الانطوائية من المشاكل الهامة جدا والتى يواجه صاحبها مشكلة كبيرة فى حلها نظرا لحساسية موقفه فهو دائما يدور فى دائرة مفرغة، فهو دائما وحيد وليس لديه من الأصدقاء ما يجعله مثل باقى الأشخاص الطبيعين - فمن الممكن ان يكون له زملاء ولكن ليس اصدقاء مقربين - وهو أيضا لا يستطيع تكوين أصدقاء بالاضافة الى بعده النهائى عن الجنس الأخر مما يسبب له أضرار كثيرة منها عدم اكتساب الخبرات وعدم وجود إحتكاك وعدم إختلاط بالجنسين وخاصة الجنس الأخر بالإضافة الى ضياع العمر فى الوحدة القاتلة وعدم الاستمتاع بالحياه.
ومن الممكن انه عندما يبدأ فى الحديث فيجد أن لسانه يتلعثم ولا يستطيع ان يكمل حديثه فيضطره لسانه بأن يصمت وهكذا يجد نفسه وحيدا أكثر مما يزيد الأمر سوء.
وتكون هذه المشكلة أكثر ضررا للشباب منها للفتيات فدائما الشاب هو الذى يقع عليه عاتق المبادرة بالحديث والكلام وهو ما لا يستطيع ان يفعله.
فمشكلة الإنطوائية هنا انه ليس مرض ظاهريا يمكن علاجه من خلال تناول بعض الأدوية، وأيضا فهى ليست مرض نفسى خطير مثل إنفصام الشخصية تستدعى الذهاب الى الطبيب النفسى والعلاج المستمر.
فالإنطوائية هنا مشكلة وليست مرض وحل هذه المشكلة ممكن ويستطيع الشخص ان يحل هذه المشكلة بنفسه.
إذن كيف يمكن علاج المشكلة وكسر هذه الحلقة المفرغه
1- التوجه الى الله سبحانه وتعالى:-
كثير من الأشخاص عندما يواجهون المشاكل يجعل سؤاله لله أخر الأشياء التى يفعلها ومن الممكن أن لا يفكر فى التوجه الى الله مطلقا، كيف هذا والله هو الذى خلقنا وبيده أنفسنا وهو الذى قال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فما عليك إلا الدعاء وعلى الله الإجابه، لكن قبل هذا لابد وأن تؤدى واجبات وفروض الله عليك أولا فلا تقصر فى أداء الصلاه مثلا وتقول إنى دعوة الله، فمثلا من الممكن أن تصلى صلاة الحاجة (وهى ركعتين من دون فريضه) فى الثلث الأخير من الليل وتدعوا الله بأن يثبت قلبك وأطلب من الله ما تشاء وكن على تمام اليقين بأن الله سوف يجيب دعائك.
2- الإرادة القوية والصبر:-
لابد وأن يكون لديك الإرادة القوية والتصميم وأن يكون لديك دافع داخلى قوى للخروج من هذه المشكلة، فإن بقيت ساكنا ولم تحاول الخروج من هذه المشكلة فإنها سوف تظل كما هى ولا يوجد اى شخص يمكنه حل هذه المشكلة لك إلا اذا أردت أن تحلها أنت أولا، كذلك لابد وان يكون لديك الصبر فهذه المشكلة لن تحل فى يوم وليله ولابد وأن تحاول دائما وبإستمرار ولا تيأس أبدا فاليأس هو الذى ينصر المشكلة على صاحبها، وأستعن بالله دائما.
3- القراءة والإطلاع:-
القراءة هى عذاء العقل الأساسى والإنسان المثقف هو إنسان مميز دائما، والقراءة الدائمة والأطلاع الكثير يجعلان منك شخص مثقف جدير بالإحترام أينما ذهبت ويعطيانك مخزونا هائلا من المعلومات تستطيع استرجاعه واستخدامه فى الحديث دائما، وهذا أيضا ينطبق على التفوق الدراسى فالشخص المتفوق دراسيا دائما يكون محل إعجاب الناس ويجعل هذا منك شخص ذو مكانه مرموقه ويتمنى جميع زملائك أن تكون صديقا لهم.
4- المشاركة الدائمة:-
لابد وأن تكسر حاجز الوحدة بتواجدك دائما فى المجتمعات – خاصة المختلطة – فمثلا من ممكن أن تذهب لدراسة كورس كومبيوتر او كورس لغات وأيضا وتشارك فى الرحلات وأيضا تشارك فى الأنشطة التى تحبها إذا كانت رياضية او فنية او ثقافية، ولابد وأن تكون على طبيعتك فى الحديث فلا تصطنع الكلام فقط أجعل لسانك يعبر عما بداخلك فإصطناع الأشياء يقلل من قيمتك ونظرة الناس إليك.
5- عدم الإحساس بالخوف والخجل:-
هذه النقطة فى غاية الأهمية فهى غالبا ما تكون نصف المشكلة وهى الإحساس دائما بالخوف من الكلام ومن التوجه الى شخص والتعرف عليه، فمن الممكن أن يكون هذا الشخص معجب بفتاه ويريد أن يتحدث إليها ولكن ينتابه الخوف ويبدأ الشيطان فى الوسوسه (وهل هى سوف تبادلك الحديث إذا ذهبت تحدثت إليها – وكيف سوف تحدثها – وماذا سوف تقول لها .... الخ) هنا لابد وأن تستعيذ بالله من الشيطان وتنسى تماما موضوع الخوف فهو لن يأتى إليك إلا بالخسارة، فالخسارة هى أن تبقى مكانك، فطالما أنك تتحدث بأدب وإحترام فما المشكلة؟؟
وقد تكون هذه الفتاه تنتظر أن تأتى وتتحدث إليها وهنا يضيع عليك الخوف والخجل فرصة الإرتباط بفتاه محترمة، ولن تخسر شيئا اذا لم تنجح محاولتك فلا تبتئس ولا تيأس وحاول مرة أخرى، وأعلم أنك إن لم تحاول فلن تجد شيئا ولكن إذا حاولت أكثر من مره قد تفشل مره وتنجح فى أخرى.
6- عدم الأهتمام بالحاقدين:-
هناك بعض الأشخاص المرضى عندما يرون شخص وحيد يبدأون فى التحرش به وجره الى مشاده للإستمتاع بأنه لا يوجد شخص يقف بجواره فعليك ألا تنظر إليهم ولا تعيرهم أدنى إهتمام ولا تنجرف وراء كلاماتهم فهم يحاولون الوصول بك الى مشاده للإستمتاع بها وتكون وقتها أنت الخاسر فلا عليك سوى تركهم نهائيا وبهذا سوف يقتلون غيظا (فالنار تأكل بعضها إن لم تجد شيئا تأكله).
ليلى المزروعي