أثر الالتزام الأخلاقي للطالب في حياته ودوره الاجتماعي
وإذا التزم الطالب هذه الأخلاق، وحرص على التمسك بها في حياته العلمية والاجتماعية، فلا شك أن تحصيله العلمي سيكون عاليا، والشهادة العلمية التي سيحملها بعد التخرج ستكون شهادة حق لا شهادة زور، يقتنع هو نفسه باستحقاقه لها قبل أن يقتنع غيره بذلك.
ولا شك أنه حين يخرج بعد ذلك إلى الحياة العملية، وبغض النظر عن الوظيفة الاجتماعية والحياتية التي سيمارسها، فإنه سيكون عضوا صالحا في المجتمع، وأحد عوامل البناء فيه، وسببا من أسباب تقدم هذا المجتمع وسير الحياة الإنسانية داخله سيرا طبيعيا مبنيا على تبادل المنافع والتعاون والتضامن.
فالطالب الملتزم الذي هذا شأنه إن تبوأ ـ بعد تخرجه ـ منصب أستاذ أو معلم مثلا، فلا شك أنه سيبذل أقصى جهده وغاية وسعه في سبيل نفع طلبته وتلاميذه وإفادتهم علميا وتوجيههم وتهذيبهم خلقيا.
وإن تبوأ منصب طبيب، فإن اهتمامه سينصب حول مداواة من يلتجئون إليه، وسيبذل كل جهده في التعرف على ما يعانون منه، وسيحرص أشد الحرص على نصحهم وتوجيههم وتحذيرهم مما يضرهم، ولن يتوانى في إرشادهم إلى غيره من الأطباء إذا ما وجد أن الحالة التي تُعرض عليه لا يمكنه تشخيصها أو أن غيره أعلم بها منه، ولن يكون للمقابل المادي الذي سيحصل عليه أي تأثير في معاملته لمرضاه.
وإن تولى هذا الطالب منصب المحاماة، فلا شك أن هدفه الأول سيكون هو نصرة المظلومين وإنقاذ المقهورين والوقوف في وجوه الظالمين، وإحقاق الحق والدفاع عنه ومحاولة إثباته بأي وسيلة، ولن يكون من همه أبدا سلب أموال الناس وابتزاز ثرواتهم بأوهام يمنيهم بها ويصور لهم إمكان تحققها.
وإن تولى وظيفة إدارية ما، فإنه سيكون عاملا على حل مشكلات الناس، أو على الأقل مساعدا لهم على حلها، ولن يستغل وظيفته هذه في تعقيد الأمور وتعذيب الناس وتعطيل مصالحهم.
وعلى كل حال، ففي أي منصب وجد هذا الطالب ـ بعد تخرجه وانطلاقه في شعاب الحياة العملية ـ فإنه يكون عضوا صالحا في المجتمع، لا يصدر عنه إلا كل خير لهذا المجتمع وكل نفع لأبنائه.
بقلم: د. مسعود فلوسي*