تختلف أسباب العنف داخل المدارس من مدرسة لأخرى ولهذا يمكن القول أن العنف داخل المدارس له أسباب وعوامل مختلة تختلف باختلاف البيئة الداخلية والخارجية للمدرسة منها عوامل نفسية تتعلق بالفرد وعوامل مدرسية وعوامل تتعلق بجماعة الاقران وعوامل موقفية وأخيرا عوامل تتعلق بالمجتمع وحيث أن سلوك العنف هو دالة تفاعل الفرد مع البيئة فلا شك أن الخطوة الاولى نحو الوقاية من العنف هو تحديد وفهم العوامل التي تسهم في حدوث العنف إذ أن الوقاية من العنف تعتمد في جزء كبير منها على فهم اسبابه فالعنف المدرسي لم يكن أحداث معزولة بل هو جزء من مشكلة العنف العام في المجتمع.
ويمكن تصنيف العوامل التي تؤدي الى العنف المدرسي الى عدة أنواع وهي:
1. العوامل الشخصية (الفردية):
وهي عوامل ترتبط بالفرد العنيف وتشير الى الخصائص النفسية والانفعالية لديه والتي تدفعه الى العنف أي ان السلوك العنيف لدى الطلاب قد يكون راجعا الى البناء النفسي والانفعالي وخصائص الشخصية لديهم ومن بين هذه الخصائص الاندفاعية والخوف فالأطفال المندفعين يكون لديهم استعداد للسلوك العدواني والعنيف عندما يصلون إلى المراهقة والرشد.
2. العوامل الأسرية:
تلعب الاسرة دورا هاما في تشكيل السلوك السوي والسلوك غير السوي للطفل ويعتبر السياق الاسري أحد العوامل الهامة التي قد تسهم في ظهور العنف داخل المدرسة فالتلميذ حين يأتي إلى المدرسة ولديه الكثير من المشكلات الأسرية قد يجد في المدرسة متنفسا وقد ينقل العنف من داخل الاسرة إلى المدرسة.
3. العوامل المدرسية:
ويقصد بها كل ما يحيط بالطالب داخل المدرسة من مكونات مادية أو غير مادية تؤثر فيه سلبا أو ايجابا وتشمل المبنى المدرسي بجميع مكوناته والافراد بمختلف تخصصاتهم ووظائفهم وأدوارهم والعلاقات التي تربطهم ببعضهم البعض والانظمة الرسمية والغير رسمية والمنهج المدرسي.
4. عوامل مجتمعية (العنف عبر وسائل الإعلام) :
تتعلق بالمجتمع وثقافته مثل الارتفاع في نسبة الفقر ومجاورة الجيران السيئين ووجود فوضى في المجتمع, وانتشار المخدرات والاسلحة النارية في المجتمع ولاشك أن الفرد يكون عنيفا عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكا ممكنا ومسموحا به ومتفقا عليه وعلى هذا إذا كانت البيئة خارج المدرسة عنيفة فإن المدرسة ستكون عنيفة .
5. عوامل متعلقة بالأقران:
يمارس الأقران دورا هاما إضافة إلى الدور الذي تقوم به الأسرة والمدرسة في نمو وتنشئة الطفل والمراهق اجتماعيا ونفسيا وذلك من خلال اكسابهم أنماط سلوكية جديدة وتعلم مهارات تفاعل جيدة حيث أنهم يجدون في الانتماء لجماعة الأقران فرصة لاختبار ما تعلموه في الأسرة من أنماط سلوكية وقيم اجتماعية وقد يحدث أحيانا أن يتم التضحية بالقيم ومعايير المجتمع التي تعلموها من الأسرة ويتقبلون قيم ومعايير جماعة الاقران.
المرجع:
كتاب استراتيجيات وبرامج مواجهة العنف والمشاغبة في التعليم
للدكتور طه حسين و الدكتور سلامة حسين