سحر سليمان
عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 12/02/2013
| موضوع: أثر الضوء على سلوك الانسان الثلاثاء أبريل 29, 2014 5:00 am | |
| هناك سؤال يُطرح دائما ألا وهو : هل للضوء تأثير على سلوك الإنسان ، وتصرفاته ونشاطاته ؟ اختلف الباحثون في هذا الأمر ، وذهبوا مذاهب شتى ، لكن تعاقب الليل والنهار ، وبزوغ الشمس ، وظهور القمر ، يبين لنا الحكمة من وراء ذلك ، ويعطي بعض الأجوبة المقنعة . تعتمد الحياة على ثلاثة أسس الهواء والماء والشمس ، إذا فقد الإنسان عنصرا منها يختل التوازن ، وتتعذر الحياة . وللشمس دور كبير في تنظيم الحياة العملية للأفراد . يكد الإنسان طوال النهار ليخلد للراحة ليلا ، وقد سارت على هذا المنوال جميع المخلوقات تقريبا ، وقد جعل الله النهار اكثر حيوية من الليل بالشمس ، بما لمفعول ذلك النور الذي يضفي على الإنسان والمخلوقات الأخرى الحيوية والنشاط ، تمد الشمس الأرض بالحرارة وهذه بدورها تساعد على إدامة الحياة ن فلو لم تكن الشمس لجمدت الأرض وبالتالي استحالت الحياة . تأثير الضوء على العين البشرية : تؤثر أشعة الشمس على تركيب العيون ولونها فتتميز عيون الشعوب التي تسكن في المناطق القريبة من أشعة الشمس بسواد العيون ووسعها ، أما البعيدة عن أشعة الشمس فتتميز بعيون ملونة ، أو شديدة الزرقة . تكون العين البشرية حساسة لموجات الضوء التي لا تقل عن 350 ولا تزيد عن 750 جزءا من بليون من الأمتار الضوئية ، كما تستطيع العين البشرية تمييز الطيف الشمسي وذلك بواسطة المستقبلات الموجودة في شبكية العين ، وتحتوي هذه الشبكة على حوالي 125 ـ 130 مليون مستقبل ، مهمتها استقبال الموجات الضوئية ، وإرسالها إلى المخ ، وبذلك يستطيع المخ تمييز الألوان . لا تتصل المستقبلات بالدماغ مباشرة ، بل تعطي إشارات كهربائية إلى نوعين من الخلايا ، هما الخلايا ذات القطبين ، والخلايا ذات العقد ، و ما يطاق عليهما المستقبلات المخروطية والضوئية ، وللمستقبلات المخروطية قدرة على النظر في الإضاءة الجيدة ، ورؤية الأشياء الصغيرة والكبيرة بالتفصيل ، كما تستطيع تمييز الألوان بشكل واضح ، وتنقسم المستقبلات المخروطية إلى ثلاثة أنواع ، يمكنها تمييز الطيف الشمسي ، بيد أن منها ما يكون حساسا للون الأزرق ، وما يكون حساسا للون الأخضر ، أو حساسا للون الأحمر ، أما المستقبلات العضوية فإنها تقوم بمسئولية النظر في المناطق المعتمة ، لكنها لا تستطيع التمييز بين الألوان .
