تأثير النمو الجسمي على سلوك الشباب :
تمثل هذه المرحلة (19 إلى 34 سنة) الذروة في نمو القدرات الجسمية حيث يصل القلب والرئتين وبقية أجهزة الجسم إلى مرحلة التكامل الوظيفي ولذلك يعتبر الأطباء أن قياسات كفاءة الجسم واجهزته في هذه المرحلة هي مقياس معياري يقارن به كفاءة الأجهزة في مراحل تالية إلا أن في هذه المرحلة خاصة في نهايتها تحدث بعض التغيرات في كفاءة الجسم وانحدار في مستويات وكفاءة أداء الأجهزة الجسمية إلى مستويات أقل ويحدث هذا الانحدار ما بين سن العشرين والأربعين اعتمادا على عوامل كثيرة مثل الظروف البيئية وما تمثله من التعرض للتلوث والتوترات الجسمية والانفعالية وكذلك التوازن وتماثل الغذاء مع احتياجات الجسم والراحة الذهنية والعقلية وكذلك معدلات وممارسة الأنشطة والتدريبات البدنية فلقد لاحظ العلماء عن طريق استخدام المقاييس والاحصائيات أن الأجيال الحالية أصبحت أكثر طولا وأثقل وزنا من الأجيال السابقة حيث بدأ الأطفال يصلون إلى سن البلوغ مبكرا وقد ساهمت عوامل كثيرة في هذه التغيرات مثل التغذية الصحيحة وتحسين ظروف البيئة بشكل عام والتقدم الكبير في الخدمات والرعاية الصحية ومع بداية مرحلة الشباب النضوج المبكر ينتهي نمو العظام في الجسم ويتوقف بلوغ الفرد عن بلوغه 21 سنة ويزداد الوزن عند الذكر فيتركز في الأكتاف والأذرع وفي الإناث تتركز معظم الزيادة في الوزن في منطقة الصدر والأرداف. وكما ذكرنا من قبل فإن وزن الإناث في فترة المراهقة يزداد عن وزن الذكور ، إلا أن من خلال مرحلة الشباب (22 إلى 34 سنة) تزداد نسبة الدهون في الجسم عند الإناث بمقدار (27%) وعند الذكور بمقدار (15%) . وترجع زيادة وزن الإناث عن الذكور إلى تأثير الخصوبة الجسمية التي تسببها هرمونات الأنوثة واستعداد الجسم للأخصاب.
يشعر الفرد خلال مرحلة الشباب بنمو قوته العضلية مع استمرار اكتسابه للطول حيث يستمر جهاز العضلات في النمو المضطرد فيواصل تطوره ونموه حتى بداية الثلاثينات من العمر. على أن منتصف العشرينات ونهايتها تمثل الذروة في القوة الجسمية لدى الفرد ولذلك فإنه يستطيع أن يقوم بالأعمال التي تحتاج مجهود عضلي كبير أو يشترك في رياضات وألعاب تتطلب طاقة كبيرة. ونجد أن الاعتماد الكبير على الشباب في أداء مهمات صعبة يتطلب القوة والجهد الجسمي فنجد في المجتمعات الريفية والزراعية يقوم الشباب بفلاحة الأرض والحرث والعمل الشاق لساعات طويلة.
أما في المجتمعات الصناعية فيقوم الشباب بالعمل في قطاعات التصنيع والبناء وشق الطرق وكذلك في قطاع التجارة والصيد...
المرجع : كتاب السلوك الإنساني والبيئة الاجتماعية للمؤلف الأستاذ الدكتور حسين حسن سليمان )