الغضب هي انفجار عنيف للغضب، ويتجلى الغضب الشديد في فقدان السيطرة التام الذي يلاحظ في الصراخ، والشتم وتكسير الأشياء والتدحرج على الأرض.
والأطفال الأصغر قد يتقيؤون أو يتبولون في ملابسهم أو يحبسون أنفاسهم وفي حالات نادرة قد يهاجم الطفل الراشد جسديًا بالضرب أو الركل.
وتعتبر نوبات الغضب بين صغار الأطفال أمرًا طبيعيًا ولكنها نادرًا ما تكون علامة على وجود اضطراب انفعالي خطير.
وتنتشر نوبات الغضب في عمر «2- 4» سنوات عندما يُظهر الأطفال لأول مرّة نزعة سلبية أو استقلالية، ومع عمر «5 - 12» سنة يصبح بإمكانهم التعبير عن أفكارهم لفظيًا، وتميل نوبات الغضب إلى التناقص.
وتحدث بشكل متقطع في بداية سن المراهقة. وهناك قلة من الأفراد لا يتركون هذا السلوك مع تقدمهم بالعمر وتستمر نوبات الغضب عندهم وتظهر في سلوك الصراخ، والضرب، وقذف الأشياء وذلك في مرحلة الرشد.
وقد تكون تنشئة الطفل أقل عسرًا لو أنها كانت مهمة لا تتعدى تهذيب الخصائص التي تجد على الفرد حين يحاول أن يكيف حياته، وأن يستأصل شأفة الميول المرذولة التي تقف عثرة في سبيل نموه.
غير أن الشخصية المتكاملة لا تقوم بأكملها على ما يمكن أن يسمى بالميول الاجتماعية مثل الحب والتعاطف والأمانة والإيثار، إذ إن الفرد يستشعر من الأمور ما هو أكثر سذاجة من تلك كانفعالات الغضب والكراهية والغيرة.
فالشخصية المتزنة التي تفيض كفاية وسعادة هي مزيج متناسق؛ من هذه الانفعالات ومن تلك الخصائص الخلقية، ويصدر عنه ضبط النفس وعادات التوافق. فإذا كان المرء من هذا الطراز كان من المألوف أن يقدر في تصرفاته ما يمس منها غيره سواء أكان ذلك في المنزل أم في المجتمع أم في العمل، حتى يصبح موقفه ووجوده بين أصدقائه وجيرانه وزملائه في عمله أصلًا لازمًا من الأصول التي يقوم عليها المجتمع. كما تشيع في علاقاته الهناءة ويصدر عنها الرضا والخير.
ومن ثم لم نكن بصدد مشكلة نرجو من حلها استئصال ميل غـريزي كالغضب، بل أن نصطنع التربية والتدريب وأن نساعد الطفل بذلك على ضبط ذلك الميل حتى يتمكن الصغير من السيطرة عليه، بدلًا من أن يسيطر الميل على الصغير. وإذا أردنا أن تكون لهذه السيطرة قيمتها وجدواها وجب أن تكون صادرة عن نفس الطفل لا مفروضة عليه من الخارج. وما الغضب الذي يكبت يومًا بعد يوم خوفًا من العقاب إلاّ انفعال حبيس يتراكم ويشتد حتى يصل إلى حد الانفجار، وإذا به كالآلة الفتاكة تنفجر دون توقع أو انتظار.
دمتم بصحة