د
التفكك الأُسري :
يمكن أن نُصفه بشكل مجمل بُعد افراد الأُسره الواحده عن بعضهم البعض..
ويمكننا تقسيم التفكك إلى قسمين:
منه المباشر.. يتعلق بالأسر التي تعرضت الى التفكك المحسوس إما بالطلاق أو وفاة الوالدين وخلافهما
وأللامباشر..
فهو يُطلق على الأسر التي تجتمع تحت سقف واحد , ويكمن فيهم التفكك المعنوي ..
أسباب التفكك الأُسري :-
هُناك عوامل كثيره تؤدي إلى التفكك خصوصاً مع مواكبة الأزمان وتغير مفهوم الأُسره على وجه الصحيح..
من هذه العوامل قلة الثقافه التي يتمتع بها الأبوان فيما يخُص كيفية إقامة أُسر ناجحه في بناءها وتقويمها والقيام على أمورها..
ومن العوامل أيضاً أنشغال الأب عن أُسرته بأي الحُجج كانت .. إما العمل و عدم التفرغ .. أو يُبدي بشكل غير مباشر رغبته في انتشال نفسه من مسئولية الأُسره..
وقد يكون متواجداً في نفس الحيز الذي تشغله أُسرته لكنه ينحني لينشغل راغباً في متابعة أحوال الأسهم وشاشات الانترنت ناسياً أو متناسياً واجبه كـ رب أُسره حياد أُسرته..
لا أُلقي باللوم الكامل على الأب .. فـ الأم تُشكل عاملاً مُهماً في بناء تلك اللبِنه ..
قد تكون هي أيضاً ممن لا يُعيرون أي اهتمام لمملكتها ..
فـ نراها تنهمك في الحياة دون أدنى إحساس بالمسئولية تجاه أُسرتها..
..
فقدان أحد الأبوين أو كلاهما مما يُسبب في نشوء أُسرة قاصرة في معناها المُتكامل..
وللفوارق الشاسعه في السِن وطبيعة البيئه ومراحل التعليم والجوانب الثقافيه أثرها الواضح في التأثير بين الزوجين مما يؤثر سلباً على كيان الأُسرة مُهدداً لها بالأنهيار !!
عواقب التفكك الأسري :
التفكك يؤدي إلى ضعف الرقابة الأُسريه والتي تُعتبر من أهم أنواع الرقابة الاجتماعيه..
فإن غاب جانب المتابعه والنقد والتوجيه أصبح من السهل على أفراد الأُسره الأنحراف واتباع طُرق غير سويه ..
وأُخص بالذكر هُنا الأبناء ..
فـ نُلاحظ أن الابن يبدأ تدريجاً بالتغيب عن المدرسه بصحبة غير سويه وتبعاً لذلك يتعدى المدرسه لـ يشمل المنزل بهذا الغياب دون مبالاة من الرقابة الأُسرية..
يجُره ذلك التغيب إلى الأنحراف بشتى وسائله , كأن يتجه إلى الأدمان والعياذ بالله فيفقد كيانه ويهِدم المُستقبل الذي ينتظره ..
بالنسبه للفتاة تجنج تلقائي إلى وسائل اللهو المتاحه لها في حيز محدود ..
كأن تخرج للترفيه دون رقيب أو مرافق..
أو أن تقضي العدد الكثير من الساعات أمام شاشات الأنترنت تعبث هُنا وهُناك مع ثقتها التامه بإنعدام الرقابه الاجتماعيه..
وتدفُن رقابة ذاتها لذاتها .. وتتناسى رقابة الخالق لها ..
أو تخضع للمعاكسات الهاتفيه..
وقد يؤدي هذا كله إلى الانحراف الاخلاقي والفكري ..
ويؤثر هذا كثيراً على مستواها الدراسي..
أما فيما يتعلق صغار السن - الأطفال - فأمرهم موكول إلى الخادمه ويشاركها أحياناً السائق..
فينشأون على أعراف غير مُعتاده..
ويتأثرون سلباً بأفكار وديانة من تولى أمرهم ..
كيفية علاج هذه الظاهره التي باتت تُهدد المجتمع واستقراره ؟؟
يجب تقويم الأفراد أولاً ..
أبتداءً من الوالدين وأنتهاءً بالأبناء ..
وذلك من خلال غرس المعنى الحقيقي للأُسره في نفوس النشئ..
يُحتم على كلا الوالدين أن يقوما بخطوات ملموسه لأنجاح أُسرهم وتفادي الخلل الذي حلّ ..
لعقد الجلسات العائليه تسعى لرسم خطوط غير مكتوبه تخدم الأُسرة أيجاباً دور كبير في أستمرارية هذا البناء على أكمل وجه ..
ولا بأس من تكرار تلك المراجعات بين ألحين والآخر حتى يتسنى لكل فرد من الأُسره تذكر ماله وماعليه..
التخلي عن المكابره وألقاء اللوم على الطرف الآخر من قبل الأبوين ..
فهذا يُعتبر إخلاء مسئوله بطريقة غير مباشره..
وللتنازل أحياناً فوائد جمه كما في هذه الحالة على سبيل المثال..
من أعظم تلك الفوائد العيش الرغد لأُسرة ما .. كادت أن تهدم آخر لبنة لها ...
للأبناء دور فعّال في تدارك العواقب الوخيمه لهذا التفكك..
فيجدر بالشاب أن يتواجد بشكل متوازن مع أُسرته ويُبدي لهم أنه عضو فيها ومسئول منها بشكل ثانوي..
وعلى الفتاة أيضاً أن تُثري وجودها بالتواجد أيجاباً ..
كأن تُصبح صديقة لمن يصغرها سناً ..
وأن تُشارك والدتها المسئولية كونها أُم المستقبل ..
قبل أي شيء لا ننسى أن التقرب من الله له آثره اللامنتهي في بث الخير على تلك الأُسرة..
والإصلاح مطلب اجتماعي نابعٌ من الأفراد الذين يكونون تلك الأُسر
المرجع :-
آثار التفكك الأسري على النظام الاجتماعي العام . الصقور، صالح خليل. دار زهران ، 2003م .