ومن العوامل الأخرى التي لها تأثير على نفسية الأفراد في مجال السلوك الشخصي والعامل النفسي:
1ـ عامل الفقر والجوع وعكسهما الغنى الشديد والاسراف: وتأثيرهما على حياة الأفراد قد يكون سلبيًّا، إذا كان الأفراد غير مؤمنين بالله تعالى، لأن الإسلام يعلم عند الفقر الصبر على الجوع، يعلم الناس عند الغنى الشكر على النعماء، والله تعالى يقول (ولا تبذر تبذيرًا إن المبذرين كانوا من إخوان الشياطين..)، والرسول (صلى الله عليه وسلم) قال (كاد الفقر أن يكون كفرًا)، وعند الفقراء من الناس مفاهيم الحياة والقيم والإيمان تكون عندهم لا شيء. يمكن اعتبار كلاهما من الأمراض النفسية الشديدة التأثير على سلوك الأفراد. ولأجل حل هذه الأمراض والمشاكل، علينا بتربية هؤلاء نفسيًّا وعقائديًّا، ثم القضاء على فقرهم إذا كانوا فقراء، وإذا كانوا مفرطين لأموالهم عليهم أن يأخذوا تربية إسلامية. وكبر أو صغر تأثيرهما مربوط على الإنسان وعلى إرادته ومعنوياته وعلى إيمانه.
2ـ نوعية الأطعمة المتناولة في المجتمع: فللأطعمة وتناول أنواع الفواكه والخضروات تأثير على شخصية الأفراد وحتى على ذكائه، فعند الوصول إليها وتناولها بشكل معقول سوف تكون تأثيرها إيجابي، وعند عدم الوصول إليها تكون تأثيرها سَلبي على الأفراد. وحتى تناول الأطعمة التي فيها هورمونات، وتناول الأطعمة المحرمة في الأديان لهم تأثير سلبي.
3ـ الخوف والفزع والرّعب من الموت: ويكون تأثيرهم سلبيًّا بسبب عظمة أهوالها وتأثيرها الكبير على حياة الأفراد، مثل الخوف من الموت والخوف من الآفات والكوارث الطبيعية ومن المصائب الكبيرة ومن الفقر ونحوها. وتأثيرها تكون على الأشخاص البعيدين عن العقيدة الاسلامية وعن الايمان المطلق بالله تعالى. ولأجل حل هذه المشكلة تحتاج إلى المعالجة الطبية من قبل أطباء الأمراض النفسية أو إلى التربية الروحية أو الدينية، لأن المؤمن لا يخاف لومة لائم.
4ـ طبائع خلقية سيئة للأفراد أو الموروثة من أسلافهم: إذا كان للفرد عادات خلقية سيئة ورثته من الأباء والأجداد أو أنها من الطبائع الشخصية، فيكون تأثيرها تأثيرًا سلبيًا وكبيرًا. ومن الطباع كالعناد والكذب والقسوة والحقد والاستبداد الظلم والقتل والكفر بنعم الله تعالى ونحو ذلك. وحتى الإفراط والتفريط في الأعمال والأمور والسلوك من ضمن الصفات السيئة، كالتدين أكثر من تدين الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وتكفير الناس على أخطاءهم وحتى إباحة قتلهم أو عدم قبول أي أدلة نقلية أو فقهية الاّ أدلته الضعيفة. ومثل ذلك الافراط في الكفر والطغيان والقتل، كلها أمراض كبيرة تؤثر المجتمع البشري تأثيرًا سلبيًا واضحًا، فلابد من الاجراءت الطبية والقانونية والدينية. ونحن نجد تداوي هذه الأمراض في التاريخ أنظر إلى حياة الصحابة قبل إسلامهم وما بعد اسلامهم كيف أنهم غيروا طبائعهم السيئة. والعامل المؤثر في التداوي هو التعلم والتفكير وعدم الجهل بالأمور مع الإرادة والعزم من أجل تغير الأخلاق والصفات السيئة. ولقد أثبت العلماء أنه يمكن تغيير طبائع الحيوانات الوحشية إلى حيوانات أليفة، والانسان العاقل أولى بذلك.
المصدر: http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=125010