الوظائف الاجتماعية للمدرســــــة /
الوظيفة الأولــى: إعداد القوى البشرية القادرة على الانتـاج.
من المعروف بأن المجتمع بطبيعته يتغير سعيا نحو التطور المستمر من خلال استثمار كافة مؤسساته لتحقيق أهدافه وخاصة تلك المؤسسات التي تهتم بتنشئته وإعداد القــوى البشرية بإعتبارها أعظم رأس مال يعتمد عليه المجتمع في عمليـة البناء والتطوير وتحمل مسؤولية التنمية الشاملــة في المجتمـع.
وتعتبر المدرسـة من أهم المؤسسات التي يعتمد عليها المجتمع في إعداد القوى البشرية المعدة نظريا والمدربة تدريبا جيدا لإمداد المجتمع بحاجتــه من القوى البشرية في التخصصات المتعددة بحيث تكون قادرة على قيادة التنمية المجتمعية على أساس من الانتاج القائم على أساس علمي مستند على ما توفره المدرسة من معارف وخبرات ومهارات وإعداد ثقافي عام إلى جانب نمو الشخصية وتنمية القدرات .
الوظيفة الثانيــة:تنقيــة التراث الثقافي للمجتمع
ليس كل التراث الثقافي للمجتمع صالحا للاستـمرار ونقله من جيل إلى جيل، بل إن اي تراث ثقافي يتضمن الصالح الذي ينبغي نقلــه والاستفادة منه ومنه ما هو غير مرغوب فيه يجب استبعاده من هذا التراث لانتهاء صلاحيتــه نتيجة التغير والتطور المستمر الذي يعتؤي المجتمع.
ولذا فإن أفضل المؤسسات للقيام بتلك الوظيفة هي المدرســة باعتبارها قادرة على نقل وحصر عناصر التراث الثقافي وفرزه وفصل المرغوب فيه عن غير المرغوب فيه وتنشئة طلابها على ما هو مرغوب فيه والذي يناسب أي مجتمع وفقا لمرحلة التغير والتطور الذي يمر بها.
الوظيفة الثالثة: إحداث التغير الثقافي الملائم للغة العصر
إن أغلب المجتمعات العربية حريصة على تحقيق التقدم من خلال تحديد الامكانات البشرية والمادية إلى جانب توفير الظروف الملائمــة والمهنية لتحقيق ذلك التقدم والمتمثلة في ان تتوفر لدى مواطنيها الاتجاهت المدعمة لذلك التقدم كإحترام العمل وتقدير الوقت والمباداة والإيجــابية والاتجـاه نحــو الإنتــاج ونبذ الأنمــاط الاستهلاكيــة غير الملائمة لتحقيق التقدم المجتمعي.
الوظيفة الرابعـة:إكســاب لخبرة الإنسانية وتبسيطها وترتيبها
إن احداث التغير الثقافي الملائم للغة العصر وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي ليس بالعملية السهلة بل إنه عملية معقدة كتعقد الحياة نفسها ولذا فهي صعبة الفهم تحتاج إلى توفير المؤسسة القادرة على إكسابها لأفراد المجتمع بحيث تنمو وتنضج وفقا لمرحلة النمو التي يمرون بها ولذا فهي تحتاج إلى تبسيط وتجزئة مكوناتها ثم ترتيبها من البسيط إلى المعقد حتى يمكن نقلها للأجيال وفقا لمراحل نموهم.
الوظيفة الخامسة: تقديم نماذج سلوكية مرغــوبة.
لا بد أن يرتبط إعداد الأجيال الحالية في إطار التغيرات المادية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والحاجات التي تنشأ عن تلك التغيرات وإعادة صياغة شكل المجتمع بما يتمشى مع أهدافــه ويقع على المدرسة مسؤولية فحص التراث الثقافي في المجتمع من معتقدات ونظم ومؤسسات وتوضيح نواحي قوتها وضعفها ومدى مناسبتها لأهداف المجتمع ثم تقديم نماذج من السلوك والقيم والأهداف والنظم التي يريد المجتمع أن تستوعبها الأجيال القادمة.
الوظيفة السادسة: إعداد المواطن الصالح وتحقيق النمو المتكامل للشخصية.
المواطن الصالح هو ذلك افنسان المنتمي إلى وطنه ومجتمعه ويظهر ذلك، في سلوكه واتجاهاته نحو الأحداث العامة وعلاقاته مع أفراد مجتمعه من خلال تميز شخصيته بالتكامل باعتباره القوة البشرية التي سوف يعتمد عليها في تحقيق التنمية.
ويقع على المدرسة مسؤولية تحقيق تلك الوظيفة لإعداد المواطن الاجتماعي القادر على التفكير والعمل والانتاج وتنمية الشخصية من جوانبها الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية عن طريق تنمية قدرات طلابها وتنمية قدراتهم ومعاونتهم على إمتصاص ثقافة مجتمعهم وإكسابهم الصفات الاجتماعية التي تؤهلهم للعيش متوافقين مع أنفسهم متكيفين مع الآخرين.
بتصــرف.
من كتاب: الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي
تأليف:الأستاذ الدكتور- ماهر أبو المعاطى علي
الناشر: مكتبة زهراء الشرف