تعتبر المشاغبة مشكلة واسعة الانتشار في المدارس في جميع أنحاء العالم و هي ظاهرة لها آثار سلبية على المناخ العام للمدرسة .فمن حق التلاميذ أن يتعلموا في بيئة آمنة دون خوف و رغم أن القائمين على إدارة النظام التعليمي يحاولون دائما توفير بيئة دراسية آمنة إلا أن نسبة كبيرة من التلاميذ يكونون ضحايا مشاغبة الأقران . و نظرا لما ينطويه سلوك المشاغبة من آثار نفسية و اجتماعية سيئة على ضحايا المشاغبة ينبغي التاكيد هنا على أنه إذ لم يتم التدخل مبكرا لمنع ومكافحة سلوك المشاغبة فإنه يزداد مع مرور الوقت و سرعان ما يتحول هذا السلوك إلى سلوك إجرامي عند بلوغ المشاغب و ذلك لأن المشاغبين لديهم نقص في تقدير و احترام الآخرين لهم و من ثم يجدون في المشاغبة الملاذ في حل مشاكلهم دون قلق أو خوف و تتمثل الآثار النفسية و الاجتماعية التي تنجم عن تعرض الأطفال لسلوكيات المشاغبة من قبل زملائهم في الإحساس بالخوف من الذهاب إلى المدرسة أو الخوف من ركوب الباص المدرسي و تظهر عليهم أعراص سيكوسوماتية و يكون تقديرهم لذواتهم منخفض جدا و تظهر عليهم أعراض اكتئابية و قد يشعر بعض الأطفال الضحايا بالألم حتى أنهم قد تراودهم أفكار انتحارية فلقد حدث في النرويج في أوائل الثمانينات أن قام بعض التلاميذ بالانتحار بسب تعرضهم لمشاغبة الأقران بصورة حادة و لقد دفعت هذه الأحداث المأساوية النرويج للبحث في هذه الظاهرة و غالبا ما يعتدي التلاميذ الأكبر سنا على من هم أصغر منهم أو على الطلاب الجدد.
تعريف سلوك المشاغبة : على أنها إساءة استخدام القوة الحقيقية بين التلاميذ داخل المدرسة بصفة مستمرة و متكررة بغرض فرض السيطرة و التحكم في الآخرين . و هذا التعريف يشير إلى أن سلوك المشاغبة هو تعرض متكرر لفترة طويلة من الوقت لسلوكيات سلبية من فرد أو أكثر و تتضمن المضايقة و التوبيخ و السخرية و التهديد بالضرب أو بسرقة الممتلكات من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص اتجاه شخص أخر يعرف بالضحية بصفة متكرره و هذا يعني أن المشاغبة هي عدوان و عدائيه متعمدة اتجاه الضحية و يشمل سلوك المشاغبة العديد من السلوكيات المختلفة مثل الإهانات اللفظية ,إطلاق الالقاب و الكنايات على الآخرين و التحقير من شأنهم .
هناك عدة مؤشرات تبين أن الطفل ضحية لسلوك المشاغبة :
1-يأتي الطفل إلى المنزل و ملابسه و كتبه ممزقة
2-يصبح قلقا و متوترا و درجاته منخفضة في التحصيل الدراسي
3-يصبح خائفا في حالة ذهابه و عودته من المدرسة .
4- يغير من مسارات و طرق و صوله للمدرسة
5- يشعر بالتهديد و يحاول الانتحار
6- يتوقف عن الأكل
7- يرفض أن يقول أن هناك شيء ما خطأ و غير معقول.
وهذه بعض الأساليب و الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من سلوك المشاغبة و إيقافه على النحو التالي
-توفير مناخ آمن داخل المدرسة
-تدعيم التواصل و التفاعل المباشر بين الأباء و مدرسة الطفل للتأكد من أن الطفل يعيش بيئة آمنة
- إذا كان الشخص الضحية يفتقر إلى أصدقاء و يعاني من الخجل فلابد من إشراكه في الأنشطة و المواقف الاجتماعية التي تناسب اهتمامه لان ذلك قد يزيد من ثقته بنفسه و تقديره لذاته و يساعده على تكوين صداقات مع الآخرين .
-أن تقوم المدرسة بتوفير برنامج شامل لمقاومة و مكافحة المشاغبة يساعد في التغلب على سلوك الطفل المشاغب و يساعد المعلمين على كيفية مواجهة و مكافحة المشاغبة في المدرسة .
-أن يكون الآباء على وعي بنوع المشاغبة التي يقوم بها طفلهم و يتعين عليهم مناقشة الطفل المشاغب و التحدث مع معلميه و تعليم أطفالهم المشاغبين أن سلوك المشاغبة غير مقبول و أنه يترك آثار نفسية و اجتماعية سيئة على الأطفال الآخرين .
إبعاد الأطفال المشاغبين عن مشاهدة العروض التلفزيونية العنيفة بما يتضمن ذلك من أفلام الكرتون و كذلك ألعاب الفيديو لأن ذلك يكسبهم سلوك المشاغبة و يزيد من قوته .
-وضع قواعد و إجراءات عقابية محدده’ ضد المشاغبين و تتمثل في إبعاد أو إقصاء الامتيازات أو المعززات عن المشاغب أو نقل الطفل المشاغب من الفصل أو من المدرسة إذا كان الأمر ضروريا , و لم يتغير سلوك المشاغب رغم كل هذه الإجراءات .
-إجراء حوارات و مناقشات جادة مع المشاغبين و الضحايا كلا على حدا , فلا بد أن يدرك المشاغب أن سلوكه غير المرغوب فيه , و أن والديه سوف يكونون على علم بذلك , و لابد أن يعرف الضحية بأن كل الإجراءات الممكنة سوف تتخذ حتى لا يتكرر معه هذا السلوك مرة أخرى
-تطوير مناهج الدراسة بحيث تعمل على تدعيم قنوات التواصل و الصداقة بين التلاميذ.
المرجع : كتاب سلوك المشاغبة في المدارس الثانوية, د. طه عبد العظيم حسين , الطبعة الأولى دار الفكر الأردن