السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أطرح موضوع يمثل ظاهرة بارزة في مجتمعاتنا العربية بشكل عام ،ومجتمعاتنا الخليجية بشكل خاص، وهي ظاهرة الدروس الخصوصية.
أولًا: مفهوم الدروس الخصوصية:
# هي كل جهد تعليمي مكرر يحصل عليه الطالب منفرد أو فى مجموعة نظير مقابل مادي يدفع للقائم به.
ثانيًا: أسباب انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية:
هناك عدة أسباب أدت لبروز هذه الظاهرة وخصوصا في السنوات الأخيرة ،ومنها:
- المستوى العام لبعض المعلمين الذي يحول دون تمكنهم من تدريس بعض المواد الدراسية تدريساً يضمن فهم جميع الطلاب لتلك المواد الأمر الذي يؤدي إلى ضعف في مستوى الطلاب وفيما يحققونه من درجات وعجز كثير منهم عن الاعتماد على نفسه في حل ما يأخذه من واجبات مدرسية منزلية وعدم وجود من يعينه من الأبوين على حل الواجبات المنزلية لاسيما إذا كانت المواد علمية وفي المرحلتين المتوسطة والثانوية وهما مرحلتان تحتاجان لمعلمين متخصصين في كل مادة فكيف يتسنى وجود أبوين يتمتعان بتخصص شامل في كل المواد الدراسية؟!
- تضخم عدد الطلاب في بعض المدارس الحكومية بما يجعل المعلم غير قادر على متابعة تحصيل جميع طلبة الفصل وتصحيح دفاترهم بإتقان والتأكد من فهم الجميع للدرس، مما يجعلهم بحاجة إلى دروس تقوية منزلية عن طريق مدرس خاص لكل طالب أو عدد محدود من الطلبة.
- انشغال أذهان الطلاب بما يُبث في الفضائيات من رياضة وفنون وما هو أدهى وأمر من ذلك من مواد إعلامية، وكثرة السهر والتهاون في أداء الواجب المدرسي وعدم قيام البيت بواجب المتابعة، مما ينشأ عنه ضعف دراسي يحتاج إلى مساندة عن طريق الدروس الخصوصية فإذا أزيلت هذه الأسباب فقد تنجح الحرب على الدروس الخصوصية.
ثالثًا: الآثار السلبية للدروس الخصوصية:
هنالك العديد من الآثار السلبية المترتبة على زيادة انتشار هذه الظاهرة،وهي في حد ذاتها مشاكل تظهر وتوؤثر في الفرد والمجتمع،ومنها:
*إن ظاهرة الدروس الخصوصية تقلل من قدرة النظام التعليمي على الاحتفاظ بثقة الطلبة بالمدرسة كمؤسسة تعليمية تهدف الى تأدية رسالتها على أكمل وجه.
*تسبب أعباء اقتصادية مترتبة على أولياء الامور.
*تشكل هذه الظاهرة خطورة كبيرة من حيث أنها لا تتيح للطلبة الفرص المتكافئة من الناحية التحصيلية وتؤثر على سلوكهم إذ تبعدهم عن الجو الصفي والمشاركة الجماعية في دروس المدرسة وبالتالي تؤثر على قدرتهم على التكيف الاجتماعي والتفاعل مع المعلم أثناء التدريس الأمر الذي يؤدي إلى فقدان ثقتهم فى المدرسة كمؤسسة لها أهداف تربوية واجتماعية.
*ينجم عن هذه الظاهرة ضياع فى مدخلات التعليم من أموال وجهود بشرية.
رابعًا: التوصيات والحلول:
* أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتوفير المعلمين المختصين والمؤهلين اكاديميا وتربويا فى المدارس.
*أن تعمل وزارة التربية والتعليم على تطوير نظام الحافز خاصة الأكفاء منهم لتشجعهم لبذل الجهد
* أن تقوم وزارة التربية والتعليم بعمل دراسات لمعرفة أسباب ضعف الطلبة فى المواد التى يحتاج الطلبة دروسا.
*عمل دراسة تقويمية لبرامج حصص التقوية التى تقدمها المدارس بهدف التعرف على فاعليتها .
* أن يعاد النظر فى نظام الامتحانات للنقل والشهادات بحيث تعتمد على البحث والمعرفة والدراية والمهارات العلمية .
*تدريب المعلمين المستمر قبل بداية العام الدراسي بوقت كاف على المناهج والمقررات الجديدة.
* عقد ندوات بالمدارس لإرشاد الطلاب عن كيفية الاعتماد على النفس وطرق المذاكرة الصحيحة وكيفية تنظيم الوقت وتعلمهم حب العلم والمذاكرة والتفوق والإطلاع المستمر لأجل العلم وليس من أجل الامتحان فقط .
* الاهتمام بالأنشطة داخل المدارس لأنها تنشط العقول لان النمو العقلى لابد أن يكون بجانبه النمو الانفعالي لتكوين الشخصية المتفتحة ذهنيا وعقليًا.
_________________________________
أنتظر تعليقاتكم وردودكم على الموضوع....
هذا والله ولي التوفيق...