مسااااااااااااااااااااااااااااااااااء الأخيار
سلوك المشاغبة
تعتبر المشاغبة مشكلة واسعة الانتشار في المدارس في جميع أنحاء العالم, وهي ظاهرة لها آثارها السلبية على المناخ العام للمدرسة, فمن حق التلاميذ أن يتعلموا في بيئة آمنة دون خوف.
تعريف المشاغبة:
التكرار المستمر لإيذاء الآخرين عن طريق إيذاء مشاعرهم ببعض الكلمات والعبارات وتكرار الهجمات الجسدية على الآخرين, ويتم من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد ويمارسه شخص مشاغب ولابد أن يكون ذو قوة جسدية ومهارة لغوية على شخص آخر أقل منه في ذلك يسمى الضحية, ويحدث هذا في فناء المدرسة أو في الطرقات المؤدية إليها.
أشكال المشاغبة:
يرى بعض الباحثين أن المشاغبة تنقسم إلى: مشاغبة مباشرة, ومشاغبة غير مباشرة, ومشاغبة جنسية. ويرى باحثون آخرون أن المشاغبة توجد في الأشكال التالية:
1- مشاغبة جسدية: مثل الضرب والركل للضحية والاستيلاء على أو تدمير ممتلكاته الخاصة.
2-مشاغبة لفظية: يتضمن جرح أو إهانة مشاعر الآخرين كالتنابز بالألقاب البذيئة وإلقاء التعليقات المؤذية على الآخرين.
3-مشاغبة في العلاقات الاجتماعية: إقناع بعض التلاميذ لأقرانهم بضرورة إخراج أو رفض صداقة ذلك الشخص من مجموعتهم, ومنعه من ممارسة بعض الأنشطة الرياضية معهم في فناء المدرسة ويرتبط هذا النوع من المشاغبة بالمشاغبة اللفظية ويظهر ذلك عندما يقوم بعض التلاميذ (خصوصا الإناث) بنشر الشائعات عن بعض الزملاء الآخرين.
الخصائص والمواصفات الشخصية لكلا من المشاغبين والضحايا:
أولا: خصائص شخصية التلاميذ الذين يمارسون سلوك المشاغبة:
1-الحاجة إلى الشعور بأنهم أكثر قوة وتحكما في الآخرين.
2-الشعور بالرضا عن النفس من مجرد إيقاع الألم والمعاناة على الآخرين.
لا يشعرون بأي تعاطف مع ضحاياهم.
3-ينشئون في أسر يتم اللجوء فيها إلى العقاب الجسدي, فيتعلم هؤلاء الطلبة أن العقاب البدني هو الأسلوب الوحيد للتعامل مع المشكلات. وتفتقد هذه الأسر إلى الدفء والترابط الأسري.
4-العناد والجحود تجاه زملائهم ومدرسيهم.
5-غير اجتماعيين وأكثر استعدادا لخرق قواعد الدراسة وقوانينها.
6-لا يشعرون بأي نوع من القلق ولديهم تقدير ذات قوي جدا.
7- نقص وتقدير واحترام الآخرين لهم.
ثانيا: خصائص شخصية ضحايا المشاغبة:
1-الشعور بالقلق وعدم الأمن.
2-تقدير ذات منخفض جدا.
3-تنقصهم العديد من المهارات الاجتماعية ويفتقدون الأصدقاء.
4-الشعور بالعزلة الاجتماعية.
5-آباؤهم من النوع الذي يفرض مزيدا من الحماية الزائدة عليهم.
6-الضعف الجسمي أو زيادة الوزن أو سوء الملابس أو لبس النظارات الطبية.
7-هادئ جدا وخجول ويعجز عن اتخاذ موقف حازم تجاه الشخص المشاغب.
8-تظهر عليهم أعراض سيكوسوماتية.
أسباب المشاغبة:
1-عوامل أسرية: المشاغبون هم نتاج بيوت تفتقر للمراقبة والإشراف والقدوة كما يعانون من نقص الاهتمام والدفء الأسري, كذلك التعلم بالملاحظة من خلال مشاهدة أفلام العنف.
2-عوامل شخصية: يتميز الشخص المشاغب بأنه مندفع ومتهور وحماسي بدرجة كبيرة وتلعب الحالة المزاجية دورا في هذا السلوك من قبيل عدم الاتزان الانفعالي والاكتئاب والإحباط.
3-عوامل مدرسية: غياب الضبط المدرسي يؤدي إلى انتشار سلوك المشاغبة.
4-عوامل جماعة الأقران: الطلاب يتفاعلون مع جماعات الأقران في المدرسة أو المناطق المجاورة لهم التي تكرس وتدعم وتشجع على سلوك المشاغبة.