تأثير الضوء على الإنتاج : تتسلم الموجات الضوئية من مختلف المصادر ، كالشمس ، والمصابيح ، والشموع ، والأجهزة الإلكترونية . و للضوء آثار نفسية وجسمية ، وله تأثير على الإنتاج اليومي للفرد . هناك دراسات عديدة أجريت لمعرفة مدى تأثير الضوء على إنتاج الأفراد ، إضافة إلى تأثيره على العلاقات القائمة بينهم ، وعلى سبيل المثال هناك دراسة قام بها الباحثون وذلك بمراقبة سلوك الأفراد ، تحت نسب مختلفة من الضوء ، فوجدوا بأن إنتاج النساء يزداد عندما تكون هناك نسب عالية من الضوء ، وتعليل هذه الظاهرة هو إن النساء يشعرن بأنهن مراقبات في ظروف الضوء الساطع ، وهذا ما يدفعهن إلى زيادة إنتاجهن ، وقد تكون الزيادة بسبب الراحة النفسية التي تشعر بها المرأة في الضوء الساطع ، ذلك بان المرأة ترغب في تسليط الأضواء عليها ، لإظهار محاسنها ، وزينتها التي صرفت وفتا طويلا لإعدادها . وهناك دراسة أخرى أظهرت نتائج إيجابية على إنتاج الأفراد في أداء أعمالهم في ضوء الشمس ن والسبب هو إن ضوء الشمس اكثر راحة للعين والجسم ، لهذا دأبت الشركات على إنتاج مصابيح تحاكي ضوء الشمس ، لكن يبدو إن للضوء تأثيرا متباينا على الأفراد من مختلف الأعمار ، فقد ذكرت الباحثة جين واين بان الضوء الساطع اكثر تأثيرا على الأفراد في سن 25 سنة مقارنة بالأفراد البالغين ممن هم في سن 45 سنة ، كما إن ضوء المصابيح الساطعة يؤدي إلى انعكاسات عديدة على سطح الأجسام ، مما يؤدي إلى إرهاق العين وتعبها ، ومن نتائج الاستفتاء الذي قامت به جين إن الأفراد ذكروا بأن الضوء الذي يحاكي ضوء الشمس في نسبته هو الأحسن و الأفضل للعين ، كما يضفي ضوء الشمس على الإنسان الشعور بالراحة . طومسون نيلسن ، وماركريت جونسون من جامعة البرتا وجامعة جزيرة الأمير إدوارد ، لم يؤيدا الرأي القائل بأن الضوء الساطع يؤثر تأثيرا إيجابيا على الإنتاج ، بل أشارا من خلال تجربتهما على الطلاب ، بأن الطلبة قد ذكروا إن الضوء الساطع يؤدي إلى تعب العين الشديد ، إضافة إلى الشعور بالضجر من شدة الضوء . الضوء و الشاعرية : لموقع المصابيح أثر على الراحة والهدوء و شاعرية الإنسان فالأشخاص الجالسون حول منضدة عليها ضوء اكثر تفاعلا من الأشخاص الذين يجلسون بعيدا عن الضوء . كما إن الضوء الخافت يضفي على المكان جوا من الهدوء والشاعرية والتفاعلية ، لهذا نجد الأماكن والنوادي الليلية كثرا ما استعمل الضوء الخافت الذي يؤدي إلى راحة الأعصاب ، وبالتالي تجدهم يتكلمون بصوت خافت ، مقارنة بالأماكن الأشد إضاءة ، كما أن وضع المصابيح على الحائط أو خلف الستائر يضفي على المكان راحة وهدوء وشاعرية ، وإذا كان جانب من الغرفة مضيئا والآخر معتما أدى هذا إلى الشعور بالضيق . أثر الأجهزة على العين : للأشعة الصادرة من التلفاز والأجهزة المبرمجة التي تتميز بطول الموجات الضوئية أثر كبير على أعصاب العين ، كما يؤدي جلوس المرء أمام تلك الأجهزة فترة طويلة وبمسافة قصيرة إلى تشبع العين بهذه الأشعة ، وعندما يغلق المرء عينه يشعر بوجود هذه الأشعة التي تستمر فترة قصيرة من الزمن ثم تتلاشى ، وهذه الظاهرة شبيهة بظاهرة التحديق في المصباح أو أشعة الشمس مدة طويلة ، مثلما يلاحظ الفرد عندما يكون في مكان مضيء ثم يدخل فجأة في مكان متوسط العتمة ، فإنه لا يستطيع رؤية الأشياء الموجودة في ذلك المكان . الضوء ومرض الكآبة : يتكيف جسم الإنسان مع البيئة الخارجية ، والضوء شيء منها . تلعب الغدة الصنوبرية دورا مهما في هذا التكيف ، وهي تقع تحت سطح المخ وعند قاعدته ، وتفرز هرمونا يطلق عليه بـ ميلاتونين ( Melatonin ) ، يزداد هذا الإفراز كلما تلاشى ضوء النهار وقصر ، فيكون الإفراز في الشتاء اكثر مما تكون عليه في الصيف ، ويمكن قياس حساسية المرء للضوء من خلال كمية الهرمون الذي يفرز في جسمه ، فكلما زاد الهرمون كلما أعطى الجسم مؤشرات لمرض الكآبة , يشعر الإنسان بضيق يشبه الكآبة عند الغروب ، والسبب يعود إلى زيادة إفراز تلك الغدة وقد اتخذت طرق مختلفة لعلاج مرض الكآبة وذلك باستعمال نسب عالية من الضوء تعادل 10 أضعاف الضوء المستعمل في المكاتب ، وذلك لعلاج المصابين بالكآبة يوميا ، عنها يشعر المريض نتيجة لذلك بالراحة وزوال المرض .
