دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية
تقوم المدرسة بعملية التنشئة الاجتماعية لتلاميذها عن طريق بذ الجهود لإشباع حاجات التلاميذ، وذلك من خلال تهيئة بيئة تربوية سليمة تتمثل فيها برامجها التعليمية والاجتماعية والترفيهية كأنشطة تربوية متكاملة، وذلك عن طريق الأداء الصحيح لدورها التربوي التعليمي.
واذا كانت المدرسة تسهم بعملية التربية فإن الهدف الأول من عمليات التربية كما يقول د. سيد عويس هو الإسهام في عملية التنشئة الاجتماعية والتي تعني صياغة الفرد في قالب جديد يدرك عن طريقه قيمة الحياة الإجتماعية.
فالتنشئة الاجتماعية في محيط نظام تربوي رسمي كالمدرسة تتضمن تعليم المهارات واكتساب المعلومات من خلال عمليات تربوية تهدف إلى إعداد الطفل للتصرف وفقاً للأدوار التي يقوم بها العضو الراشد في المجتمع.
أساليب التنشئة الاجتماعية في المدرسة
تستخدم المدرسة عدة أساليب في عملية التنشئة الإجتماعية لتلاميذها:
-عن طريق المقررات الدراسية، حيث تعتمد المدرسة على طرق مباشرة لبث معلومات وقيم ومعايير، حيث تأتي هذه القيم صراحة في الكتب الدراسية.
أهمية هذه الأسلوب ليس فقط من منطلق أن هذه المقررات والكتب التي يتعلق بها لها صفة الاجبارية للتلميذ بل أيضاً أن هذه القيم والمعايير تتفق جميع المدارس في إكسابها للتلاميذ، وهذا يبرز خطورة الدور الذي تقوم به المدرسة.
-عن طريق الانشطة المدرسية المنظمة والموجهة حيث تتيح هذه الأنشطة الفرصة للتلاميذ لاكتساب القيم والمعايير الاجتماعية، كما يتعلم من خلالها الادوار التي تتوقع الجماعة منه القيام بها سواء كان دور قيادي، أو دور التابع، ويتميز هذا الاسلوب من أنه يمثل عامل جذب للتلميذ فيشترك التلميذ في هذه الانشطة برغبته واختياره مدفوعاً بحاجات نفسية وإجتماعية، ولتحقيق هذه الحاجات عليه أن يتقبل كافة القيم والقواعد والسلوكيات التي تتطلبها الجماعة منه وتتعدد هذه الانشطة في المدرسة منها النشاط الرياضي والثقافي والاجتماعي والفني.
-استخدام الجزاءات السلبية والاجابية حيث تؤدي الجزاءات الايجابية إلى تعزيز السلوك الاجتماعي المقبول، والجزاءات السلبية تؤدي إلى تخفيض أو منع السلوك غير المقبول.
-توفير عدد من الافراد البارزين (المدرسين – الموجهين – الأخصائيين الاجتماعيين) ممن يمكن استخدامهم كنماذج لسلوك يحتذى بها التلاميذ. فالتليذ في المدرسة لا يتلقى فقط المعلومات لكنه يلاحظ ويتفاعل ومن خلال ذلك يمكن أن يتخذ من أحد المدرسين أو الموجهين أو غيرهم قدوة وأسوة له في سلوكة فيعنتق التلميذ قيم ومعايير هذا المدرس ويسلك وفقاً لسلوكه، وهذا يلقي على العاملين في المرسة مسوؤلية كبيرة في أن تأثيرهم في التلاميذ لا يتوقف على المعلومات الدراسية بل يمتد أيضا ليشمل التأثير فيهم من خلال سلوكهم معهم. كما يمكن لهؤلاء المدرسين أن يقدموا للتلاميذ نماذج لشخصيات معينة رائدة يبرزون من خلالها الصفات والقيم التي يتحلى بها هؤلاء الأشخاص ووضعهم في مكانات اجتماعية مرموقة.
المرجع: كشك محمد، جمعة سلمى، منصور سمير، المكتب الجامعي الحديث: 2012، الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي.