Fatma ALMazrouia
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 12/12/2013
| موضوع: تأثير الإتصال الأسري على التنشئة الاجتماعية للمراهقين ~ السبت مايو 03, 2014 5:56 am | |
|
يعد الاتصال الاسري وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في شتى المجالات وخاصة في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل المراهق فتراكم التغذية الراجعة لدى الطفل يكون له مخزون معرفي في الجانب الاجتماعي والثقافي والديني....الخ، فهذه التغذية تحدد له كيفية التعامل مع أفراد المجتمع وأساليب الحوار بحيث أن الاسرة تعتبر الواسطة بين الفرد والمجتمع أو الثقافة والشخصية حيث تؤثر على الفرد من كل الجوانب وهذا التأثير يمتد من عملية الاختيار الزوجي، فما يرثه الطفل من والديه يدخل في نطاق التأثير الاسري وتمثل الاسرة شبكة من العلاقات الانسانية والاجتماعية حيث يوجه الفرد خلالها حاجاته وفق أهداف بيولوجية ووجدانية ونفسية وغيرها من خلال تفاعله وتواصله مع أفراد أسرته، وتتميز هذه العلاقة بأنها وثيقة ومباشرة وعميقة بين أفرادها ولذلك يكون تأثيرها شاملا يتضمن كل جوانب الشخصية ويكون تأثيرها أكثر من تأثير الجماعات الأخرى، وبما أن الأسرة تشكل بنية من شبكة العلاقات الانسانية والاجتماعية التي تربط بين أفرادها وعلى رأس هذه العلاقة تأتي طبيعة العلاقة بين الوالدين ثم طبيعة علاقة كلا منهما بالأفراد الاخرين. كما يدخل في بنية الاسرة نوعية الصراعات التي تنشأ بين أفرادها، والاتصال الفعال في الاسرة يحدث عندما تكون القواعد الاسرية واضحة لدى أفرادها من خلال الارشادات والتوجيهات الاسرية، وبعضها يكون لفظيا والبعض الاخر يكون غير لفظي والتي تستنتج من خلال علاقاتهم مع بعضهم البعض، والاسرة السوية هي التي تسير أمورها معتمدة على اتصالات فعالة تساهم في الحفاظ على قواعد الاستقرار داخل الاسرة وتعتبر القواعد اساسية وهامة في تحديد أنماط التفاعل، حيث أن الاسرة التي لا يقوم فيها الاتصال على أساس سليم يكون المجال واسعا في فهم وادراك هذه القواعد كل حسب هواه وحسب ادراكه للأفراد الأخرين.
وتعد التنشئة الاجتماعية عملية ممارسة وتعلم، وتعليم وتدريب وبمعنى أخر تعتبر عملية تعليمية تعلمية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فهي عملية يتم من خلالها انتقال ثقافة المجتمع وأسلوب حياته من جيل لأخر، وهي طريقة يتم بها تشكيل أفراد واكتسابهم خبرات من الطفولة امتدادا إلى الصبا، فالبلوغ حتى الرشد والنضج ليتمكنوا من العيش في مجتمع ذي ثقافة معينة، والاندماج في نسق اجتماعي محدد والتوافق مع ما ينظم ذلك المجتمع من قوانين ومعايير، قيم ولغة اتصال ومعاملات...الخ، وتفهم ما يحكم ذلك المجتمع من قواعد وأنظمة وما يتمتع به الافراد من حقوق وما يجب عليهم القيام به من واجبات ويدخل في ذلك ما يكتسبون من خلال تربيتهم من طفولتهم وحتى رشدهم في البيت والمدرسة والمجتمع من لغة يتكلمون بها، دين يعتنقونه، وتقاليد يمارسونها وقيم يحتكمون اليها ومعلومات يسيرون من خلالها ومهارات يعملون بها وأسلوب حياة يعيشونه...الخ، كما يؤهلهم ذلك للدور الذي يقومون به في مجتمعهم ومجتمعات أخرى من حولهم، وبهذا يصبحون أعضاء فاعلين في المجتمع.
وتكتسي مرحلة المراهقة أهمية بالغة الاثر في حياة الانسان فهي بمثابة قنطرة (جسر)المرور التي يعبرها الفرد من فترة الطفولة ليصل الى فترة الرشد والبلوغ وتتسم هذه الفترة بأنها معقدة من التحول والنمو وتحدث فيها تغيرات عضوية ونفسية وذهنية واضحة تجعل الفرد الصغير عضوا في مجتمع الراشدين.
| |
|