الشكر الجزيل لكل من طرح في هذا الموضوع الذي نراه منتشرا وبشكل كبير ..أحب أضيف بعض من الأسباب والتي لها الدور البارز في نشوء هذه المشكلة ..
أسباب الخجل الاجتماعي :
1- مشاعر عدم الأمن : ان الشعور بعدم الأمان يؤدي بالأشخاص غير الآمنين بعدم الشعور بالطمأنينة وهذا ينتج عنه عدم الثقة بالذات والاعتماد على الغير وعدم الدخول في مغامرات اجتماعية كما أنهم مشغولين بمحاولة الشعور بالأمن وتجنب الإحراج وعدم ممارسة المهارات الاجتماعية فيشكل الخجل دائرة مفرغة بالنسبة لهم فيصبحون أكثر خجلا بسبب نقص المهارات الاجتماعية والمعلومات الإيجابية من الآخرين فيتخذ له أحيانا صديقا من الخجولين أمثاله ، وأبرز هذه المشاعر :
• الحماية الزائدة : إن الأولاد الذين يحميهم أهلهم حماية زائدة يكونون في الغالب اعتماديين وغير فاعلين ويصبحون هادئين وسلبيين وخجولين ، وهذا الاتجاه في التنشئة يؤدي إلى الجبن وطفولية التصرف ، إذ أن الأولاد لا يكونون قد تعلموا أن يثقوا بأنفسهم في التعامل الفعال مع البيئة والآخرين فيبتعدون خجلا عن الآخرين لأنهم لا يحبون التعامل مع الأشياء إلا إذا سارت على هواهم.
• مخاوف الأم الزائدة : أي أم تحب طفلها باعتباره اثمن ما لديها لذا تشعر الأم بأن عليها أن تحميه من أي أذى أو ضرر قد يصيبه لكن الحماية الزائدة عن الحد تجعلها تشعر بأن طفلها سيتعرض للأذى في كل لحظة وتملأ داخل الطفل الشعور بالخوف مما يؤدي إلى انسحابه من اللعب ويظل منطويا خجولا بعيدا عن محاولة أي شيء خوفا من أصابته بأي أذى .
• التدليل المفرط من قبل الوالدين : من أهم أسباب الخجل الاجتماعي عند الطفل هو التدليل المفرط من قبل الوالدين لطفلهما على سبيل المثال عدم سماح الأم لطفلها أن يقوم بالأعمال التي اصبح قادرا عليها وعدم محاسبة الطفل حينما يفسد أثاث المنزل أو عندما يتسلق المنضدة أو عندما يسود الجدار بقلمه وتزداد مظاهر التدليل المفرط في نفس الوالدين عندما يرزقان بالطفل بعد عدة سنوات كثيرة أو قد تكون أو قد تكون الأم أنجبت بعد عدة اجهاضات مستمرة أو يأتي الطفل بعد انجاب الأم لعدة اناث عندما يشعر الطفل بأن المعاملة داخل المنزل لم يقابلها نفس المعاملة خارج المنزل وداخل المدرسة أو الحي أو الشارع غالبا ما يؤدي شعور الطفل بالخجل وخاصة إذا قوبلت رغباته بالصد واذا عوقبت على تصرفاته بالتأنيب والعقاب والتوبيخ .
• مركب النقص: يعاني بعض الأطفال من مشاعر النقص الناتجة عن أسباب مادية كأن تكون ملابسه رثة وقذرة لفقره أو قلة مصروفه اليومي أو نقص في أدواته الدراسية وكتبه تساعد كل ذلك على أن ينشا هؤلاء الأشخاص الأطفال خجولين وميالين للعزلة .
• عدم الميل : يظهر بعض الأهل بشكل واضح نقصا في الاهتمام أو العناية بأطفالهم وقد يكون ذلك بسبب عدم وجود اهتمام بالأولاد بشكل عام أو بسبب القناية بأن عدم الاهتمام يساعد على تنمية استقلالية الولد ، ويؤدي ذلك إلى شخصية خائفة خجولة ، وهؤلاء الأولاد يشعرون بأنهم غير جديرين باهتمام الآخرين ، ولا يمتلكون الثقة الداخلية الضرورية للمغامرة اجتماعيا .
