يتطلب بناء الانسان العصري غرس مجموعة من القيم والاتجاهات والمعايير والاخلاقيات والاداب في نفوس الطلبة على اختلاف مستوياتهم التعليمية وتزويدهم بحصيلة من المعارف والمهارات التي تمكنهم من المساهمة الايجابية في صنع المستقبل وتهئية المناخ العلمي الذي يساعدهم على البحث والتجديد والابتكار.ولعل من أهم القيم التي يلزم غرسها في نفوس الطلبة"قيمة العلم"ذلك لان المعلم في ذاته قيمة اساسية من قيم المجتمع المعاصر فهو الذي فتح أمام الانسان آفاق المعرفة ومكنه من إحداث الثورة التكنولوجية وهو الذي هيأ له سبيل السيطرة على قوى الطبيعة وساعده على التحكم في توجيه ظواهر لخدمة الانسانية.ويمكن أن يتم ذلك بتعويد الطلبة على اتباع الاسلوب العلمي في التفكير والالتزام بالدقة والحياد والموضوعية ونبذ التفكير الارتجالي والاتكالي ذلك لان هذه الانواع الاخيرة من التفكير تكبل عقل الانسان وتحد من طموحه وتعوق تقدمه.
ومن الضروري أن تقوم المدرسة بتزويد الطلبة بأحدث المعارف العلمية وتعريفهم بالمنجزات التي حققتها العلوم البيولوجية والطبيعية والرياضية وتزويدهم بالمهارات العقلية والعملية التي تساعدهم على التجديد والابتكار وتنمية أساليب جديدة لحل المشكلات.وقد أشار تقرير"أدجارفور" الذي أصدرته"اليونسكو" تحت عنوان "تعلم لتكون" إلى هذه النقطة بقوله:"لابد من التسليم بأن وظائف المدرسة في هذا المجال اعم وأشمل إذ تهدف الى توفير اساس متين من المعلومات والمعارف التي من شأنها أن تساعد على تفتح قابليات متعددة وعلى إنماء القدرات العقلية وحفز الروح الخلاقة وفهم المبادئ العلمية والقدرة على تطبيقها على الصعيد التقني والاسهام في تنمية بعض المهارات العامة وخلق المواقف الايجابية إزاء العمل والاخلاق".