تلعب المدرسة دور فعال في التنشئة الاجتماعية بعد المدرسة إذ يخرج الطفل من مجتمع الأسرة الصغيرة المتجانس إلى المجتمع الكبير الأقل تجانساً و هو المدرسة و هذا الاتساع في المجال الاجتماعي و تباين الشخصيات التي يتعامل معها الطفل يزيد من تجاربه الاجتماعية و يدعم احساسه بالحقوق و الواجبات و تقدير المسؤولية و يعلمه آداب التعامل مع الغير.
و التعامل في المدرسة أساسه الندية ،يأخذ الطفل بقدر ما يعطي على عكس فن الحياة في المنزل . فالمعاملة الأسرية يشوبها التساهل و التسامح و التضحية و بعض الأشكال.لذلك نجد أن المدرسة تمثل مرحلة هامة من مراحل الفطام النفسي للطفل و تتعهد المدرسة القالب الذي صاغه المنزل بالتعديل و التهذيب بما فيها من نشاط موجه مخطط.
فالمشكلات التي توضع بذورها في المنزل قد تساعد المدرسة في تخفيفها أو يفقدها إذا كانت الظروف بها غير مواتية، و لكن نجاح المدرسة في العلاج أو تكوين أنماط سلوكية جديدة محدودة بالأبعاد لشخصية الطفل التي رسمتها الأسرة.
و من أهم العوامل المدرسية التي تؤثر في التنشئة الاجتماعية للطفل شخصية المدرس فهي مصدر السلطة التي يجب التي يجب طاعتها ، و المثل الأعلى الذي يتمثل به الطفل و مصدر المعرفة.
كما إن الفضائل و الرذائل الاجتماعية التي ينطوي عليها المثل الأعلى الذي سيندمج فيه الطفل سوف يجد طريقه إلى بنائه الاجتماعي .
و التكوين المعرفي للمدرس له بالغ الأثر في توجيه الميول العقلية للطفل نحو المعرفة و الفنون و الآداب المختلفة، و كم من الناس قد تغيرت حياتهم و تحدد مستقبلهم نتيجة الاعجاب بالمدرس و تأثيره و كم من الناس كرهوا الحياة و هجروا المدارس بسبب المدرس أيضا .و الروح المدرسية عامل هام أيضا في التنشئة الاجتماعية و الروح المدرسية الايجابية ترتبط بالإدارة الديمقراطية و توفير الحكم الذاتي للطلاب و السماح ببعض الفرص للمشاركة في وضع النظم المدرسية.كما ترتبط بالعدل الاجتماعي و أساسه احترام و تقدير كل تلميذ بالمدرسة ، مهما كان مستواه الاجتماعي و الاقتصادي أو الدراسي بما يوفر الشعور بالعزة و الكرامة و الانتماء.
{{الخدمة الاجتماعية و تطبيقاتها في التعليم و رعاية الشباب،محمد مصطفى &هناء حافظ،،المكتب الجامعي الحديث،1999،ص12}}
*في رأيك ما أهمية الدور الذي لعبته المدرسة في تكوين شخصيتك؟
*هل المدرسة لازالت تقيّم في المرتبة الثانية بعد الأسرة في التنشئة الاجتماعية؟