تاريخ رعاية الموهوبين في امريكا:
اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية بالإبداع منذ عام 1920م عن طريق إسهامات تيرمان في أبحاث التفوق العقلي والابتكار وأستمر هذا الاهتمام وزاد من خلال برامج لتربية الموهوبين والمبدعين مثل برامج (أستور) للأطفال المبدعين الذي يستهدف إعطاء الأطفال المبدعين برامج خاصة من خلالها إشباع حاجياتهم النفسية.
وتعد الحرب العالمية الثانية نقطة تحول انعكس أثرها على جميع المجالات ومنها المجال التربوي، مما أدى إلى زيادة اهتمام الوالدين بسير العملية التربوية في المدارس, ولعل أبرز ملامح هذا الاهتمام تمثل في النشاطات التالية: تأسيس الجمعية الأمريكية للأطفال الموهوبين عام 1947 م، ونشر witty كتابه عن الموهوبين عام 1951م، وتشكيل الجمعية الوطنية للأطفال الموهوبين عام 1953م. ويعد نجاح الروس في عام 1957م في غزو الفضاء الشرارة الأولى التي استفزت الأمريكان، وأدت إلى إيجاد قناعة بأن التقدم التكنولوجي الروسي لم يأت من فراغ, بل جاء نتيجة تفوق مواهبهم وفاعلية طرق تعليمهم ورعايتهم للموهوبين، مما أدى إلى اتساع النظام التعليمي الأمريكي ليشمل تقديم أفضل البرامج والنظم التربوية لإعداد الموهوبين ورعايتهم باعتبارهم أمل أمريكا.
كما تطورت الأبحاث والدراسات التي اهتمت بالموهوبين في الولايات المتحدة الأمريكية حيث بلغت في عام 1950م ثلاثمائة وثمانين بحثاً، قفزت إلى ألف ومائتين وتسعة وخمسين بحثاً في عام 1965م، كما ازدادت ميزانية الإنفاق على البرامج التربوية الخاصة بالموهوبين بين عامي 64-1968م بنسبة 94%, واهتم المتخصصون بتوفير أساليب الرعاية التربوية المناسبة للموهوبين سواء في مدارس خاصة بهم أم في برامج خاصة لبعض الوقت من اليوم الدراسي.
وفي أغسطس 1972م تم تكوين المعهد القومي للمتفوقين ( LTI) . وفي 1975م تم عمل تمويل جماعي خاص بالموهوبين وكانت كبداية. وفي الثمانينات انحدر الدور الفيدرالي في تعليم الموهوبين وتم تمويل مركز البحوث القومي للموهوبين وذوي القدرات.
وفي سنة 1990م كانت الـ 50 ولاية الأمريكية لها سياسات في تعليم الموهوبين وجميع الخمسين ولاية قد رسمت سياسات تعليم الموهوبين رغم اختلافها في نوعية البرامج .
الريادة في الرعاية:
تعتبر تجربة الولايات المتحدة الأميركية في رعاية الموهوبين والمتفوقين عقلياً رائدة التجارب العالمية، من حيث القوانين الفيدرالية التي تدعمها، وعدد المؤسسات والمنظمات والجمعيات التي ترعى هذه الفئة، وآلاف البحوث والدراسات التي قدمت مظاهر رعاية هذه الفئة على طبق من ذهب، وبالأخص في مجالات الكشف وإعداد البرامج الإثرائية والمناهج الخاصة الفارقة وطرائق التدريس.
ويتبع في الولايات المتحدة الأميركية في المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات، أكثر من نظام في تربية الموهوبين والمتفوقين، منها التجميع والإثراء والإسراع التعليمي المتمثل في القبول المبكر في رياض الأطفال وصفوف المرحلة الابتدائية، ونظام تخطي صفوف الدراسة وضغط المنهاج، أو ضغط صفوف في المرحلة الدراسية الواحدة، وتنفيذ برامج إضافية في كل فصل دراسي، بحيث تمكن الطلاب الموهوبين أو المتفوقين عقلياً من اجتياز المرحلة الثانوية مثلاً في سنوات أقل مما هو معتاد.
المرونة في التعامل:
وتعد تجربة الولايات المتحدة الأميركية مسرحاً راقياً لتقديم نماذج متنوعة لأساليب رعاية الموهوبين، وذلك يرجع إلى المرونة المتناهية التي تُعطى للإدارات التعليمية والمدارس عند تطبيق ما تقتضيه التعليمات التي تستوجب الصرف وتستحق الدعم. ففي الغالب يرتبط صرف الإعانات والدعم من مستحقات الضرائب للمدارس التي تنفذ برامج خاصة وأنشطة إضافية مختلفة، يستفيد منها الطلبة ذوو الاحتياجات الخاصة، ومن ضمنهم الموهوبون، بالإضافة إلى باقي الطلبة. وهكذا تتنوع الأساليب في التطبيق الميداني.