الفروق بين الجنسين في ممارسة سلوك المشاغبة:
هناك فروق بين الجنسين في ممارسة سلوك المشاغبة وبصفة عامة يمكن القول أن الذكور والإناث يمارسون سلوكيات المشاغبة بنفس المقدار ولكن باختلاف الكيفية, فالذكور يميلون إلى ممارسة المشاغبة الجسدية كالدفع والركل والارتطام بالآخرين وغير ذلك من السلوكيات, أما الإناث يفضلن المشاغبة الاجتماعية كالخصام والتحدث عن الآخرين (الغيبة والنميمة) ونشر الشائعات عن زملائهم.
أثار المشاغبة على الطلاب الضحايا:
المشاغب يعتدي على الضحية متعمدا إلحاق الأذى به وقد يتمثل هذا الأذى في جانب جسمي أو يقتصر على الجانب النفسي فقط, وقد يجمع بين كل منهما وقد تكون المشاغبة مختلفة من حيث درجة الشدة فقد تكون بسيطة مثل الدفع, وقد تكون شديدة مثل الركل والضرب وأن المشاغبة يغلب عليها الطابع الاستفزازي حيث لا تكون هناك سلوكيات صادرة عن الضحية تبرر سلوك المشاغبة نحوه, وقد تمثل المشاغبة هدفا في حد ذاته وتعبيرا عن شعوره بالقوة أو تفريغ لتوترات متراكمة لدى الفرد المشاغب.
وهناك عدة مؤشرات تبين أن الطفل يكون ضحية لسلوك المشاغبة وهي:
1-يأتي الطالب إلى المنزل وملابسه وكتبه ممزقة.
2-يصبح قلقا ومتوترا ودرجاته منخفضة في التحصيل المدرسي.
3-يتوقف عن الأكل.
4- يصبح خائفا في حالة ذهابه وعودته من المدرسة مع الخوف من ركوب الباص المدرسي.
5-يغير من مسارات وطرق وصوله للمدرسة.
6-يشعر بالتهديد ويحاول الانتحار.
7-يرفض أن يقول أن هناك شيء خطأ وغير معقول.
الأساليب والإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من سلوك المشاغبة وإيقافه على النحو التالي:
*توفير مناخ آمن داخل المدرسة.
*تدعيم التواصل والتفاعل المباشر بين الآباء ومدرسة الطالب.
*إشراك الطلاب الذين يعانون من الخجل والافتقار للأصدقاء في الأنشطة والمواقف الاجتماعية التي تناسب اهتمامه حتى يزيد من ثقته بنفسه ومن مهاراته الاجتماعية وتقديره لذاته.
*أن تقوم المدرسة بتوفير برنامج شامل لمقاومة ومكافحة المشاغبة.
*تدريب الطلاب الضحايا على ممارسة الاستجابات التوكيدية حتى يكون جريئا وشجاعا.
*أن يكون الآباء على وعي بنوع سلوك المشاغبة التي يقوم بها طفلهم لمناقشته والتحدث مع معلميه, وتعليمه بأن هذا السلوك غير مقبول ويترك آثارا نفسية واجتماعية سيئة على الضحايا.
*إبعاد الطلاب المشاغبين عن مشاهدة العروض التلفزيونية العنيفة.
*إبعاد مشاهدة الطلاب ما يحدث داخل الأسرة من عنف وعدوان بين الوالدين.
*عقد مؤتمر خاص في المدرسة لدراسة مشكلة المشاغبة وآثارها المترتبة على الضحايا.
*وجود إشراف ومراقبة على سلوك التلاميذ ولاسيما خلال فترات الراحة من قبل المعلمين.
*مدح وتعزيز السلوكيات الايجابية والاجتماعية المقبولة لدى التلاميذ.
*وضع قواعد وإجراءات عقابية محددة ضد المشاغبين.
*تعليم الطلاب الاختلافات بين السلوك التوكيدي وسلوك المشاغبة.
*عقد لقاءات ومناقشات بين أولياء أمور المشاغبين وكذلك الضحايا داخل المدرسة.
*تشكيل مجلس من المعلمين والإداريين وأولياء بعض الطلاب إضافة إلى الأخصائي الاجتماعي والمرشد النفسي لمناقشة مشكلة المشاغبة وكيفية التغلب عليها.
*تطوير مناهج الدراسة بحيث تعمل على تدعيم قنوات التواصل والصداقة بين التلاميذ.
*إجراء حوارات ومناقشات جادة مع المشاغبين والضحايا كلا على حدة.
المصدر:
د. ماري كلاري وآخرون ترجمة د. طه عبد العظيم حسين: سلوك المشاغبة في المدارس الثانوية ماهيته وكيفية إدارته, الطبعة الأولى,2007م, دار الفكر للنشر والتوزيع, عمّان – الأردن.