات وظروف الطلاب في كل مرحلة .
المرجع الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي للاستاذ الدكتور عبدالخالق محمد عفيفي ص137