كما أن كثرة المختصين والباحثين والعلماء الباحثين في المجال، والتوسع في حركة التأليف والنشر، واستخدام أساليب البحث التجريبي، كل هذه العوامل وغيرها أدت بالضرورة إلى توفير نماذج مختلفة للتطبيق. لذا نجد أن خدمات المدارس الخاصة بالموهوبين تبدأ من توفير أنشطة ومقررات إضافية كترتيبات ومبادرات شخصية، يستفيد منها الطالب الموهوب وغير الموهوب لتصل إلى استخدام أساليب متقدمة في الإسراع والإثراء والتجميع.
خطوات اكتشاف الموهوبين:
أعلن الكونجرس ضرورة الاهتمام بتعليم الموهوبين ، واعتباره قضية دفاع وطني ، وخصصت لذلك الاعتمادات المالية اللازمة لتنمية المواهب والقدرات في العلوم والرياضيات واللغات الأجنبية ، وقد سارت عمليات الاكتشاف وفق الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: (عملية الإنشاء متعددة الأبعاد(
الخطوة الثانية: تحديد بروفايل لكل طالب موهوب.
الخطوة الثالثة: (عمل دراسة حالة لكل طالب(.
الخطوة الرابعة: (اجتماع اللجنة المختصة باكتشاف الموهوبين للنظر في الأمر(.
الخطوة الخامسة: (اختيار البرنامج التعليمي المناسب لكل موهوب).
فصول الشرف
ويوجد في المدارس الإعدادية والثانوية بأميركا ما يُعرف بـ «فصول الشرف» للطلبة المتميزين بقوة دافعيتهم للتعلم وإنجازاتهم الإبداعية، إذ تتميز هذه الفصول بقوة التعليم والجودة النوعية العالية للخبرات والمهارات المتقدمة.
كما تطبق بعض هذه المدارس نظام اختبارات تحديد مستوى وقدرات وميول لفرز وقبول نوعيات معينة من الطلبة، ممن يتسمون بالإنجازات العالية. وهذا الإجراء متبع في مدارس معينة في معظم الولايات الأميركية، في حين توفر مدارس أخرى خبرات إثرائية خاصة في الآداب والفنون المختلفة. وفي حالة توفر الدعم المادي المناسب فإن بعض المدارس تقدم مواد في البكالوريا الدولية، والتسريع الأكاديمي.
وهذه النوعية من المواد تحتسب في الغالب أثناء القبول في مؤسسات التعليم العالي، كما تحتسب كبدائل لمواد السنة التحضيرية، وبالتالي تمكن الطالب من التخرج مبكراً من الجامعة. كما يتوفر في بعض الولايات كليات مجتمع متميزة. وهناك تنظيم ولوائح تسمح لطالب المرحلة الثانوية التسجيل في بعض المواد في تلك الكليات وتحتسب وحدات معتمدة بعد التحاقه بالجامعة وهكذا يتمكن من التخرج مبكراً.
خيارات التسريع
تقدم مدارس الولايات المتحدة الأميركية العديد من البدائل والخيارات لتسريع الموهوبين والمتفوقين منها: الالتحاق المبكر برياض الأطفال أو الصف الأول الابتدائي. وتخطي بعض الصفوف الدراسية (الترفيع الاستثنائي). وضغط أو تركيز المقررات أو الصفوف. وتسريع محتوى المقررات.
والقبول المبكر في المرحلة المتوسطة أو الثانوية. والتخطي بواسطة الاختبارات. ودراسة المقررات الجامعية أثناء المرحلة الثانوية. ودراسة مقررات عن بعد أو بالمراسلة. والقبول المبكر في الكلية أو الجامعة.
فوائد التسريع
يؤكد المختصون في الولايات المتحدة، أن نظام التسريع له العديد من الفوائد، من أهمها الحد من شعور الموهوبين بالتعالي وبأنهم يمثلون نخبة المجتمع، ذلك أن وجودهم في مجالات التحدي الذي يفرضه عليهم التسريع يجعلهم يستكشفون قدراتهم الحقيقية، ويعرفون حدودهم الطبيعية، كما أن وجودهم في مجموعات مناسبة لقدراتهم يؤدي إلى فهم أعمق لملكاتهم، ما يجعلهم يقارنون أنفسهم في ظل المعايير العامة، وليس في ظل معايير الصف العادي.
المصادر:
hamdisocio.blogspot.com/2011/06/blog-post_21.html
.alwazer.com/t69263.html
[size=18][/size]