السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم حبيت أحدثكم عن أسباب المشكلات التي يقع فيها الطلاب بالمدارس
أسباب مشكلات الطلاب في المجال المدرسي
مشكلات الطلاب في المجال المدرسي: هي الصعوبات والمواقف التي تواجه الطلاب في مختلف مراحل التعليم نتيجة لمؤثرات شخصية أو مدرسية أو أسرية أو مجتمعية ولا تستطيع قدرات الطالب عن مواجهتها مما يعوق تكيفه مع المدرسة ويؤثر بالتالي على حياته الدراسية وحياته العامة مما يتطلب التدخل لمساعدته على مواجهة تلك الصعوبات.
هناك أسباب متعددة تتفاعل وتؤدي لحدوث مشكلات الطلاب في المجال المدرسي وهي كالآتي:
أولاً: الأسباب والعوامل الذاتية: (الراجعة للطالب)
1-عدم النمو الطبيعي للطالب واعتلال حالته الصحية، أو وجود عاهات في بعض الحواس، حيث أن ضعف بنية الطالب وسوء صحته العامة يؤديان إلى قابليته للتعب وينقصان من قدرته على بذل الجهد ويعرضانه للإصابة بالأمراض التي تعطله عن الدراسة.
2-بعض السمات الذاتية التي ترتبط بالمرحلة العمرية التي يمر بها الطلاب والتي قد تؤدي إلى حدوث مشكلات لبعضهم خاصة بين طلاب المرحلة الثانوية الذين قد يشعرون بتضخم الذات، وقد يكون هذا التضخم مرتبطاً بالتوتر الانفعالي والتمرد ضد المجتمع، أو التمرد ضد سلطة المؤسسة التعليمية. وهذا التوتر والإحباط الذي يشعر به الطالب قد يؤدي إلى كره المدرسة.
3-عدم وجود الدافع لدى الطالب للحصول على النجاح والتفوق، إلى جانب عدم تحقيق دافعية الإنجاز للواجبات المدرسية التي يكلف بها والتي غالباً ما يؤدي غيابها إلى ضعف المستوى التحصيلي للطالب فيسبب له بعض المشكلات.
4-وجود بعض العوامل الانفعالية لدى بعض الطلاب مثل: كراهية مادة دراسية معينة أو مدرس معين لارتباط ذلك بموقف مؤلم من جانب أحد المرسين أو الزملاء، وما ينشأ عن تلك الحالات الانفعالية من مشكلات تؤثر على حياة الطالب داخل المؤسسة التعليمية وخارجها.
5-انخفاض مستوى ذكاء الطالب أو نقص القدرات العقلية التي يتطلبها تحصيل بعض المواد الدراسية كالقدرة على التفكير أو الحفظ أو التذكر، وكلها عوامل انفعالية تؤثر على تحصيله الدراسي وتضعف ثقته بنفسه مما يمثل سببا لوجود مشكلات طلابية.
6-التحول السريع نسبياً للطالب من التمركز حول الذات إلى الانفتاح على البيئة الدراسية الجديدة وعدم قدرته على تعلم أداء الدور الاجتماعي الذي يتناسب والمرحلة التعليمية المقيد بها مثل تكوين الصدقات والمبادأة واكتساب المهارات المدرسية كالتعبير والاستمتاع والإلقاء والتفكير المنظم.
ثانياً: الأسباب والعوامل الراجعة للمدرسة كمؤسسة تعليمية:
1- عدم ملائمة جو المدرسة لميول الطلاب وإشباع حاجاتهم. مما يكون دافعاً لإشباع احتياجاتهم وممارسة هواياتهم خارج نطاق المدرسة والبحث عن المتعة بطريقة غير سليمة ويكون ذلك عاملاً مسبباً للسلوكيات غير المرغوبة.
2- العقاب المستمر من جانب المعلمين بالمدرسة للطالب في حال تأخره عن حضور طابور الصباح أو بدأ اليوم الدراسي، ومع تكرار التأخير وتكرار العقاب فإن الطالب يفضل في حالة تأخره عدم الذهاب للمدرسة.
3-سوء العلاقة بين بعض الطلاب ومدرسي المواد الدراسية، وعدم قدرة المدرسين على تفهم احتياجات ومشكلات الطلاب، وعدم شعور الطالب بالاستفادة من المدرسين ونفوره من المدرسة نتيجة الإهمال.
4-عدم وجود القدر الكافي من الرقابة والضبط من المدرسين والإدارة في المدرسة. مما يفقد الطلاب شعورهم بوجود القدوة التي يقتدون بها، وتشجيعهم على عدم الانتظام ومحاربة السلطة والهروب.
5-ازدحام المدرسة والفصول الدراسية للطلاب، وعدم توفر وسائل تشويق لجذب الطلاب، مما يكون سبباً في صعوبة اكتشاف المهارات المدرسية الأولية من ناحية وعامل نفور من المدرسة من ناحية آخرى.
ثالثاً: الأسباب والعوامل الراجعة للأسرة:
1-انخفاض المستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة مما يترتب عليه عدم توفر جو مناسب للاستذكار أو عجز الطالب عن سداد رسوم الدراسة، إلى جانب تكليف الطالب بالإسهام في بعض الأعمال المنزلية أو العمل كمصدر دخل للأسرة.
2-سوء العلاقات الأسرية الطبيعية، إلى جانب التفكك الأسري وافتقار الطلاب كأبناء إلى المعاملة الطيبة، مما يؤدي إلى وجود مشكلات تنعكس على قدرة الطلاب في التحصيل وتخلفه في تحصيل دروسه عن سائر زملائه.
3-رغبة الآباء في تحقيق أهدافهم التي لم يتمكنوا هم من تحقيقها في أبنائهم، مما قد يكون سبب في مشكلات الطلاب بسبب شعورهم بالعجز أمام الواجبات والمتطلبات التي تحقق طموحات الآباء.
4-انتشار الأمية بين الآباء وقلة إدراكهم لقيمة التعليم وعدم إدراكهم لواجبهم في توجيه الطلاب، مما يسبب مشكلات تعوق الطلاب وتمثل تحدياً أمام تحصيلهم وتفوقهم دراسياً.
رابعاً: الأسباب والعوامل المجتمعية:
1-افتقار بعض المجتمعات إلى رياض الأطفال لتهيئة الأطفال قبل دخول المدرسة، بالتالي يكونوا أكثر عرضة للوقوع في المشكلات نتيجة الجو الجديد الذي لم يهيئوا للتعامل معه.
2-وجود بعض الجماعات المنحرفة ورفاق السوء والمغريات التي تستهوي الطلاب على ترك المدرسة وارتياد أماكن اللهو.
3-وجود خلل وتخلف في بعض النظم الاجتماعية وافتقاد التكامل إزاء دورهم في حث الطلاب وتشجيعهم على الدراسة والتفوق.
المرجع: أ. د. ماهر أبو المعاطى علي: الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي، الطبعة الثالثة، حلوان- مكتبة زهراء الشرق، 2012، ص75-82.