إبني يتعثر في الكلام !!!

أحببت أن أغير قليلا من طريقة طرح المواضيع فقمت بطرح الموضوع على شكل حالة ومن ثم مناقشتها وأرجو أن تفيدكم وتنال على إعجابكم .. إ

إبني يتلعثم في الكلام ..!!

لجأت أم ومعها طفلها رامي الباغ من العمر تسع سنوات إلى طبيب نفسي بقصد علاجه من التلعثم في الكلام وأعراض مرضية أخرى تبدو عليه : كسرعة الإثارة والغضب والميل إلى العزلة والخجل والانكماش والثورة والعناد .
واضطراب الكلام واللجلجة التي يعاني منها أدت إلى تأخره الدراسي الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى عقابه وضربه وسخرية زملائه في المدرسة وأخوته ووالديه في المنزل .
كان رامي يكره الذهاب إلى المدرسة لسوء معاملة الجميع له ولا سيما معلمة الفصل التي كانت تقسو عليه عندما يخطئ إذا تلجلج في الكلام .
** بدراسة الحالة .. تبين التالي :
أن رامي هو أول الأبناء الذين رزق بهم والداه فكان خلال السنوات الأولى من عمره يتمتع بحبهما وحنانهما وبفضل يسرهما المالي كان ينعم بكافة ألوان الرخاء والرفاهية ( ولكن هذا العهد الذهبي لم يستمر ) !!
أنجبت الأم بعدها صبيا آخر وجاء هذا الطفل لطيفا حلو الشمائل فاستحوذ على قلب أمه ولم يترك بذلك القلب مكانا ولو صغيرا لأخيه الأكبر الذي ظل فترة قرة عين والديه .
بهذا وجد الإبن رامي نفسه محروما من جميع ما كان يتمتع به فبعد أن كان يجلس على عرش المجد أصبح يشعر بأنه لم يعد مرغوبا فيه وهذا دفعه إلى التمرد على أمه وعصيان والده رغبة في الانتقام منهما .
وبدأت ملامح هذه المشكلة تظهر على رامي في صورة التلعثم في الكلام بعد ولادة أخيه بستة أشهر عندما بدأ اهتمام العائلة يتوجه إلى المولود الجديد وإهماله إهمالا واضحا .
وحين زادت اللعثمة في كلامه والاضطراب في سلوكه وتأخره الدراسي تنبه الوالدان إلى ضرورة الالتجاء لعلاجه نفسيا .
**التعليق على الحالة :
نجد أن رامي طفل حساس أصيب بطعنة نفسية حين التفت حوله فوجد أن والديه تخليا عنه فأصيب بالاضطراب النفسي .
** كيف يمكن علاج مثل هذه الحالة :
لا بد من إقامة جلسات نفسية كي نعيد ثقة الطفل بنفسه وتجنبه الشعور بالنقص وتوجيه الوالدين وتنبيههم بالأخطاء التربوية التي ارتكباها في حقه وتوضيح لهما كيفية التعامل معه وإحساسه بالإنتماء ويمكن الاستعانة ببعض الأدوية المهدئة التي تساعد على تهدئة الصراعات الداخلية .
** من عرض هذه الحالة يمكن أن نستنتج الآتي :
اللعثمة أكثر عيوب النطق شيوعا بين الأطفال والكبار على حد سواء وأسبابها متعددة ومنشأها قد يرجع إلى عوامل نفسية.
ونسبة اللعثمة في الكلام عند الأطفال في المدارس تبلغ 1% تقريبا وهي نسبة تحتاج إلى عناية العاملين في مجال التربية والصحة المدرسية وذلك لتعرض الطفل لسخرية زملائه لعدم قدرته على استخدام اللغة بطلاقة الأمر الذي يؤدي إلى شعور الطفل بالنقص وعدم الثقة بالنفس والإنطواء .
وقد تبدأ اللعثمة في سن الثالثة والرابعة أثناء اكتساب الطفل الكلام أو من الخامسة أو السادسة عند دخوله المدرسة حيث المنافسة بينه وبين زملائه وأحيانا من سن البلوغ والمراهقة خاصة عند التحدث مع الجنس الآخر .

** وترجع اللعثمة لأسباب متعددة منها :1-
1- عدم إحساس الطفل بالأمن والإطمئنان .
2- مبالغة الوالدين في رعاية الإبن بدلا من تدريبه على الإعتماد على النفس والإستقلال .
3- التعاسة والشقاء العائلي وتنازع التيارات في الأسرة.
4- الإخفاق في التحصيل الدراسي .
كل هذه الأسباب وغيرها يمكن تفاديها والوقاية من حدوثها وعلاجها بعد حدوثها وذلك عن طريق العلاج النفسي والكلامي والبيئي وتعاون الوالدين والمدرسة في علاج الطفل .

** أستقبل آرائكم وانتقاداتكم ومناقشاتكم وإضافاتكم فكلنا مكمل للآخر ومنكم أستفيد ...

( لست الأفضل ولكن لي أسلوبي , وسأظل دائما أتقبل رأي الناقد والحاسد فالأول يصحح مساري والثاني يزيد من إصراري )
دمتم بود .. أختكم : الإبتسامة عنواني ..
استقيت لكم هذه المعلومات من كتاب رعاية الأبناء .. ضحايا العنف للدكتورة كلير فهيم ..