موضوع جميل أختي
سأضيف بعض النقاط حول أساليب التنشئة الوالدية الصحيحة:
تؤثر التربية والتنشئة الاجتماعية السليمة وأساليب المعاملة الوالدية السوية تأثيرا حسنا على صحة الطفل النفسية ،وفي الوقت نفسه فإن التربية والتنشئة الخاطئة للطفل في الاسرة تأثيرا سيئا على صحته النفسية وعلى نموه بصفة عامة.
أساليب المعاملة الوالدية الصحيحة :
أساليب المعاملة الوالدية الصحيحة هي الاساليب السوية السليمة تربويا وهي المعاملة التي يسودها الحب والتقبل والمودة والتفاهم من قبل الوالدين من ناحية ومن قبل الاولاد من ناحية أخرى ،وهذه الاساليب تقلل من المثيرات التي يمكن أن تثير مخاوف الطفل وتهدد أمنه حيث تشبع حاجات الطفل النفسية ،فيدرك أن العالم المحيط به عالم ودود وامن كما ان هذه الاساليب تساعد على تنمية قدرة الطفل على حل مشكلاته وتساعده على تقبل ذاته وقدراته الخاصة واحترامها والثقة في ذاته وفي من حوله كما تساعده على الاستقلال في التفكير والسلوك وتشجعه على المبادأة واكتساب المعلومات والخبرات وترفع من مستوى الدافعية للإنجاز.
هذا وتجمع الدراسات والبحوث على أن أهم أساليب المعاملة الوالدية الصحيحة هي :التقبل ،والاستقلال ،والديموقراطية ،واتساق المعاملة ،والمساواة ،والاعتزاز والتقدير.
1.التقبل:
يقصد بالتقبل القبول والود ودفء المعاملة المتمثلة في السعي إلى مشاركة الطفل والتعبير الظاهر عن حبه وتقدير رأيه وإنجازاته والتجاوب معه والقرب منه من خلال حسن الحديث إليه والثناء عليه والفخر المعقول بتصرفاته ومداعبته بالإضافة إلى رعايته واستخدام لغة الحوار والشرح لإقناعه أو توضيح الامور له ،ويتضمن التقبل البعد عن الاستياء من الطفل والغضب من تصرفاته والضيق بأفعاله وإشعاره بعدم الرغبة فيه والميل إلى انتقاده وبخس قدرته وعدم التمتع بصحبته وإظهار الضيق من وجوده.
ويساعد أسلوب التقبل في تنمية الشخصية الطفل وشعوره بالأمن والثقة بالنفس والتواصل مع الاخرين والتعاون معهم.
2.الاستقلال:
يتضمن الاستقلال منح الطفل قدرا من الحرية لينظم سلوكه دون دفع سلوكه في اتجاهات محددة أو كف ميوله من خلال قواعد ونظم يطلب منه الالتزام بها ويشجع على ممارستها دون مراعاة لرغباته أو دون تزويده بمعلومات عن نتائج سلوكه.
ويؤدي أسلوب الاستقلال إلى نمو شخصية الطفل وتكوين أراء مستقلة خاصة به ويكون قادرا على اتخاذ القرارات والتمييز بين الصواب والخطأ والجائز والممنوع ويتمتع بالاتزان الانفعالي.
3.الديموقراطية:
يتضمن أسلوب الديموقراطية مناقشة الوالدين للأولاد في أمور حياتهم وترك قدر كاف من حرية الاختيار واتخاذ القرار وتتضمن الديموقراطية في الوقت نفسه البعد عن فرض النظام الصارم على الطفل أو كبح إرادته من قبل الوالدين معتمدين على سلطتهما وقوتهما ومقيمين سلوك الطفل وفقا لمعايير مطلقة محددة للسلوك ومنتظرين دائما الطاعة من قبله عند فرض رأيهما عليه وإجباره على التصرف بما يرضي رغباتهما. وتؤدي الديموقراطية إلى إشاعة جو من الثقة المتبادلة والتجاوب التلقائي بين الوالدين والاولاد وتكوين مفهوم ذات موجب لدى الطفل وتحمله المسئولية وتعبيره عن رأيه بجرية وثباته الانفعالي واندماجه مع الاخرين.
4.اتساق المعاملة:
يقصد باتساق المعاملة ثبات الوالدين في نظامهما الذي يتعاملان به مع الطفل في المواقف نفسها عندما تتكرر وعدم تناقض أسلوبيهما عند مقارنة أسلوب معاملة كل منهما الاخر أو داخل أسلوب الوالد الواحد تجاه السلوك نفسه الصادر من الطفل او شبيه هذا السلوك فيجب أن يثاب دائما كلما صدر منه السلوك الصحيح وبعاقب-دون قسوة-كلما صدر منه السلوك الخاطئ.
ويؤدي اتساق المعاملة إلى قدرة الطفل على معرفة الايجابيات والسلبيات وإلى اكتساب مهارات السلوك السوي وقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة دون تردد وشعوره بالتفاؤل والاتزان الوجداني وقدرته على قيادة الجماعة التي ينتمي إليها.
5.المساواة:
المساواة تعني عدل الوالدين بين الاولاد في الحب والتوجيه والارشاد والعطاء والمساعدة ومنح السلطة والمزايا والهدايا وتعني المساواة أيضا المحافظة على مشاعر الاخوة عند التعامل معهم وفيما بينهم او أمام الاخرين .
ويؤدي أسلوب المساواة إلى انتشار الحب والتفاهم والايثار بين الاولاد والثقة فيما بينهم والشور بالأمن النفسي والطمأنينة .
6.الاعتزاز والتقدير :
يتضمن الاعتزاز والتقدير ثناء الوالدين على الطفل وإظهاره بانه محل إعجاب واعتزاز وفخر وحب وتقدير مع البعد عن خداعة أو الاستخفاف بتصرفاته .
ويجب استخدام هذا الاسلوب باعتدال ودون مبالغة لتجنب اصابة الطفل بالغرور وتقديره لامكاناته الذاتية على نحو خاطئ .
ويؤدي أسلوب الاعتزاز والتقدير –إذا ما استخدمت باعتدال- إلى رفع مستوى الثقة بالنفس وإكساب الطفل مفهوم ذات موجب وزيادة ولائه لأسرته وتحمله للمواقف الضاغطة والاحباط.
المرجع:د.سناء حامد،،الصحة النفسية والاسرة ،ط1،عالم الكتب
،القاهرة،2011