أشار الباحث دانيال كربك بان مرض الكآبة يزداد في الشتاء اكثر من الربيع ، لأن ليل الشتاء أطول ، ونتيجة لذلك يتعرض الإنسان إلى فترة أقل للضوء . ولو قارن دانيال بين الشتاء و الصيف لكان أكثر دلالة ، وقد يكون لبرودة الشتاء بشكل غير مباشر اثر في مرض الكآبة ، لان الإنسان يقبع في البيت فترة أطول طلبا للدفء ، أما في الفصول الأخرى فإنه يذهب إلى أماكن التسلية ، كالسباحة ، والتنزه في الحدائق ، وزيارة الأصحاب …الخ ، مما يضفي على تلك النشاطات والعلاقات الاجتماعية نوعا من الراحة والاستجمام الذي يبدد الشعور بالكآبة . هناك طرق علاجية أخرى استعملت في المستشفيات لعلاج الأطفال المصابين بالإعياء ، أو صعوبة الوقوف ، أو الشعور بالكآبة والحزن ، واستعملت لعلاج الأطفال سريعي التهيج والبكاء دون سبب واضح ، إضافة إلى استعمال الضوء لعلاج الأزرق والقلق استعمل الضوء الأخضر و الأزرق لتخفيف مرض الكآبة ، وكانت نتائج تلك الاستعمالات جميعها إيجابية ، واستعمل الضوء الأزرق لعلاج المولودين حديثا المصابين بمرض اليرقان ، وذلك بعمل حمامات مضيئة بالضوء الأزرق ، إضافة لاستعمله في علاج الأطفال المصابين بتسمم الدم . قام الباحث روبرت بتجرية في لوس أنجلس لقياس اثر الضوء على الأفراد من الناحية النفسية ، وطلب من طلابه أن يتخيلوا لونا معينا للضوء الذي يرغبون فيه ، ولم يذكر بعض الطلبة لونا معينا ، فاقترح عليهم أن يتخيلوا اللون الأزرق أو البرتقالي ، وطلب من الجميع أن يتخيلوا أنفسهم في حمام مضيء بالألوان التي تخيلوها ، وسمح لهم برؤية اللون الذي تخيلوه ، وسألهم فيما بعد عن شعورهم ، فاتفقت الإجابات على انهم شعروا بنوع من الراحة ، فوجد إن رؤية الضوء لها اثر اكبر من الاستعمال الحقيقي للضوء ، وأيده بذلك الباحث هارس من خلال نتائج الاستفتاء الذي قام به على بعض الموظفين ، فوجد أن 58 % منهم قد ذكروا بأن للضوء اثر على راحتهم وإنتاجهم اليومي . هناك أوقات يؤثر التطلع إلى أشعة الشمس تأثيرا على أعصاب العين كوقت غروب الشمس أو أثناء كسوف الشمس الذي قد يؤدي إلى إصابة العين بأمراض عديدة ، وقد وجد الباحثون بان التعرض إلى أشعة الشمس فوق البنفسجية يؤدي إلى تغيير لون الجلد وطبيعته وقد يؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان الجلد لهذا ينصح الأطباء الأشخاص المعتادين على السباحة والجلوس على ساحل البحر أن لا يطيلوا التعرض إلى الشمس خاصة في ساعات الظهيرة . الضوء ونوعية السلوك : يختلف تأثير الضوء على سلوك الأفراد باختلاف الألوان ، فاللون الأحمر والبرتقالي يؤدي إلى شعور الفرد بالحرارة والدفء اكثر من اللون الأزرق ، أما اللون الأخضر فإنه يعين الفرد على التركيز ز يستعمل الإنكليز وغيرهم اللون الأخضر في غرفة العمليات ، فلون الجدار والشراشف والمناشف جميعا في بعض المستشفيات هو اللون الأخضر ، والهدف من ذلك هو مساعدة الطبيب الجراح على التركيز في وقت إجراء العملية ، وهناك بعض المدارس تستعمل لوحات الكتابة المطلية باللون الأخضر لنفس السبب . قام بعض علماء النفس الإنكليز بتجربة ، وذلك بأخذ 28 طالبا إلى حانة لعب القمار ، وقسموهم إلى قسمين ، قسم يلعب في غرفة مضاءة بالضوء الأحمر ، والقسم الثاني في غرفة مضاءة بالضوء الأزرق الفاتح ، فوجدوا إن المجموعة الأولى كانت تقامر اكثر من المجموعة الثانية ، لهذا نجد أن أصحاب الحانات يستعملون الضوء الأحمر لدفع الأفراد إلى المغامرة كي يخسروا اكثر . أما اللون الأبيض فله اثر على شعور الأفراد ، قام باحث سويدي بتجربة على 12 ملاحا في السفن والبواخر الكبيرة ، وذلك باستعمال اللونين الأبيض والأحمر ، فوجد إن الملاحين لا يميلون الى اللون الأحمر و إنما يفضلون اللون الأبيض ذكر بعضهم انهم يلاقون صعوبة في إيجاد الطريق عندما يستعملون اللون الأحمر . نلاحظ إن انتشار اللون الأبيض في الملاحة ثم يليه اللون الأزرق وقليلا ما يستعمل اللون الأحمر بنفس الأسباب المذكورة . | |
