السلام عليكم ورحمة الله:
العلاج النفسي الديني:
كون أننا مسلمون كان واجبا علينا أن يكون الإسلام هو المنهاج والسبيل في الحياة من هذا المنطلق أحببت أن أكتب في العلاج النفسي الديني الذي يمكن أن يستفيد منه الأخصائي الاجتماعي عند التعامل مع المشكلات التي تواجه الإنسان في الحياة.
مع التنبيه أن هذا لا يعني أننا لا نحبذ استخدام الأساليب التي جاء بها علماء الغرب بل بالعكس فالإسلام يشجع على الأخذ والعطاء ولكن يبقى لنا نحن المسلمون ما يميزنا فكان واجبا علينا أن نصبغ تلك الأساليب بصبغة الإسلام.....
الاضطراب النفسي في نظر الدين..
إن الدين يرى أن أسباب الاضطراب النفسي هي البعد عن الله وتشوه المفاهيم والقيم وضعف المعايير الدينية لدى الإنسان ولعل أخطرها هو الصراع بين الخير والشر فيكون الإنسان غير مدرك لموقعه بينها، فالأخصائيين النفسيين يرون أن الشعور بالذنب بعد ارتكاب الخطأ سبب الاضطراب ويرى البعض أن الأمراض النفسية هي حيلة هروبية من تأنيب الضمير.
أعراض الاضطراب النفسي:
في رأي الدين أن أهم الأعراض لاضطرابات النفسية هي الشعور بالذنب والسلوك المنحرف الشاذ والانتحار والقلق والتوتر وعدم الشعور بالأمن وغيرها.وفي العموم يرى أن الاضطراب استجابة غير سوية للضمير.
الوقاية الدينية من المرض النفسي:
الإيمان والتدين والاهتمام وتأسيس عقيدة صحيحة ، والاهتمام بالتربية الدينية والأخلاقية بمعنى آخر بناء شخصية المؤمن وما تتميز به من إيمان بقضاء الله وقدره والإخلاص لعبادته والمسؤولية وإدراك المعنى والمغزى من هذه الحياة مما يهون كل مصيبة على الإنسان فيتعامل معها بالعقل والمنطق لا بالعاطفة التي تجر الإنسان إلى أحزان واكتئاب وبؤس...
طريقة العلاج النفسي الديني:
يهدف العلاج النفسي إلى تحرير الشخص المصاب من مشاعر الخطيئة والذنب فيحتاج المعالج الديني إلى المعالج المؤمن ذي البصيرة القادر على الإيحاء والإقناع والمشاركة الوجدانية...كما أن العلاج يتطلب المشاركة من المريض في عدة خطوات كما يلي:
- الاعتراف: شكوى النفس من النفس طلبا للخلاص والغفران، وإفضاء ما عنده لله تعالى فالاعتراف يزيل مشاعر الخطيئة والإثم.
- التوبة:
طريق المغفرة والأمل الذي يستعيده من حطمته أخطائه وذنوبه..ولها أركان لا يسع ذكرها وأعظم ما جاء في الإسلام أنها بين الإنسان وخالقه فليس بحاجه إلى وسيط.
- الاستبصار: الوصول بالعميل إلى فهم أسباب شقائه النفسي ومشكلاته النفسية ودوافع خطئه وفهم الإنسان لنفسه وطبيعته وكيف يجب أن يتعامل معها.
- التعلم واكتساب اتجاهات وقيم جديدة: من خلال تقبل الذات والآخرين وترويض النفس وضبطها وإن يتبع السيئات بالحسنات لتمحوها "إن الحسنات يذهبن السيئات.."
- الدعاء: اللجوء إلى الله. "وقال ربكم ادعوني استجب لكم.."
-
ذكر الله: غذاء روحي يبعد الوسواس. "ألا بذكر الله تطمئن القلوب.."
استخدامات العلاج النفسي:
في المشكلات التي يكون السلوك الديني سببا لها كالقلق والوسواس وتوهم المرض والخواف والاضطرابات الانفعالية ومشكلات الزواج والإدمان والمشكلات الجنسية والإيمو...
بعد التعرف على أسلوب العلاج النفسي الديني ما هو الوقت الأنسب لاستخدام هذا الأسلوب؟
وفي أي الحالات وبأي الطرق يمكن للأخصائي استخدام العلاج النفسي الديني؟
ألا يؤدي استخدام العلاج النفسي الديني إلى حساسية لدى الشخص (العميل) إذ يرفض اتهامه بقلة الوازع الديني لديه؟
الصحة النفسية والعلاج النفسي، د: حامد عبد السلام. أستاذ الصحة النفسية. ط3.ص353-ص361.بتصرف.