نشأة الخدمة الاجتماعية المدرسية
بدأت الخدمة الاجتماعية في المؤسسات التعليمية تحت مسمى الأستاذ الزائر في أوائل القرن العشرين ثم تطورت لتصبح طريقة ثم مهنة لها مقوماتها من القيم والأغراض, البناء المعرفي, التكتيكات والأساليب والأدوات, الاعتراف المجتمعي, منذ منتصف القرن العشرين لاسيما بعد ظهور وإقامة رابطة الاخصائيين الاجتماعيين الأمريكية في عام 1954/1955ميلادية.
والخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي مهنة احتاجت إليها المؤسسة التعليمية لتحقيق وظيفتها الاجتماعية بصورة مخصصة أمام المتغيرات التي تصيب المجتمع وتؤثر في حياة كلمن يعيش في نطاقها. والخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي تعني ممارسة الخدمة الاجتماعية على مستوى المدرسة وكذلك المستويات الإشراقية والتخصصية والإدارية وغيرها التي ينصب تأثيرها على المدرسة .وهي تمثل المجهودات والخدمات والبرامج التي تعمل على رعاية الطلاب وتحقيق النمو الاجتماعي بقصد تهيئة الظروف الملائمة لتقدمهم التعليمي والتربوي.
تكمن أهمية الخدمة الاجتماعية التعليمية من خلال توضيح العوامل التي ساهمت في إيجادها وهي كالتالي:
1. ازدياد حركات حقوق الإنسان وخاصة حق التعليم والقضاء على الأمية بعد صدور وثيقة حقوق الإنسان 1948م حيث ازداد الطلاب والمشاكل الناجمة عن زيادة الاقبال على التعليم والتفاعلات الاجتماعية الجديدة التي أدت إلى ظهور الكثير من المشكلات الاجتماعية المدرسية كالمتسربين, والمتأخرين دراسيا عن المدرسة والمشكلات السلوكية وغيرها.
2. 2.ساهم ظهور الأفكار الديموقراطية وحركات التحرر الوطنية التي تؤكد أهمية التعليم ورعاية الإنسان من خلال برامج تربوية واجتماعية تعمل على وضع الديموقراطية كأسلوب عمل موضع التطبيق الميداني من خلال الخدمات الفردية والجماعية والمجتمعية.
3. أن ثلثي سكان المجتمع من الطلاب هم جزء أساسي وغالبية في المجتمع فلا بد من رعايتهم اجتماعيا وهو حق من حقوقا المواطنين.
4. تطور البناء المعرفي للخدمة الاجتماعية والنماذج المفسرة للسلوك الإنساني مما يساعد على تطوير مجالاتها وتطبيقاتها في مجالات أكثر اتساعا كالمجال المدرسي من خلال تفسير المشكلات الفردية وأسبابها واحتياجاتها والجماعات والتنظيمات المدرسية.
5. انتشار أفكار المفكرين والعلماء في مجال علم النفس التجريبي والاكلينيكي والاتجاه العقلي أدى إلى ظهور مبدأ الفروق الفردية بين التلاميذ وأهمية اكتشاف للمواقف المعقدة التي يعاني منها الطلاب واتخاذ أفضل الأساليب العلاجية لهذه المواقف وذلك من خلال تعاون المعلم مع فريق العمل مع الاخصائي الاجتماعي والمرشد النفسي والمرشد التربوي.
6. افرازات الحروب وآثارها السلبية ودمار الكثير من المجتمعات لزم على هذه المجتمعات حتى تعمل على بناء مجتمعاتها من جديد أن تتبنى سياسة التنمية الاجتماعية للوصول إلى التنمية الاقتصادية الحقيقية وهذا لن يأتي إلا من خلال برامج الخدمة الاجتماعية الارشادية والتوجيهية التي تستثمر قدرات الطلاب المبدعين و المتفوقين ليكونوا نواة التقدم والتغيير والتنمية.
7. انتقال وتحول رسالة المدرسة من وظيفة الحفظ والتلقين إلى وظيفة التحليل والاستنتاج واستثارة القدرات المتعددة الأمر الذي جعل عملية توجيه الطلاب عملية غير مقتصرة على المعلم الأمر الذي أدى إلى ضرورة وجود شخصية مهنية يمتد إلى البيئة المحيطة بالمدرسة فكان الاخصائي الاجتماعي.
د. فيصل محمود الغرايبة (استشاري اجتماعي), الخدمة الاجتماعية, دار الجنادرية للنشر والتوزيع,الأردن,2012,ص211-113