|
اخصائية متفائلة
عدد المساهمات : 17 تاريخ التسجيل : 25/10/2013
| موضوع: رد: أثر الضوء على سلوك الانسان الثلاثاء أبريل 29, 2014 5:51 am | |
| سبحان الله ، رائع جداً ، وغالبيتها معلومات جديدة بالنسبة لي ، بارك الله فيك أختي الفاضلة ، ... | |
|
سحر سليمان
عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 12/02/2013
| |
شيخة ناصر
عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 29/04/2014
| موضوع: رد: أثر الضوء على سلوك الانسان الثلاثاء أبريل 29, 2014 6:47 am | |
| ﴿يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ﴾
[سورة الدخان الآية: 53] فماذا قال علماء النفس، حول علاقة الإنسان بالألوان؟ قالوا: إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور، ربما يؤثر اللون في إقدامنا وإحجامنا، ربما أشعرنا بالحرارة، أو أشعرنا بالبرودة، ربما أشعرنا بالمسرة، أو أشعرنا بالكآبة، اللون له تأثيرٌ كبير، بل ربما أثر اللون في شخصية الإنسان، ونظرته إلى الحياة . يقول العلماء: اللون الأصفر، لطول موجته، يبعث النشاط في الجهاز العصبي، فإذا أردت أن تعلن إعلاناً صارخاً في الطرقات العامة، فاللون الأصفر أطول أمواج الألوان، فينشط الجهاز العصبي، ويؤثر فيه أبلغ التأثير, ويدعو اللون الأرجواني إلى الاستقرار، ويشعر اللون الأزرق بالاتساع، ويشعر بالبرودة، ويشعر اللون الأحمر ومشتقاته بالدفء، لكن اللون الذي يبعث السرور داخل النفس البشرية، ويثير بواعث البهجة فيها، هو اللون الأخضر ، لذلك جعل الله النبات أخضر اللون، هذه المساحات الخضراء في الأرض تبعث في النفس البهجة, لذلك اختيرت ثياب الجرَّاحين من اللون الأخضر، لأن المريض وهو على وشك أن تجرى له العملية، هذا الثوب الأخضر، يبعث فيه البهجة . أيها الأخوة الكرام, مما يلفت النظر، أن الله سبحانه وتعالى، ذكر أهل الجنة، وذكر ما في الجنة من نعيم، وورد اللون الأخضر في هذه الآيات، فالمؤمن حينما يختار بعض الألوان، يجب أن يختارها بشكلٍ يوحي بالبهجة والسعادة، فهذا مما يثير في النفس، كما قال علماء النفس: بواعث البهجة . | |
|
samaa47
عدد المساهمات : 16 تاريخ التسجيل : 13/10/2013
| موضوع: أثر الضوء على سلوك الإنسان الأربعاء أبريل 30, 2014 2:31 am | |
| السلوك والضوء: هل للضوء أثر على الأفراد من الناحية النفسية؟ وهل للون الضوء عند التخيل أثراً؟ يختلف تأثير الضوء على سلوك الأفراد باختلاف الألوان، اللون الأحمر والبرتقالي يشعران الفرد بالجرأة والدفء أكثر من اللون الأزرق، اللون الأخضر يعين الفرد على التركيز، يستعمل الإنكليز اللون الأخضر في غرفة العمليات، لون الجدار، الشراشف، المناشف جميعا في المستشفيات هو اللون الأخضر كي يساعد الطبيب الجراح على التركيز في وقت إجراء العملية، هناك بعض المدارس تستعمل لوحات الكتابة (سبورة) مطلية باللون الأخضر لنفس السبب. اللون الأبيض له شعور مختلف تماماً من ناحية انبعاث الراحة والاحساس بالاستقرار بالنسبة للأفراد، ويستعمله الملاحون في السفن والبواخر الكبيرة، ثمّ يليه اللون الأزرق وقليلا ما يستعملون اللون الأحمر يذكر بعضهم انهم يلاقون صعوبة في إيجاد الطريق مع بقية الألوان... | |
|