• النقد : إن الأهل الذين يكثرون من توجيه النقد لأولادهم ، غالبا ما يطورون لديهم حالة من الجبن ،يعتقدون بأن النقد هو أسلوب جيد وضروري يتعلم الأولاد عن طريقه كيف يسلكون ، إلا أن نتيجة النقد الزائد غالبا ما تكون طفلا خائفا وخجولا .
• السخرية : إن الأولاد الذين يتعرضون للسخرية قد يصبحون خجولين ، ويتجنبون الاتصال الاجتماعي تجنبا للسخرية ، ومن الأمور ذات الأثر المدمر بشكل خاص أن يسخر من الولد عندما يحاول بطريقة فجة إقامة علاقة مع الآخرين .
• التهديد : قد يقوم الأهل بتهديد الأولاد بالعقاب دون تنفيذ ذلك ، وقد يكثر الأهل من التهديد ويوقعون العقاب مرات قليلة وقد يستجيب الأولاد للتهديد المستمر بالخوف والجبن ، فهم ينسحبون محاولين تجنب احتمال تنفيذ هذه التهديدات ، ويتخذون موقفا دفاعيا في علاقاتهم مع الآخرين .
2- تسمية الذات كخجول : يفضل بعض الأفراد تسمية أنفسهم ( بالخجولين ) وذلك لأنهم يدركون بأنهم فعلا خجولين وغير مؤكدين لذاتهم فيشعرون بالخوف ويتصرفون على أنهم لابد أن الذين من حولهم يعرفون بأنهم فعلا خجولين فباعتقادهم أن شخصياتهم خجولة أن ليس لديهم القدرة على المواجهة للقيام بأي تصرف فيتكون لديهم نقص ناتج عنه الجبن والتردد وعدم المواجهة .
3- الإعاقة الجسمية : هناك أطفال خجولين منذ ولادتهم يتدخل هنا عامل الوراثة لذا يجد أن بعض الأدلة تدعم وجود خجل وراثي أو تكويني فبعض الأطفال فوضويون منطلقون جريئون على عكس البعض الأخر يميلون للهدوء والانطواء ومن المحتمل أن يمتد هذا النمط من الأطفال طوال حياتهم وخصوصا تحت ( الشعور بعدم الأمان ) وعندما يكون الآباء جريئين منطلقين جدا والأبناء خجولين يؤدي إلى صراع مستمر لكي يصبحوا اجتماعيين فالإعاقة الخفية الظاهرة تجعل الأطفال حساسين جدا وهذا يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي نتيجة نواقص جسمية أو عاهات بارزة مثل ضعف البصر أو السمع أو اللجلجة في الكلام أو السمنة المفرطة أو قصر القامة المفرط .
4- نموذج الوالدين : نجد أن الأبوين الخجولين عادة ينتجون أطفالا خجولين وتدخل الوراثة شكل قوي فيها وتحمل استعدادا كبيرا فيجبر الأطفال لهذا الأسلوب وتكون اتصالاتهم الاجتماعية محددة والمتحدث مع الآخرين يتسم بالخوف وعدم الثقة .
5- فقدان المهارات الاجتماعية : حسب رأي علماء النفس فإن حوالي (10-15%) من الأطفال لديهم ميل واستعداد بأن يكونوا خجولين بصورة غير طبيعية بينما الباقون يصبحون خجولين إما لأنهم بدون مهارات اجتماعية أو بسبب الخوف من عدم تقبل الآخرين أو الخوف من تعرضهم للسخرية من الآخرين مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والذات .
المصدر : د.فضيلة عرفات السبعاوي :الخجل الاجتماعي وعلاقته بأساليب المعاملة الوالدية،دار الصفاء،عمان ،الطبعة الأولى، 2010م ،ص88-90