البيئة المنزلية قد تبعث الراحة وقد تؤدي إلى الضيق , والقلق ,والضغط النفسي . وهذا ينطبق على الأسر الغنية والفقيرة معا. فبعض الناس تتوفر لهم كل وسائل العيش والراحة ولكنهم لا ينعمون بما يملكون هم وأولادهم . اي لا يستمتع الاولاد بما تملك الاسرة من وسائل راحة: لا تجلس هنا , لا تلمس هذا , ابتعد عن هذا , فكل هذه التصرفات تعكس عدم الراحة .
وفي دراسة لماسلو وجد أن جاذبية الحجرة تبعث رسائل تؤثر في سعادة الانسان ودفعه للعمل . ولتأكد من ذلك استخدم حجرتين احداها فقيرة الأثاث وذات ألوان غير جذابة والاخرى تتسم بالجاذبية والاثاث الفاخر والصور والديكورات التي تبعث على الراحة النفسية . وتوصل أن الاحساس بالسعادة والفرح تزداد في الحجرات الانيقة في حين أن مشاعر الغضب والرتابة والشعور بعدم الراحة تكون سمة من سمات الحجرات الفقيرة قبيحة الشكل .
وفي الوقت الحالي يطبق رجال الاعمال ذلك على عملائهم بتهيئة البيئة المناسبة من حيث الاضاءة والكراسي الوثيرة وقلة الضوضاء مما يتيح للعملاء فرصة للتحدث أكثر في جو تسوده الراحة . وكذلك تعمل المطاعم والفنادق على جذب العملاء عن طريق التفنن في وسائل الجذب والترويح .
وينطبق ذلك أيضا على شكل المنزل وموقعه إذ يلعب ذلك دورا إيجابيا في عملية التفاعل في الداخل والخارج. فكلما كان المنزل قريبا من الجيران تكون الاتصالات والتفاعلات أكثر كثافة من المنازل المعزولة .
محمد البدوي الصافي : السلوك الانساني والبيئة الاجتماعية , الطبعة الاولى , دبي , دار القلم , 1998م.