في كل مجتمع هم الثروة القومية،والطاقة الدافعة نحو التقدم الحضاري وبناء المستقبل حيث تنعقد عليهم الآمال في حل كثير من المشكلات التي تعترض مسيرة التقدم العلمي والتكنولوجي في مجالات الحياة المختلفة،وذلك لخدمة الخطط الخاصة ببرامج التنمية الشاملة من خلال رؤية مستقبلية جيدة،ولم لا،فالبلدان التي تنشد التقدم هي التي تحاول البحث عن العقول المتميزة القادرة على التطوير والاختراع،وذلك بهدف إدارة عجلة التقدم والتطور في هذه البلدان.
لم ينالوا بعد حقهم من الرعاية والاهتمام،الأمر الذي يفقد مجتمعاتنا العربية مواهب نامية،ويطمس قدرات واعدة،هذا بالإضافة إلى أن إهمال الموهبة يعتبر ظلما للموهوب والمجتمع معا وذلك لأن إهمال الموهبة هو بمثابة إهدار لطاقات الموهوبين وقدراتهم فيما لا طائل منه،لهذه الطاقات التي تعد الثروة البشرية للمجتمع.
ولقد أدركت المجتمعات المتقدمة التي تسعى لتحقيق نوع من التنمية لمسايرة النمو المضطرد للمعرفة ومن ثم رأت بأنه على المؤسسات التربوية أهمية الاكتشاف المبكر لذوي المواهب والعمل على رعايتهم بالخطط والبرامج المعدة لذلك،ويؤكد العلماء والدارسون في هذا المجال إلى أهمية الكشف عن الموهوبين والمتفوقين في وقت مبكر من حياتهم حتى يكون بالإمكان توفير أفضل البرامج التربوية والتعليمية المناسبة.
ومن هنا نجد أن أهمية هذا الموضوع تتبلور في أن الاستثمار في مجال الموهبة الإنسانية التي تعتبر أعظم وأهم مصدر يستطيع المجتمع أن يمتلكه ولعل أهم ما يميز المجتمعات المتقدمة أنها استطاعت ان تقدر المواهب والقدرات التي يمتلكها أفراد فئات متميزة من أبنائها وأن تتيح لهم فرصة للتعبير عنها واستثمار هذه المواهب في سبيل تقدم وتطور هذه المجتمعات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: فن التفاوض مع الأبناء،سهير محمود أمين عبدالله،دار الفكر العربي،الطبعة الأولى،1431ه-2010م.