المدرسة والتنشئة الاجتماعية:
المدرسة مؤسسة اجتماعية تقوم على خدمة أبناء كل الأسر، كما أن للمدرسة أهدافها التربوية والتعليمية التي تعمل على تحقيقها لخدمة المجتمع، ولقد أكدت التطورات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية الحديثة أهمية الاهداف الاجتماعية للتربية، وعدم الاقتصار على مجرد التحصيل، كما وجهت الانتباه الى إمكان المدرسة بوصفها وسيلة تنموية هامة لاكتساب القيم المطلوبة في المجتمع.
ونعني بالتنشئة الاجتماعية في هذا المجال التطبيع والتوافق والتكيف والتفاعل الاجتماعي بين الدارسين عن طريق:
1- التعرف على احتياجات الدارسين والعمل على مقابلتها بالخدمات والبرامج المفيدة، حتى تصبح المدرسة محببة إليهم صالحة لنمو قدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية.
2- اكتشاف المشاكل الفردية التي يعاني منها الدارسون والتي تؤثر بدورها على الحياة المدرسية وإيجاد الحلول لهذه المشاكل بالدراسة والتشخيص والعلاج والتعاون مع المصادر التي يمكنها التعامل مع هذه المشكلات .
3- شغل أوقات فراغ الدارسين بالأنشطة والبرامج وذلك وفقا لرغباتهم وميولهم واحتياجاتهم سواء كأفراد أو في جماعات مدرسية في إطار تحقيق أغراض اجتماعية.
ان عملية التنشئة الاجتماعية تبدأ من الطفولة وتستمر مع الانسان طوال حياته لذلك ان مسئولية التنشئة الاجتماعية لا تقع على المؤسسة بذاتها بل تساهم العديد من الوسائط او الوكالات في هذه العملية ومن هذه الوسائط الأسرة – الروضة – الرفاق – دور العبادة وسائل الإعلام وغيرها من الوسائط التي يتفاعل معها الانسان ويكتسب منها المهارات والمعارف والقيم، ويتعلم من خلالها الأدوار الاجتماعية التي يتوقعها منه المجتمع .
فالمجال المدرسي مجال تربوي واجتمعي ونفسي حيث تلتقي فيه المتغيرات السيكولوجية المتعلقة بالطفل من حاجات وأهداف ومدركات مع المتغيرات الاجتماعية من منظومات القيم الثقافية والمعايير الاجتماعية مع الظواهر التربوية التعليمية .
والمدرسة باعتبارها أحد الوسائط الخاصة بالتنشئة الاجتماعية ليست هي أول مؤسسة تقوم بهذا الدور بل تعتبر الأسرة هي المؤسسة الاولى التي تقوم بالتنشئة الاجتماعية للطفل منذ مولده، ولذلك فإن المدرسة في علاقتها بالتنشئة الاجتماعية يقع عليها الاستمرار في عملية التنشئة الاجتماعية حيث تعمل على إحلال معايير واتجاهات وقيم معينة محل معايير واتجاهات وقيم اكتسبها الطفل قبل الالتحاق بالمدرسة.
وتستخدم المدرسة عدة أساليب في عملية التنشئة الاجتماعية لتلاميذها منها المقررات الدراسية، والأنشطة المدرسية المنظمة والموجة التي تتيح الفرصة للتلاميذ لاكتساب القيم والمعايير الاجتماعية،وأيضا استخدام الجزاءات الايجابية والسلبية حيث تؤدي المدعمات الايجابية الى تعزيز السلوك المقبول والجزاءات السلبية الى تخفيض أو منع السلوك غير المقبول، وتوفير عدد من المعلمين والأخصائيين ممن يمكن استخدامهم كنماذج يحتذي بها التلاميذ.
عبدالخالق محمد عفيفي، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي،المكتبة العصرية،مصر ، 2007، ص76 + ص77+ ص80.